منوعات

من هي سجاح هذه العصر التي خرجت من السودان وأثار مريدوها الذعر؟

أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها.. وأصبحت أنبياء الله ذكرانا.. أبيات من الشعر قالها قيس بن عاصم المنقري، في سجاح بنت الحارث التي ادعت النبوة في عهد الردة أيام ولاية خليفة رسول الله أبي بكر الصديق، ويبدو أن لكل عصر مدعية للنبوة.. ومن هي سجاح هذه العصر التي خرجت من السودان؟

سارت مدعية النبوة السودانية على خطى سجاح بنت الحارث، حيث كانت كاهنة ومفسرة أحلام ومتنبئة، لتكون معلمتها التي علمتها السيطرة على عقول مريديها من ضعاف النفوس والعقول.

إلا أن معجزاتها وكرامتها كانت سببًا في إنهاء مسيرتها في الكذب على الدين وعلى الله بإدعائها النبوة.حيث ألقت الشرطة السودانية القبض على سيدة تدعي النبوة بـ “ريفي أبوقوتة” في ولاية الجزيرة السودانية.

حيث زعمت هذه السيدة قدرتها على توفير الشفاء عن طريق استخدام العصا! ما تسبب في رحيل صغير وسيدة، ما تسبب في جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجرى التداول على نطاق واسع أن سيدة ادعت النبوة بريفي أبوقوتة في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وأن أتباعها يستهدفون المشككين بنبوتها، ما أدى إلى سريان حالة من الخوف وسط المواطنين في القرى المجاورة لسكن السيدة مدعية النبوة، وسط دعوات بمكبرات الصوت في المساجد إلى ضبط النفس وتدخل السلطات للقبض على السيدة وأتباعها.

وقال بيان صادر عن الشرطة السودانية، في أغسطس من العام 2021، إن شرطة الجزيرة تمكنت من ضبط شبكة متخصصة في الدجل تتكون من 30 شخصاً من الرجال والسيدات، تديرها سيدة بـ”كمبو الأمين” بمدينة الحصاحيصا.

وأفادت الشرطة السودانية بأن بلاغاً ورد بوجود سيدة تقيم في “الكمبو” المذكور ادعت بأنها قد رأت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام، وتم تصديق روايتها من قبل السكان المجاورين وأسرتها، وأنها تستخدم العصا لتوفير الشفاء.

هذه آخر حادثة لادّعاء النبوة في السودان، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، لجهة أن البلاد ظلت غارقةً منذ زمن بعيد وبشكل متواصل ومستمر، بمدّعي النبوة والمهدوية والعيسوية، ولم تتوقف الظاهرة بالرغم من ملاحقة معظمهم.

ووكان السودان قد شهد حالات عدة لأشخاص يدعون النبوة ويروجون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تلك الادعاءات، وعادة ما تنتهي ادعاءاتهم بملاحقتهم من قبل الشرطة السودانية ومعاقبتهم.

وغالباً ما يكون الادعاء بشخص “المهدي المنتظر”، لكن ادعاء سيدة النبوة يمثل حالة فريدة من نوعها، خاصة أن هذه السيدة استطاعت أن تقنع أتباعاً ومريدين عملوا تحت إمرتها.

ويقول الباحث السوداني عبد الهادي عمر، أن ظهور مُدّعي النبوة والمهدوية والعيسوية في السودان، مرتبط بفترات التحولات والأزمات، لاسيما أن الأنفس تكون مهيّأةً لتقبّل كل من يدّعي أن في يديه الخلاص.

ويقول الباحث والمؤلف، عبد الله الفكي البشير، إنه رصد ادّعاء النبوة في السودان في المصادر والمراجع منذ عام 1504م، وحتى تاريخ اليوم، والإحصائيات قاربت الأربعين نبيّاً.

ويبدو أن مهمة ادعاء النبوة أو المهدي المنتظر، سهلة في السودان لاسيما أن المجتمع السوداني تكثر به الأمية وعدم التعليم.

فوفقا لتقديرات صندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسف فإن نسبة الأمية في السودان تبلغ 50% بين السيدات، و31% بين الرجال، ليكون هذا المجتمع أرضًا خصبًا لمدعي بالنبوة وأنهم أصحاب معجزات أو كرامات… فما رأيك في سجاح العصر الحديث؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى