حياته حافلة بالأحداث المتشابكة والفتاوي المتشعبة المعقدة، والتي لطالما جلبت عليه الإطراءً والذم على حد سواء، ففتاواه جعلت منه هدفا للانتقاد في مرمى بعض العلماء، وكما كانت حياته مثيرة فإن رحيله هو الآخر قلب مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي كله بين مترحم عليه، ومُذَكِّر ببعض الفتاوى المثيرة للجدل، من هو يوسف القرضاوي؟ وماهي أبرز محطات حياته؟ وهل ياترى استطاع التنبؤ برحيله قبلها بسنوات؟
نشأ يوسف عبد الله القرضاوي في قرية «صفط تراب» بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية بمصر، توفي والده في صغره، ليتولى عنه بعدها عناء تربيته ويلحقه بالأزهر الشريف بعدما أظهر مَلكة لحفظ القرآن منذ الصغر.
وبعد إكماله دراسته الابتدائية والثانوية بالأزهر، دخل كلية أصول الدين وتخرج منها ثم حصل إجازة التدريس من كلية اللغة العربية.
قرر بعدها التوجه لدراسة العلم الشرعي، وأول خطوة له كانت حصوله على الماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين عام 1960، ثم بدأ بتحضير درجة الدكتوراه من الكلية نفسها ليحصل عيها بعد 13عام كاملة من حصوله على الماجستير.
عمل القرضاوي بعدها فترة بالخطابة والتدريس بالمساجد، ثم أصبح مشرفا على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر.
لينقل بعدها إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
ثم أُعِير إلى دولة قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، وعمل على تطويره، وأسس بعدها قسم الدراسات الإسلامية بالجامعة قطر، ومُنح القرضاوي الجنسية القطرية بعد أن غادر مصر في عام 2013،
ألف القرضاوي مجموعة كبيرة من الكتب جاوزت الـ 170 كتاب، تناولت عدة مجالات مثل «علوم القرآن، والسنة، والفقه، والعقيدة، والدعوة والفكر والتصوف والأدب.
مدرسة القرضاوي الفقهية هي مدرسة مختلطة ومعقدة، تتمسك بكل ما جاء بالتراث القديم، وتفتح ذراعيها لبعض الدراسات الجديدة.
وهذا ما فتح عليه باب الانتقادات من قبل بعض العلماء في حياته، لأنه في نظرهم يقدم الرأي على الدليل الشرعي تماشيا مع ضغوط العصر الحديث.
لكن البعض الآخر يرى أنه استطاع استنباط آراء وفتاوى، تستند على القياس وتهدف لخدمة مقاصد الشريعة العامة، وعموما فإن القرضاوي قد شغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمدة 14 سنة كاملة منذ تأسيسه، ثم تنحى عن منصبه ليخلفه بعدها أحمد الريسوني.
آخر مرة ظهر القرضاوي كانت في عام 2020 باسطنبول، وظهر برسالة وداعية وكان كمن تنبأ بموته قبل حدوثه، بدأها بقوله للحضور، هذه ستكون آخر مرة أتكلم فيها إليكم وسنسلم المشعل، لقد بلغت من العمر 93 عاما وسأموت قريبا.
ثم ألقى خطابا استمر لـ30 دقيقة وأعلن تنحيه عن منصبه، ثم اختفى بعدها لسنتين إلى أن رحل عن عالمنا اليوم عن عمر ناهز الـ96 عاما.