تحريم المظاهرات..ماذا فعل خامنئي للسيطرة على رافضيه؟

بعد أكثر من شهرين من المواجهات بين النظام الإيراني والمحتجين ضده، قرروا نقل المواجهة إلى الخارج على أمل ممارسة مزيد من الضغط على ذلك النظام وإجباره على أمر هام.. ماذا فعل خامنئي للسيطرة على رافضيه؟

منذ اندلاع المظاهرات في إيران ضد النظام الحاكم للبلاد في منتصف سبتمبر الماضي، لم يهدأ ذلك النظام ساعة عن استعمال كافة أساليبه لكبح تلك المظاهرات التي بدأت بحثا عن حق المواطنة مهسا أميني، وانتهت إلى المطالبة بحق الشعب بأكمله أمام نظام رأوا أن تغييره مباحا بعد ما ذاقته البلاد من أوضاع اقتصادية ليست بالسهلة، فضلا عن حاجتها إلى مراجعات صادقة لأوضاع حقوق الإنسان، الأمر الذي تفاعلت معه العديد من الدول، فضلا عن المنظمات الدولية المعنية بالملف الحقوقي.

النظام الإيراني بدأ يستشعر خطر انتشار الأصوات المعارضة ضده خارج البلاد، وتحديدا بعد أن أدرك دور المعارضة الإيرانية مريم رجوي التي نجحت في تهيئة الأجواء للحصول على إدانات شديدة التأثير بشأن الملف الحقوقي الإيراني. ورأت أن إصلاح بلادها في رحيل النظام الحاكم لها عن الحكم. والوصول إلى أجواء سياسية تضمن البلاد خلالها تمكين الشباب والمرأة وفرض قيم العدالة والمساواة التي أصبحت في إيران، حبراً على ورق بحسب مريم رجوى.

أراد خامنئي إظهار قبضة النظام الإيراني الأمنية، ليس فقط في الداخل الإيراني ولكن خارج البلاد. الأمر الذي كشفته المخابرات الكندية بتقارير أكدت أن ذلك النظام الذي اعتاد قمع شعبه في الداخل، أراد أن يلاحقه ويلاحق الأصوات المناصرة لحقوقه في كندا في محاولة منه لإرسال رسالة تهديد إلى كل معارض لذلك النظام مفادها، أن يده طائلة ولا مفر لمعارض من العقاب.
حاولت إيران استخدام عناصر تابعين لاستخباراتها في كندا لمراقبة وتتبع المعارضين بأسلوب بات مكشوفا للجميع، ورأت المخابرات الكندية أن تلك المحاولات استهدفت النيل من معارضي خامنئي بأي طريقة في سبيل منع أي دعم سياسي لأصوات المعارضة الإيرانية المطالبة برحيل ذلك النظام في الداخل.

«شرطة الأخلاق».. كانت تلك بداية الأزمة في إيران بعد أن انتهت لديها حياة الفتاة مهسا أميني عقب احتجازها، حيث يقوم عناصر تلك الوحدات التابعة للشرطة الإيرانية بفرض وصاية على النساء وإبداء ملاحظات على طريقة ارتداء الحجاب، وهو ما يفسر حالة الغضب العارمة لدى الشعب الإيراني.

رحلت مهسا أميني بعد احتجازها لدى ما يسمى «شرطة الأخلاق» لكن روحها عادت تقضُّ نوم النظام الإيراني وتحول بقائه رؤسه في الحكم إلى كابوس ليس فقط بالنسبة للشعب الإيراني بل لرجال النظام ذاته.

لا زال الهاجس الأمني هو المسيطر على النظام الإيراني الذي يرى عصاه الأمنية هي الأسرع لدرء خطر المظاهرات، لكن قبضته الأمنية لم تعد تجدي نفعا في مواجهة المتظاهرين الذي حولوا جامعات البلاد إلى منصة للهتافات التي دفعت مختلف الفئات إلى تبني موقف واحد خلاصته أن ما من حل لتلك المظاهرات سوى تحقيق مطالب منظميها برحيل النظام الحاكم للبلاد عن الحكم.

وبعد أربعة وستين يوما مرت على اندلاع المظاهرات الإيرانية. أصبح استقرار الشارع الإيراني حلما صعب المنال اللهم إلا استوعب النظام الحاكم الدرس ونجح في الوصول إلى حل سياسي يعيد إلى البلاد استقرارها الغائب.

Exit mobile version