مفاجأة تقلب الأسواق وتؤثر على سعر الذهب فهل ينهار الدولار؟

ينتظر المعدن الأصفر مفاجآت جديدة في الأسواق العالمية.. فما بين ارتفاع وهبوط مفاجئ أصبح الذهب خاضعا لمعدلات عرض وطلب بات التنبؤ بها في عداد المستحيل.. فما أوضاع مستقبل الذهب عالميا الآن؟

تتباين معدلات العرض والطلب بشأن أسعار الذهب عالميا بينما تبقى معادلة أساسية حاكمة لأسعار المعدن الأصفر لدى الاقتصاديين.. تلك المعادلة التي تعتبر المعدن الأصفر «ملاذا آمنا» من تقلبات سوق أصبحت العلاقة بينها وبين الاستقرار هي المستحيل بعينه.

تعرض العالم على مدار الثلاث سنوات ماضية لأزمتين متتاليتين إحداهما صحية لم تسلم منها دولة ولم تكن الأنظمة الصحية قادرة على مواجهتها بالمستوى المطلوب، وتلا ذلك المواجهة بين روسيا وأوكرانيا التي خلفت تداعيات صعبة على الأسوق كافة بل طالت إمدادات سلاسل الغذاء.

أصبحت العملات المحلية في أكثر من دولة رهن تقلبات مفاجئة ما رفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية أمام تراجع قيمة العملات أمام الدولار.. ولم تسلم من التضخم كبريات الدول التي اضطر بنوكها المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التأثيرات التي تعرضت له عملاتها الوطنية ولاحقا ظهرت مخاوف من الركود الناتج عن تراكم البضائع في جميع الأسواق.

في سياق الأوضاع المشار إليها تزايد اعتماد المودعين على الذهب وقرروا تحويل مدخراتهم إليه مما دعم نظريات لدى الخبراء مفادها أن الذهب هو الأكثر ضمانا للاحتفاظ بالودائع بدلا من إدخارها كأموال.

أسعار الذهب عالميا سجلت خلال الساعات الأخيرة ارتفاعا في العقود الفورية وصلت نسبته إلى عشرة من مائة في المائة وبنصف تلك النسبة (أي خمئة من مائة في المائة) ارتفع سعر المعدن الأصفر عالميا في العقود الآجلة.

أمام تزايد حالة «عدم اليقين» بدأت الدول ترفع احتاطيها من الذهب، وكشفت تقارير اقتصادية أن روسيا اشترت أكثر من خمسمائة طن من الذهب خلال العام المنقضي ألفين واثنين وعشرين بقيمة ثلاثة وثلاثين مليار دولار، لترفع بكين أحتياطيها من الذهب إلى ما يربو عن ألفي طُن.

الخبراء يجمعون على أن الأوضاع الحالية للذهب والسباق المحموم بين الدول لرفع الاحتياطي منه مرتبط بقوة بأسعار النفط التي سجلت العام الماضي انخفاظا كبيرا قاد السباق المتصاعد للحفاظ على الذهب.

تترقب أسواق العالم وخصوصا الاقتصادات الناشئة أسعار الذهب قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ألأمريكي المقرر انعقاده الأسبوع القادم والذي سيصدر حتما قرار ربما يكون مفاجئا بشأن أسعار الفائدة، بينما يواصل الذهب تحقيق مكاسب بعد خمسة وأربعين يوما من توجه أسعاره إلى الارتفاع وإن سادت بشأن أسعاره حالة استقرار نسبي فهي مرتبطة حتما بمعدلات عرض وطلب تأثرت بفترة انتظار قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

بعد حالة التباين في أسعار الذهب واستمرار الدول في رفع احتياطياتها منه، لا زالت الكلمة العليا في الأسواق لحالة «عدم اليقين» لدى أصحاب المدخرات كافة بل ولدى كبريات الدول التي تحاوال إلم ترفع مستوى اقتصادها فلا أقل من أن تحافظ على مكاسبها الراهنة.

Exit mobile version