ريال مدريد يمر بموسم كارثي بكل المقاييس، بعد ما ودّع دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال في ربع النهائي بنتيجة 4-2 في مجموع المباراتين، وخسر نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة 3-2 في مباراة شهدت طرد 3 لاعبين وإصابة 4 آخرين، وبقى متأخر بفارق 4 نقاط عن صدارة الدوري الإسباني مع 5 جولات بس متبقية.
الوضع ده خلّى النادي في حالة من التوتر غير المسبوق، وفتح الباب لمحادثات صريحة بين فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، وكارلو أنشيلوتي، المدرب اللي بات رحيله شبه مؤكد.
حسب تقرير من صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، بيريز وأنشيلوتي اتكلموا بصراحة في الأيام الأخيرة، وبيريز ما ترددش إنه يعترف بتأثير رحيل توني كروس، نجم خط الوسط الألماني اللي اعتزل الصيف اللي فات بعد موسم 2023-2024.
بيريز قال لأنشيلوتي كلام صادم: “كنت هادفع 100 مليون يورو عشان أرجّع كروس لمدريد وهو في سن 25 سنة.”
التصريح ده بيوضح حجم الفراغ اللي سابه كروس في الفريق، خصوصًا إن خط الوسط بقى نقطة ضعف واضحة الموسم ده.
توني كروس، اللي انضم لريال مدريد في 2014 من بايرن ميونخ مقابل 25 مليون يورو بس، كان بيعتبر العقل المدبر في وسط الملعب.
رغم إنه مكانش بيبهر بمراوغات أو أهداف كتير (سجّل 28 هدف وقدّم 98 تمريرة حاسمة في 463 مباراة)، كروس كان سيد التحكم في إيقاع المباراة.
تمريراته الدقيقة، رؤيته الاستثنائية، وقدرته على تنظيم اللعب خلّوه لاعب فريد من نوعه.
بيريز نفسه اعترف إن مفيش لاعب في السوق دلوقتي يقدر يعوّض كروس، وده بيأكد إن قرار النادي بعدم جلب بديل مباشر كان خطأ استراتيجي.
كروس قرر يعتزل في قمة تألقه، بعد ما قاد ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا الـ15 في يونيو 2024، وده خلّاه واحد من أعظم اللاعبين في تاريخ النادي بـ22 لقب، منهم 4 بطولات دوري أبطال أوروبا و5 ألقاب لليغا.
لكن رحيله ساب الفريق في مأزق، خصوصًا إن خط الوسط الحالي، بقيادة لوكا مودريتش (39 سنة)، فيديريكو فالفيردي، وأوريلين تشواميني، ما قدرش يملّي الفراغ.
مودريتش، رغم خبرته، بقى يعاني من تراجع لياقته البدنية، بينما فالفيردي وتشواميني لسّه ما وصلوا لمستوى القيادة اللي كان بيقدمها كروس.
أنشيلوتي نفسه، اللي بيخوض موسمه الرابع مع ريال مدريد، بيواجه انتقادات حادة بسبب إرهاقه الواضح وعدم قدرته على إيجاد حلول تكتيكية لمشاكل الفريق.
تقارير بتقول إن التواصل بينه وبين اللاعبين بقى أضعف من الأول، وده ظهر في المباريات الكبيرة زي الكلاسيكو، لما فشل في السيطرة على وسط الملعب قدام بيدري وداني أولمو.
بيريز، اللي سبق وأكد دعمه لأنشيلوتي في ديسمبر 2024، يبدو إنه غيّر رأيه بعد الهزايم الأخيرة، وتشابي ألونسو بقى المرشح الأقوى لخلافته.
خطة بيريز للمستقبل
بيريز عارف إن إعادة بناء الفريق مش هتبقى سهلة، خصوصًا إنه قرر يعمل ثورة إصلاحية غير مسبوقة تشمل طرد 6 لاعبين (لوكاس فاسكيز، فيرلان ميندي، دافيد ألابا، لوكا مودريتش، إبراهيم دياز، وفران غارسيا).
لكن في وسط الملعب، النادي مش بيستعجل في جلب بديل لكروس دلوقتي، لأن الأولوية حاليًا هي تدعيم الدفاع، خصوصًا مع إصابات ميليتاو وألابا المتكررة.
أسماء زي مارتن زوبيميندي من ريال سوسيداد وجوشوا كيميتش من بايرن ميونخ بتتردد كبدلاء محتملين لكروس، لكن بيريز شايف إن الصفقات دي ممكن تتأجل لصيف 2026 لو ما لقاش اللاعب المثالي.
في نفس الوقت، النادي بيركز على إعطاء فرصة أكبر للمواهب الشابة زي أردا غولر وإندريك، اللي ممكن يكونوا جزء من الحل على المدى الطويل.
لكن التحدي الأكبر هيكون إزاي يلاقوا لاعب يقدر يملّي الفراغ اللي سابه كروس، اللي كان بيوصفوه بـ”المايسترو” بسبب قدرته على قيادة الفريق في أصعب اللحظات.
تحليل الموقف
اعتراف بيريز بتأثير رحيل كروس بيكشف عن خطأ استراتيجي كبير من إدارة ريال مدريد.
النادي كان بيفترض إن لاعبين زي تشواميني وكامافينغا هيقدروا يعوضوا كروس، لكن الواقع أثبت إن مفيش لاعب في الفريق حاليًا عنده نفس الرؤية والتحكم.
كروس كان زي ساعة سويسرية في وسط الملعب، بيوزّع الكورة بدقة 92% في المتوسط، وبيقدّم استقرار دفاعي وهجومي في نفس الوقت.
أنشيلوتي، من ناحيته، بيواجه ضغط هائل، لأن فشله في بناء خط وسط قوي بعد رحيل كروس بيظهر في الأداء المهتز للفريق.
قرار بيريز بتأجيل التعاقد مع لاعب وسط جديد لحد 2026 ممكن يكون مغامرة، خصوصًا إن المنافسين زي برشلونة بيمتلكوا خط وسط قوي بقيادة بيدري وأولمو.
لو استمر الوضع على ما هو عليه، ريال مدريد ممكن يخسر فرصة المنافسة على الألقاب الموسم الجاي كمان.
في النهاية، كلام بيريز عن كروس بيأكد إن النادي عايش حالة من الندم على عدم إقناع النجم الألماني بالاستمرار موسم زيادة.
السؤال دلوقتي: هل ريال مدريد هيقدر يلاقي “كروس جديد” في السوق، ولا الفراغ ده هيفضل يطارد الفريق لسنين؟