انتهت مباراة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024-2025 بين برشلونة وإنتر ميلان بنتيجة تعادل دراماتيكية 3-3، على ملعب “لويس كومبانيوس الأولمبي”، في لقاء شهد تبادلاً مثيراً للأهداف وأداءً متبايناً من لاعبي الفريقين.
هذا التعادل ترك مصير التأهل إلى النهائي معلقاً، مع ترقب جماهيري كبير لمباراة الإياب المقررة يوم الثلاثاء المقبل، 6 مايو 2025، على ملعب “سان سيرو” في ميلانو.
وفقاً لتقارير صحفية إسبانية، أثارت الأخطاء الملحوظة للحارس البولندي فويتشيك تشيزني خلال المباراة غضباً عارماً داخل غرفة ملابس برشلونة.
تشيزني، الذي كان يُعول عليه ليكون صمام أمان في هذه المواجهة الحاسمة، بدا متردداً وغير مستقر، مما ساهم في استقبال ثلاثة أهداف، كان بعضها يمكن تفاديه.
هذا الأداء الذي وُصف بـ“الكارثي” من قبل مصادر مقربة من النادي، أثار استياء زملائه، الذين عبروا عن خيبة أملهم بشكل صريح.
انتقادات داخلية وتوتر متصاعد
لم يخفِ نجوم الفريق، وعلى رأسهم الشاب لامين يامال والبرازيلي رافينيا، إحباطهم من أداء تشيزني.
يامال، الذي تألق بتسجيله هدفاً رائعاً في الدقيقة 25، ورافينيا، الذي ساهم في هدف التعادل الأخير، كانا يأملان في دعم دفاعي أقوى من حارسهما للحفاظ على تقدم الفريق.
وبحسب ما نقلته صحيفة “إل ناسيونال”، فإن اللاعبين لم يترددوا في مناقشة أخطاء تشيزني داخل غرفة الملابس، معربين عن قلقهم من تأثير ذلك على حظوظ الفريق في مباراة الإياب.
هذا التوتر الداخلي أضاف طبقة أخرى من التعقيد للوضع في برشلونة، خاصة مع الضغوط المتزايدة على المدرب هانزي فليك.
التقارير تشير إلى أن هناك نقاشات جادة داخل النادي حول إمكانية الاعتماد على الحارس إيناكي بينيا في مباراة الإياب، لضمان استقرار أكبر في خط الدفاع.
مباراة مليئة بالأحداث والفرص الضائعة
بدأت المباراة بصدمة مبكرة لبرشلونة، حيث تقدم إنتر ميلان بهدف سريع سجله ماركوس تورام في الدقيقة الأولى، قبل أن يضيف دينزل دومفريس الهدف الثاني في الدقيقة 21.
لكن برشلونة أظهر روحاً قتالية، حيث قلص يامال الفارق بهدف رائع، قبل أن يعادل فيران توريس النتيجة في الدقيقة 38.
في الشوط الثاني، عاد إنتر للتقدم عبر رأسية أخرى من دومفريس، لكن رافينيا أنقذ برشلونة من الهزيمة بهدف التعادل في الدقيقة 65، بعد تسديدة ارتدت من حارس إنتر يان سومر.
على الرغم من الأداء الهجومي المميز لبرشلونة، إلا أن الأخطاء الدفاعية، وخاصة تقاعس تشيزني في التعامل مع الكرات الثابتة، كانت محل انتقاد حاد.
لاعبون مثل فيران توريس وصلوا إلى حد القول إن “البداية الباهتة والأخطاء الدفاعية غير مقبولة”، مشيرين إلى أن مثل هذه الأخطاء قد تكلف الفريق بطاقة التأهل.
تحدي فليك ومستقبل تشيزني
يواجه هانزي فليك الآن تحدياً كبيراً في إدارة هذا الوضع المتأزم.
المدرب الألماني، الذي قاد برشلونة لتتويج بكأس ملك إسبانيا مؤخراً، يدرك أهمية مباراة الإياب في تحديد مصير موسمه الأول مع الفريق.
قرار استمرار تشيزني أو استبداله ببينيا سيكون محورياً، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من اللاعبين والجماهير.
من جهته، يواصل لامين يامال تألقه كواحد من أبرز نجوم برشلونة هذا الموسم.
الشاب البالغ من العمر 17 عاماً أصبح ركيزة أساسية في خط الهجوم، وسجل هدفاً تاريخياً في هذه المباراة، ليصبح أصغر لاعب يسجل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، متجاوزاً رقم كيليان مبابي.
أداؤه اللافت، إلى جانب رافينيا وفيران توريس، منح برشلونة الأمل في قلب الطاولة في ميلانو.
الطريق إلى الإياب
مع اقتراب موعد مباراة الإياب، تتجه الأنظار إلى كيفية تعامل برشلونة مع هذه الأزمة الداخلية.
الفريق الكتالوني، الذي قدم موسماً مميزاً حتى الآن، يحتاج إلى وحدة وتركيز لتجاوز إنتر ميلان، الذي أظهر قوة هجومية كبيرة بقيادة لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام.
في النهاية، تبقى مباراة “سان سيرو” اختباراً حاسماً ليس فقط لتشيزني، بل لقدرة برشلونة على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية.
هل سيتمكن فليك من إعادة ترتيب أوراقه وتحقيق حلم الجماهير الكتالونية بالوصول إلى النهائي؟
الإجابة ستتضح في ميلانو بعد أيام قليلة.