بعض القصص الواقعية تفوق الخيال خيالا، وتجاوز حدود توقعنا ومخيلاتنا، قصة اليوم تذكرنا بما حدث لنبي الله يونس عليه السلام، عن غواص ابتلعه حوت ثم خرج من بطنه سليما معافى، وسط دهشة أصدقائه ومرافقيه!
كان البحر هادئا، وأمواجه معتدلة ساكنة، يوم مثالي لراينر شميب ورفاقه للذهاب في رحلة غوص إلى أعماق المحيط بهدف تصوير أسماك السردين المهاجرة.
كان شميف غواصا خبيرا، يُنظم رحلات غوصٍ في جنوب إفريقيا لمدة جاوزت الـ15 عاما، وقد خَبِر معظم المواقف والأمور الصعبة داخل البحر.
إلى أن مر بتجربة لم يعهدها من قبل في حياته قط.فجأة بدأ يحل الظلام على الأجواء شيئا فشيئا، وبدأت أمواج البحر تتشكل في هدير تدريجي، كان حينها شميف في عرض البحر يحاول التقاط صورة لقرش يمر من أمامه.
يوم عمل اعتيادي بالنسبة له، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان، ساد الظلام الدامس فجأة، لم يدرك شميف ما الذي جرى له في حينها.
استغرقه الأمر ثوان معدودة إلى أن أدرك ما يحدث، يقول شميف: لقد أدركت حينها أن حوتا جرفني إلى داخله. فورا تسلل الألم إلى وركه وشعر بضغط شديد على جسده المحصور بداخل فم الحوت، وأدرك فورا أن عليه استخدام غريزته والدوران في دوامة للنجاة من داخل فم الحوت.
ثم حبس أنفاسه لأنه شعر أن الحوت سيغطس إلى الأعماق وسيلفظه داخلها، وسيتعين عليه العودة إلى الأعلى مرة أخرى.أما في خارج الحوت كانت الأمور أكثر توترا، فأصدقاء شميف صورا الحادثة منذ بدايتها في خوف ورعب مما قد يحدث لصديقهم.
ويصف هاينز صديق شميف والذي كان على السفينة يراقب الوضع من بعيد، لأن مجموعته كانت تُصور فريق شيمف الغاطس. لدى تحرك شيمف ناحية الأسماك، بدأت المياه تتحرك للأعلى بعنف شديد، كنت على يقين أن شيءا ما سيحدث، لذا ركزت كاميرتي عليه، وفجأة اندفعت الدلافين خارج المياه، وخرج رذاذ أبيض خارج المياه، والتقمه الحوت في ثوان معدودة.
ولحسن الحظ وبعد لحظات معدودة، بصق الحوت شميف إلى خارج المحيط، وعاد إلى أكل السمك. وصورت تلك المشاهد المذهلة كلها على الكاميرات التي كانت مرتكزة على راينر وهو ببطن الحوت، إذ أن الفريق المرافق لشميف أبقى الكاميرات مرتكزة عليه طوال الفترة التي كان بها في بطن الحوت.
وفور عودته إلى سطح السفينة، أخذ نفسا عميقا وعاد إلى زملائه الذين لم يصدقوا ما حدث لولا أنهم قد رأوه بأم أعينهم.
وبدأوا في فحصه وتبين ما إذا كانت توجد عظام مكسورة، أو أضلاع متصدعة، ولكن والمفاجأة كان كل شيء على ما يرام.