«فاتنة الزمن الجميل».. انتحر أزواجها واختارت الموت فى قمة نجوميتها.. من تكون؟

حفرت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الغناء، لما لها من موهبة كبيرة، حيث لم يتوقع لها أحد أن تنتهي قصتها بالانتحار في النهاية، في خبر صدم العالم وكل محبيها وقتها.. إنها الفنانة العالمية داليدا.

وخلال التقرير التالي نسلط الضوء على عدة معلومات عنها:

التحقت بمدرسة راهبات كاثوليكية، وانضمت إلى نادي الدراما، فُرضت عليها رقابة صارمة بين المدرسة والكنيسة؛ بسبب عصبية والدها ومحافظة والدتها، تعلمت بعد وفاة والدها الآلة الكاتبة، وعملت كسكرتيرة بشركة أدوية؛ لتساعد والدتها التي عملت خياطة.

فازت بمسابقة جمال “Miss ondina” فى عام ١٩٥١م بعد إجرائها عملية جراحية في عينيها، وظهرت على أغلفة المجلات بملابس السباحة؛ مما أثار غضب واعتراض والدتها، وعملت كعارضة أزياء في دار الأزياء دونا، ثم شاركت في مسابقة ملكة جمال مصر وفازت بها عام ١٩٥٤م، واختارت اسم شهرة ” دليلة”؛ نظراً للشبة بينها وبين الممثلة هايدى لامار بطلة فيلم شمشون ودليله، وشاركت في نفس العام في عدة أدوار بسيطة بأفلام أرحم دموعي، الظلم حرام، سيجارة وكأس، لمس موهبتها مارك دي جاستين المنتج والمخرج الفرنسي وأقنعها بالسفر إلى باريس.

سافرت إلى فرنسا مع بداية عام ١٩٥٥م رغم معارضة عائلتها، كافحت للعيش في المدينة الجديدة، وفشلت في الحصول على فرصة في التمثيل، وتعرفت على رولان بيرجيه ودربها على الغناء، وغنت على المسارح، وغيرت اسمها إلى داليدا مزيج بين دليله ويولندا.

سمعها مدير الإذاعة لوسي ونموريس في قاعة الأولمبيا بباريس، سجل أغنيتها الأولى الناجحة “مادونا” عام ١٩٥٥م، إلا أغنيتها الثانية “بامبينو” دفعتها للشهرة، ووصلت لقمة القوائم الفرنسية بسرعة، فغنت بشكل دائم على مسرح الأولمبيا، وظهرت على أغلفة المجلات الفرنسية، بدأت جولتها الموسيقية الأولى حول العالم، وأصبحت المغنية المفضلة للجمهور الفرنسي، وشاركت في عدة أفلام فرنسية، كما شاركت في فيلم يوسف شاهين “اليوم السادس”عام ١٩٨٦م.

قدمت أكثر من ٥٠٠ أغنية بتسع لغات منها الفرنسية، الإيطالية، الإنجليزية، اليابانية، العربية، احتلت أغانيها قوائم أفضل الأغاني حول العالم، وشاركت آلان ديلون في غناء “بارلو بارلو”، وغنت أغنيتها الأشهر في مصر والعالم العربي سالمة يا سلامة في عام ١٩٧٧م، وانتشرت بأربع لغات، ثم حلوة يا بلدي بالعربية والفرنسية والألمانية والإيطالية، حصلت على جائزة أوسكار من الإذاعة مونت كارلو عام ١٩٥٨م لسبع سنوات متتالية، وعلى لقب فارس في مجال الفنون والآداب عام ١٩٦٣م، وعلى الديسك الماسي لبيع ٨٠ مليون ألبوم، كرمها الرئيس الفرنسي شارل ديجول، ووضعت صورتها على طابع بريد فرنسي.

عاشت حياة عاطفية مأساوية فكل الذين أحبتهم انتحروا، تزوجت من لوسيان موريس عام ١٩٦١م، وحصلت على الجنسية الفرنسية، وتطلقا في عام ١٩٦٢م(وانتحر في عام ١٩٧٠)، أحبت الرسام جانسوبيسكى، ارتبطت بالمغني لويجىتنكو في ١٩٦٧، فشلا فى الفوز بجائزة مهرجان سان ريمو، فحاولت الانتحار بعد وفاته وفشلت، ثم طالب الأدب الإيطالي لوسيو، وحملت منه وقررت الإجهاض؛ مما أدى إلى عقمها وزيادة اكتئابها، ثم المغني مايك برانت، وريتشارد شانفراي، نجحت محاولتها في الانتحار في ٣مايو ١٩٨٧بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة، وكتبت رسالة تقول “الحياة صارت لا تحتمل، سامحوني”، ودفنت في مقابر المشاهير بباريس، وأُقيم لها تمثال بالحجم الطبيعي على قبرها.

ونشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر يوم4 مايو 1987 بالصفحة الأولى خبر وفاتها تحت عنوان:

انتحار المطربة العالمية داليدا في باريس

بعد رحلة النجاح والشهرة تركت وراءها رسالة تقول: الحياة لا تطاق!

“تم العثور أمس على المغنية الشهيرة داليدا (54 سنة) ميتة في منزلها بباريس نتيجة لانتحارها بتعاطي كميات ضخمة من أقراص عقار”الباربيتورانس” المنوم، وقد أكدت أسرة داليدا نبأ الانتحار، وقالت أنها تركت خطابا بخط يدها ذكرت فيه أن الحياة لا تطاق، فاغفروا لي.

ورجح المقربون من داليدا أنها قد تكون انتحرت تحت وطأة الشعور بالوحدة والتعاسة والكآبة، وقالوا أنها في الآونة الأخيرة كانت تشعر بالندم الشديد؛ لعدم إنجابها أطفالا، بالرغم من نجاحها الباهر وشهرتها الواسعة وكثرة مشروعاتها.

وقد أشارت بعض المصادر إلى احتمال أن تكون داليدا انتحرت مساء أمس الأول “السبت” في منزله بضاحية “مونمارت” بباريس ولكن لم يتم يكتشف أمرها إلا أمس.

ويقول المقربون إليها والذين وقع عليهم الخبر كالصاعقة أنها كانت تبدو في حالة طيبة جدا، وعادت لباريس يوم الأربعاء الماضي بعد إحياء حفل غنائي في تركيا بمدينة أنطاكية حضرة الرئيس التركي كنعان إيفرين، وكانت تستعد لتسجيل اسطوانة جديدة وللظهور في حلقات تليفزيونية.

وذكر البيان الذي أصدرته أسرة داليدا انه من المفارقات أن يكون انتحارها يوم أحد وهو نفس اليوم الذي حاولت خلاله الانتحار في 27 فبراير عام 1967.

 

سجلت أغانى بـ7 لغات أبرزها اللغة الفرنسية التى تعتبر أكثر لغة تغنت بها، إلى العربية، والإيطالية، وغيرها مما جعل لها جمهور متنوع.

أشهر أغانيها هي “Il venait d’avoir dix-huit ans”، والتى أصدرتها Dalida فى عام 1973، وكانت الأغنية مستوحاة من علاقتها مع طالب شاب، مما أدى إلى حمل غير مخطط له، وأنهت المغنية الحمل فى وقت كان فيه الإجهاض غير قانونى فى كل من فرنسا وإيطاليا، وقد جعلها هذا الإجهاض غير قادرة على الحمل.

 

توفيت داليدا بالانتحار فى 3 مايو 1987، وتم دفنها فى حى مونمارتر بباريس، حيث انتقلت عام 1962، فيما أنتجت النحاتة الفرنسية أصلان، تمثالًا بالحجم الطبيعى للمغنية لتوضع على شاهد قبرها، مما يسهل التعرف عليه فى مقبرة مونمارتر.

Exit mobile version