آخر الأخبار

اليوم الموعود يقترب ..تطورات الأزمة بين الصين وتايوان

 

أزمة جديدة تلوح في الأفق بين الصين وتايوان وذلك بعدما وصلت التوترات في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى منذ سنوات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي مطلع الشهر الحالي للجزيرة.

وردا على ذلك قامت الصين لمدة أسبوع بمناورات عسكرية برية وبحرية غير مسبوقة منذ منتصف التسعينات بما في ذلك تحليق مسيرات فوق جزر كينمن.

وحتى الآن، كانت وزارة الدفاع التايوانية تكتفي بإطلاق قنابل مضيئة باتجاه هذه المسيرات لكنها حذرت من أنها ستتخذ “الإجراءات المضادة الضرورية” بما في ذلك إسقاطها إذا لزم الأمر.

لكن خلال الساعات الماضية تبادلت تايوان والصين تصريحات لاذعة بشأن سلسلة طلعات بمسيرات صينية فوق جزر كينمن التايوانية، وقام بعضها بمراقبة مواقع عسكرية متقدمة.

تم تداول الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها هذه الطائرات من دون طيار للأرخبيل الواقع على بعد بضعة كيلومترات من مدينة شيامن الصينية، على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية والتايوانية.

ويُظهر أحد مقاطع الفيديو جنودا تايوانيين يرشقون إحداها بالحجارة في محاولة لإبعادها.

وردا على سؤال حول مقاطع الفيديو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إنها ليست “قضية تستحق كل هذا الجدل لأن المسيرات تحلق فوق الأراضي الصينية”.

وأثار هذا الرد غضب تايبيه التي شبهت مضايقات الطائرات من دون طيار بسلوك “اللصوص”. وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان إن “الذين يأتون من دون دعوة يطلق عليهم اسم لصوص سواء خلعوا الباب أو تجسسوا من الجو، إن شعب تايوان لا يرحب بمثل هؤلاء اللصوص”.

وأضافت: “لطالما جعلت الحكومة التوسعية الاستبدادية للحزب الشيوعي الصيني من مضايقة البلدان الأخرى روتينا يوميا وبالتالي فإنها تستحق عن جدارة لقب، مثير الشغب الإقليمي”.

وفي تطور جديد أعلنت تايوان، أنها ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها وشن “هجوم مضاد” إذا دخلت القوات الصينية أراضيها، وذلك مع زيادة بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي.

وأجرت بكين، التي تقول إن تايوان جزء من أراضيها، تدريبات عسكرية حول الجزيرة هذا الشهر ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبه.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع في تايوان إن الدوريات العسكرية الصينية “عالية الكثافة” قرب تايوان مستمرة، وإن نية بكين جعل مضيق تايوان الذي يفصل بين الجانبين “بحرا داخليا” تابعا لها من شأنه أن يكون المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.

وقال لين وين هوانغ، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات والتخطيط، في إفادة صحفية: “بالنسبة للطائرات والسفن التي دخلت مجالنا البحري والجوي البالغ 12 ميلا بحريا، سيمارس الجيش الوطني الحق في الدفاع عن النفس وشن هجوم مضاد دون استثناء”.

وتعيش تايوان تحت تهديد دائم من أن تدخلها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها لا بد من استرجاعها يوما ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وقبل أيام عاد مضيق تايوان للواجهة مجددًا، في إطار تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بشأن الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها.

وأضاف المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هُويتهم، أن “طرادي البحرية الأمريكية تشانسلورزفيل وأنتيتام ينفذان عملية العبور التي لا تزال جارية”.

وتأتي تلك المناوشة الأمريكية، بعدما أجرت الصين تدريبات عسكرية جاءت بمثابة رد من جانب بكين على الزيارة التي أجرتها بيلوسي، أرفع سياسي أمريكي تطأ قدماه على الجزيرة خلال 25 عاما.

وأطلق الجيش الصيني، 11 صاروخا باليستيا قصير المدى بالبحار شرق الجزيرة – مما أثار شكاوى دول مجموعة السبع التي تتضمن: بريطانيا، والولايات المتحدة، واليابان – في حين عبرت عشرات السفن الحربية والطائرات الصينية الخط الفاصل بمضيق تايوان، الذي كان يمثل في السابق حدودا غير رسمية.

ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تؤيد رسميًا زيارة بيلوسي، إلا أنها دافعت عن حقها في السفر إلى تايبيه.

ويأتي هذا العبور، تنفيذًا لما أفصح عن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون آسيا كورت كامبل، الجمعة، بأن الولايات المتحدة ستجري “عمليات عبور بحرية وجوية” في مضيق تايوان خلال “الأسابيع المقبلة”.

وأكد كامبل أن “القوات الأمريكية ستواصل رغم التوتر “التحليق والإبحار والقيام بعمليات حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، بما يتوافق مع التزامنا الطويل الأمد بحرية الملاحة”.

ولفت إلى أن “هذا يشمل القيام بعمليات عبور بحري وجوي اعتيادية في مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى