ثقافة ومعلومات

اللغز الدفين تحت خان الخليلي..لن تتخيل ما يوجد في الأسفل!!

هل تساءلتم يوما عن سبب تسمية خان الخليلي بهذا الاسم؟ هل تعرفون أن بناء خان الخليلي كان انتهاكا صريحا وتدنسيا لأضرحة الفاطميين، تعرف معنا اليوم على قصة الأمير جهاركس الخليلي، وماهي علاقته ذلك الخان الشهير بتربة الزعفران التي حوت عظام خلفاء الدولة الفاطمية.

فور وصول المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر بعدما فتح جوهر الصقلي لها، كان يحمل معه توابيت تحوي بداخلها رفات آبائه وأجداده ليدفنها في عاصمة الخلافة الجديدة.

وكان المستقر الأخير لكل تلك الأجساد هو تربة الزعفران، وحتى بعد وصوله لفترة قصيرة توفي أحد أولاده ودفن هو الآخر في تربة الزعفران، ليلحق به المعز نفسه بعدها بفترة قصيرة، ويكون هو أول خليفة يدفن بداخلها، كان الفاطميون يحرصون على تزيينها وتطييبها، وكان بداخلها العديد من الثروات حتى أن الخليفة كان يزورها بنفسه حال عودته من قصره.

وحين وقوع الشدة المستنصرية ظهرت أهمية تلك التربة والثروات التي تحويها بداخلها، حيث كشف المقريزي في كتابه: أن الأتراك طلبوا من المستنصر النفقة، فماطلهم، فما كان منهم إلا أن هجموا على التربة، وسلبوا ما فيها من الذهب والآلات والحلي. حتى أن قيمة ما سرق حينها وصل إلى خمسون ألف دينار.

ومع توالي العصور على مصر وسقوط الدولة الأيوبية على يد صلاح الدين الأيوبي، ثم انتقالها إلى الخلفاء من بعده إلى أن أتى زمن السلطان برقوق.

وكان لديه أمير يدعى شمس الدين جهاركس الخليلي، وفي ذات يوم أراد الخليلي أن يبني خانا كبيرا له في موضع قريب من مسجد سلطانه وبالقرب من ميدان بين القصرين بشارع المعز.

كان العائق الوحيد أمامه هو رفات الموتى في الضريح، وهو ما استدعى تدنيس الأضرحة للبدء في البناء، قرار ليس من السهل اتخاذه بهذه البساطة.

لكن للخليلي معارفه، صديق يدعى شمس الدين محمد القليجي شيخ حنفي يعمل بالإفتاء، وقد تولى من قبل نيابة القضاة بالقاهرة.

توجه إليه الخليلي وسأله الرأي الشرعي فيما يريد فعله فما كان من القليجي إلا أن أخبره أن هذه أضرحة خلفاء الدولة الفاطمية. وأفتاه بجواز إزالتها وإلقاء ما بها من رفات في المزابل كون الفاطميين ليسوا مؤمنين.

وفورا استجلب الخليلي عشرات العمال والعبيد، واستخرجوا رفات عشرات الرجال والنساء. وطافوا بهم وسط البلاد في تحفهم أصوات الحشود المحتفلة ليكتب التاريخ وداعا آخر لدولة الفاطميين بمصر.

وألقي بها في كيمان البرقية وهو مقلب قمامة ضخم تقوم مقامه الآن حديقة الأزهر، وهكذا بدأ جهاركس بناء سوقه الشهير خان الخليلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى