انتهى لقاء الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024-2025 بين برشلونة وإنتر ميلان بتعادل مثير بنتيجة 3-3، على ملعب “لويس كومبانيوس الأولمبي”، في مباراة شهدت أداءً هجومياً مبهراً وأخطاء دفاعية واضحة من الفريقين.
هذا التعادل أبقى الصراع مفتوحاً قبل مباراة الإياب المرتقبة يوم الثلاثاء، 6 مايو 2025، على ملعب “سان سيرو” في ميلانو، حيث تنتظر الجماهير الكروية بفارغ الصبر معرفة الفريق الذي سيحجز بطاقة التأهل إلى النهائي.
إنييستا يهاجم اليويفا
خرج أسطورة برشلونة والمنتخب الإسباني، أندريس إنييستا، عن صمته ليعبر عن غضبه الشديد إزاء قرارات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) عقب مباراة الذهاب.
وجه إنييستا انتقادات لاذعة لما وصفه بـ“الظلم” الذي طال نجم برشلونة الشاب لامين يامال، خاصة فيما يتعلق بقرار عدم منحه جائزة رجل المباراة رغم تألقه اللافت.
في تصريحات نارية، قال إنييستا: “مثل هذه القرارات ستدفع كرة القدم إلى مزيد من الانحدار دون توقف.
ما قدمه لامين يامال كان استثنائياً، وكان يستحق التكريم بجائزة رجل المباراة عن جدارة.
إذا كانت هذه هي معايير اليويفا، فإن مستقبل اللعبة مهدد بالظلم وسوء التقدير.”
وأضاف: “يامال أظهر مهارات مذهلة في المراوغة والتهديف، وساهم بشكل حاسم في أداء الفريق.
تجاهل مثل هذا العرض الرائع يثير الاستغراب ويطرح تساؤلات حول نزاهة المعايير.”
تألق يامال في المباراة
شهدت المباراة تألقاً لافتاً من لامين يامال، البالغ من العمر 17 عاماً، حيث سجل هدفاً رائعاً في الدقيقة 25، ليصبح أصغر لاعب يسجل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، متجاوزاً رقم كيليان مبابي.
لم يكتفِ يامال بالتسجيل، بل قدم أداءً مبهراً بمراوغاته الجريئة وتمريراته الدقيقة، مما جعله محط أنظار الجماهير والنقاد.
ورغم ذلك، قرر اليويفا منح جائزة رجل المباراة للاعب آخر، وهو القرار الذي أثار استياء إنييستا وجماهير برشلونة.
سياق المباراة والأداء الجماعي
بدأت المباراة بصدمة مبكرة لبرشلونة، حيث تقدم إنتر ميلان بهدف مبكر سجله ماركوس تورام، قبل أن يضيف دينزل دومفريس الهدف الثاني.
لكن برشلونة، بقيادة يامال ورافينيا، أظهر ردة فعل قوية، حيث قلص يامال الفارق، ثم عادل فيران توريس النتيجة قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، عاد إنتر للتقدم برأسية أخرى من دومفريس، لكن رافينيا أنقذ برشلونة بهدف التعادل في الدقيقة 65.
على الرغم من الأداء الهجومي المميز، إلا أن الأخطاء الدفاعية، خاصة من الحارس فويتشيك تشيزني، أثارت جدلاً داخلياً، كما ذكرت تقارير صحفية إسبانية.
ردود فعل متباينة
لم تقتصر الانتقادات على إنييستا، بل امتدت إلى جماهير برشلونة التي عبرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائها من قرار اليويفا.
اعتبر العديد من المشجعين أن تجاهل يامال يعكس “تحيزاً” ضد اللاعبين الشباب أو ربما ضد برشلونة ككل.
في المقابل، دافع البعض عن قرار اليويفا، مشيرين إلى أن أداء لاعبين آخرين، مثل تورام أو رافينيا، كان مميزاً أيضاً، مما قد يبرر القرار.
إنييستا وتاريخه مع اليويفا
يُعد إنييستا، الذي أعلن اعتزاله في أكتوبر 2024، أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم.
خلال مسيرته الممتدة مع برشلونة من 2002 إلى 2018، فاز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا (2006، 2009، 2011، 2015)، وحصل على جائزة أفضل لاعب في أوروبا من اليويفا عام 2012.
لكنه عانى أيضاً من غيابات مؤثرة، مثل مباراة نصف نهائي 2010 ضد إنتر ميلان، حيث أدت إصابته إلى خروج برشلونة من البطولة.
تصريحاته الحالية تعكس شغفه المستمر ببرشلونة وحرصه على دعم جيل جديد من اللاعبين مثل يامال.
مستقبل يامال والتحدي القادم
رغم الجدل، يواصل لامين يامال تألقه كواحد من أبرز المواهب العالمية.
أداؤه في مباراة الذهاب عزز مكانته كركيزة أساسية في تشكيلة هانزي فليك، وسط توقعات بأن يلعب دوراً حاسماً في مباراة الإياب.
من جهته، يواجه فليك ضغوطاً متزايدة لإعادة ترتيب أوراق الفريق، خاصة مع الانتقادات الموجهة لتشيزني والنقاشات حول إمكانية الاعتماد على إيناكي بينيا في “سان سيرو”.
نظرة إلى الإياب
مع اقتراب موعد مباراة الإياب، تتجه الأنظار إلى قدرة برشلونة على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية.
إنتر ميلان، بقيادة لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام، أظهر قوة هجومية كبيرة، لكنه يعاني من تراجع في الدوري الإيطالي بعد هزيمته أمام روما.
في المقابل، يسعى برشلونة لاستغلال تألق يامال ورافينيا لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن التأهل إلى النهائي.
تصريحات إنييستا، التي جاءت في وقت حساس، قد تُشعل حماس الجماهير الكتالونية وتضع اليويفا تحت المجهر.
هل ستكون مباراة الإياب فرصة ليامال لإثبات جدارته وتصحيح ما اعتبره إنييستا ظلماً؟
الإجابة ستتضح على أرض “سان سيرو” خلال أيام.
