تكنولوجيا

مقابل ربع مليون دولار..بالتجميد في كبسولات أشخاص يبحثون عن الحياة الأبدية

ربما يتذكر بعضنا الفيلم الشهير vanilla sky أو سماء الفانيليا .حيث يبحث البطل صاحب دار النشر الكبيرة عن وسيلة للخلود، ويقرر تجميد جسده ليظل وعيه حيا في الحياة الأبدية.
لحظة واحدة عزيزي المشاهد نحن الآن على أرض الواقع وهناك بالفعل أشخاص نائمون في أنابيب ضخمة في حالة تجمد وحفظ كامل لوظائف الجسد في حالة ثبات.
لقد تحول الخيال إلى واقع بالفعل، وهناك من يطمحون للخلود عبر تجميد أجسادهم مع الاحتفاظ بقدر من الوعي لفترة محددة .
ربما تكون تلك التجربة نقلة في تاريخ البشرية وربما تكون خدعة ونقمة مخيفة تؤدي لعواقب لا طاقة لأحد بها .. فترى ما تفاصيل تلك المحاولات وهل تضمن لمن يقوم بها التحايل على الفناء وضمان الحياة الأبدية ؟

تجربة مخيفة

لطالما راودت الفكرة علماء الطب منذ وقت طويل حيث تقوم هذه الفكرة بلأساس ..على أنه في حالة احتضار الشخص خصوصا الذين يعانون من عوارض مؤلمة لفترات طويلة ولم يستجب جسدهم للعلاج ، وبعد توقف القلب وقبل أن تتوقف بعض الخلايا الهامة في الجسد خصوصا في المخ.

يقوم الأطباء بالتدخل وإبقاء خلايا في الدماغ على قيد الحياة وذلك بعد اتفاق مسبق مع الشخص ، بأن الأطباء سوف يقومون بتجميده في لحظات الاحتضار على أمل أن يستيقظ مرة أخرى بعد سنوات طويلة وبعد وضعه في حالة من التجميد تبقى خلايا مخه وجسده على قيد الحياة.

في تلك اللحظة يقوم الأطباء بانتظار توقف القلب ثم فورا يبردون الجسم بطريقة معينة وفي درجات حرارة باردة للغاية
ثم يأخذون الشخص إلى غرفة العمليات وفتح مكان القلب ووضع مضخة مكانه ليعيدون الدورة الدموية.

ثم يقومون بسحب السائل الاحمر في الجسد كله واستبداله بما يسمى مواد مانع التجمد وذلك حتى لا يتجمد السائل الحيوي في الجسد ، وما يلي ذلك ربما يصعب على العقل تصديقه لكنه يحدث بالفعل .

أجساد مجمدة

لا يكتفون بتلك العملية ولكن يجب نقل الشخص إلى اسطوانة فولاذية غير قابلة للصدأ، ويضع تحت درجات شديدة البرودة تصل إلى تحت الصفر ويبقى كذلك عشرات السنين.
حتى وفقا للاتفاق المسبق الذي وقعه المريض يخرج بعد أن يقوم أحد بإعادة تشغيل الجسم مرة أخرى بخطوات طبية متفق عليها وفقا لتلك المؤسسات الطبية التي تبنت هذا النوع من العلاج.
رغم أنهم ليس لديهم حل علمي مثبت لكنهم يتوقعون أن يتطور الأمر خلال سنوات قادمة، كما توصلوا إلى إبقاء الجسد مجمدا فبالتأكيد سيأتي من يخرج هؤلاء من كبسولاتهم المجمدة، ووفقا لمن وافق على هذا الحل الطبي، هذا افضل لهم من وضع أجسادهم في الأرض ألف مرة.

تكلفة الشخص

وبالطبع فإن الشخص يقوم بدفع ثمن هذه التكلفة قبل رحيله باتفاق مسبق مع الأطباء والتي تصل إلى ربع مليون دولار
ورغم تلك التكلفة وغرابة هذا المبدأ فإن بعض الأشخاص قد بدأوا بالفعل ، وأشهرهم تلك الفتاة الصينية الصغيرة التي اشتد عليها المرض فقرر والدها وضعها في تلك الأسطوانة المجمدة فترة من الوقت ، وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص هم لا يتحايلون على فكرة الرحيل الأبدي.
وإنما ينظرون إلى الأمر تحت مبدأ الامل وفرصة جديدة للحياة ..خصوصا الأشخاص الذين عانوا من عوارض أنهكت حياتهم ألما..
ليبقى السؤال هل سيأتي اليوم الذي سيخرج فيه هؤلاء الأشخاص مرة أخرى إلى الحياة !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى