آخر الأخبار

بركان نهاية العالم ينشط فجأة وحممه تروي الأرض

أخفى عين الشمس وحول ليلهم نهار، حتى أنهم ظنوا أن لا نهار قد يشرق عليهم مجددا، مشهد حبس الأنفاس، وأبلغ القلوب الحناجر، فالسماء غطها رماد النهاية، صيحات من باطن الأرض، وحمم تسطر مشاهد النهاية.

كان خامدا ونشط فجأة ليذكر البشر بقرب اليوم الموعود… أخطر براكين غينيا الجديدة يلاحق السكان من جديد… قذف الحمم وملأ السماء بالدخان… فهل تشهد الأرض بركانا مماثلا لذلك الذي أخفى الشمس لمدة عام؟

انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمن مشاهدا غريبة لسحابة من الرماد البركاني، غطت السماء وأظلمت الكون من حول سكان المدينة، بسب فوران بركان ضخم.

وأجلت السلطات في بابوا غينيا الجديدة اليوم عددا من سكان منطقة جبل أولاون في جزيرة نيو بريتن، وألغيت رحلات جوية إثر بركان أطلق سحابة من الرماد، ونقلت هيئة الإذاعة الوطنية عن كليمنت بيلي المسؤول في إدارة الكوارث قوله: “إنه تم إرسال فرق إلى منطقة جبل أولاون في جزيرة نيو بريتن لتنسيق عملية الإخلاء بعد أن بدأ فوران البركان”.

وأطلق بركان أولاون رمادا بركانيا وصل ارتفاعه إلى 5 كيلو مترات، مما تسبب في إجراءات غير عادية اتخذتها السلطات، حيث قامت بتعطيل رحلات الطيران بالمنطقة.

ومنذ أربع سنوات، تعرضت ذات المدينة لفوران بركان أولاون والذي تسبب في إجلاء 15 ألف مواطن من مساكنهم خوفا من تطاير الحمم البركانية.

ويشتهر بركان أولاون بكثرة نشاطه البركاني حيث يتسبب كل عام بسحابة من الرماد والتي يتجاوز ارتفاعها عشرات الأمتار أحيانا، ولكن لماذا تتسبب البراكين في كل هذا القلق وهل ترتبط بنهاية العالم؟

إذا تحدثنا عن البراكين علينا أن نتذكر ذلك البركان الذي تسبب في غياب الصيف عن الأرض لعام كامل، ففي عام 1815 كانت البشرية على موعد مع أكبر وأسوأ فوران بركاني على مر تاريخها فخلال تلك الفترة عاش العالم على وقع فوران بركان تامبورا بجزيرة سومباوا بأندونيسيا، وقد أسفر ذلك عن نازلة بشرية ألقت بظلالها على العالم طيلة أشهر.

ومع حلول يوم العاشر من شهر إبريل سنة 1815 دوى صوت انبجاس رهيب اهتزت على إثره مناطق على بعد أكثر من ألف ميل عن البركان، فضلا عن ذلك بلغ صوت البركان منطقة سومطرة التي كانت تبعد حوالي 1600 ميل عن بركان تامبورا.

وبلغت شدة فوران هذا البركان سبع درجات حسب مؤشر الفوران البركاني، فضلا عن ذلك ألقى بركان تامبورا خلال فورانه أكثر من تسعة أميال مكعبة من الحمم متفوقا بذلك على بركان فيزوفا وبركان كراكاتوا ليصنف بذلك “أكبر وأسوأ ثوران بركاني على مر التاريخ البشري”.

أدى الفوران البركاني إلى ما يعرف ب “الشتاء البركاني” الذي يتسبب بانخفاض واضح في درجات الحرارة بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض. على إثر ذلك عاش العالم في حدود سنة 1816 على وقع سنة شديدة البرودة تم تلقيبها ب “سنة دون صيف”… فهل يتحول بركان بابوا غينيا الجديدة ليكون ضمن الأسوأ في العالم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى