الشاب العربي عندما يفكر ويستغل الظروف المتاحة يصنع المستحيل ويرسم لنفسه ولبلده تاريخاً كبيراً من النجاح وهذا ما حدث مع الشاب العربي الذي سافر للبرازيل جون أن يعرف انه سيصنع لهم واحدة من أهم السلع في العالم ولا يستغنى عنها أي منزل فماذا صنع لهم، ومالذي قدمته له البرازيل سيظل على مر التاريخ!
من هو هذا الشاب العربي؟ ومالذي قدمه للبرازيل بمجرد وصوله الى هناك؟، ومالذي قدمته له الحكومة في حياته وبعد مماته؟.. ابقوا معنا لتعرفوا تفاصيل هذه القصة.
منذ حوالي 15 عاماً وصل الشاب المصري محمد يوسف للبرازيل، وكان وقتها لا يزيد عمره عن 23 عام وكان مخططاً لنفسه العمل في مجال السياحة، وبالفعل تعرف على فتاة سورية وقع فى غرامها، وبعد قصة حب طويلة قرر الزواج منها دون أن يعرف أن قصة حبه ستكشف معها قصة تاريخ وعبقرية جد زوجته الذي جاء للبرازيل وقدم لشعبها خدمةً ستظل موجودة طوال العمر.
وقال محمد يوسف في تقارير صحفية إنه بعد زواجه من الفتاة السورية علم أن هناك شارعاً في البرازيل يحمل اسم «شارع عبده أمبوبة» فأراد أن يعرف قصة الشارع ، ولماذا اطلقت الحكومة البرازيلية هذا الاسم وكيف اختارت افضل منطقة بمدينة «ساو باولو» وتحديداً في الجنوب الشرقي للبلاد لكي تسميه بهذا الاسم “عبده أمبوبة” فاكتشف انه وراء هذا اللقب قصة نجاح ليس لها مثيلاً بدليل انه عندما يقابل شخصاً ما يسأله “هل تعرف عبده أمبوبة، فده زي جوزية بوتاجاز؟.
محمد يوسف قال ايضاً أن البرازيليين في حالة من السعادة بقصة «محمد عبدالسلام أمين»، وهو سورى الجنسية وجد زوجته والبرازيليين أطلقوا عليه لقب «عبده أمبوبة» لنجاحه بعدما وصل بلادهم عام 1900، عندما كان في زيارة عادية لمعالمها قرر أن يمكث فيها فترة وبالفعل عمل في بدايته في تجارة الأقمشة وحقق فيها نجاحاً كبيراً لكنه فكر في العمل بمجال آخر فانتقل للصناعة وتحديداً في صناعة إسطوانات الغاز وهى التي تعرف عند العرب باسم “الأنابيب”.
محمد يوسف استكمل حكاية جد زوجته «محمد عبدالسلام» قائلاً إنه عندما نفذ مشروعه بدأ في كيفية إقناع الناس في المنطقة التي عيش فيها أولاً باستخدام إسطوانات الغاز بدلاً من إشعال الحطب بالطريقة البدائية، ومن هنا بدأ في صناعة الأسطوانات ثم توزيعها على باقي الأحياء البرازيلية وبعدها انتشرت بصورة كبيرة ثم بدأ يعين له موزعون الي ان عرفت صناعته ووزعت على باقى ولايات البرازيل لدرجة أن غرقتها بالكامل.
محمد يوسف يقول انه يعيش في نفس الشارع الذي كان يعيش فيه جد زوجته “عبده أمبوبة” وقال إن “أمبوبة” بدأ قصة نجاحه من شارع «بوليستا» وبعدما نجح في صناعة الأمبوبة كان يستخدم عربات بداخلها ميكروفون كي لا يسبب للسكان ازعاجاً، وبدلاً من الخبط على اسطونة البوتاجاز بالمفتاح يقوم السائق بتشغيل الموسيقى بالميكروفون، وهذا ما وصفه “عبده امبوبة” بأنه الأفضل والأكرم للناس حسب ما ذكر في مذكراته التي تركها لأحفاده.
واضاف محمد يوسف أنه لدوره الكبير فى تطوير الصناعة فى البرازيل ومساعدته للسكان قررت الحكومة إطلاق اسمه «عبده أمبوبة» على أحد أهم الأحياء السكنية في “ساو باولو” غير أن الحكومة أطلقت أيضاً أسماء بناته الاثنتين «صافية وليلى» على شوارع اخرى تخليدًا لذكراهم ومساهمتهم فى الأعمال الخيرية.
محمد يوسف قال أيضا أن جد زوجته “عبده أمبوبة” له 5 أبناء «ماريو وإدواردو وليديا وليلى وصافية»، وابنه “ماريو” هو مؤسس ملعب «مورومبيه» وهو المعقل الرئيسي لنادى “ساو باولو” أشهر نادي برازيلي، مضيفاً بأن زوجته السورية تنتمي للجيل الثالث من أحفاد عبد السلام.