فن و مشاهير

قصة المشهد المثير بين الفنان ياسر العظمة والرئيس حافظ الأسد

بدت أعماله وآراؤه محل انتقاد لدى الكثيرين فهو صاحب الشخصيات المثيرة للجدل في معظم أعماله، ولا يتراجع عن طرح أي قضية مهما بدت تداعياتها شديدة الأثر على نفسه وآراء الجمهور حوله، مواقف كثيرة صعبة مر بها منها لقاء الرئيس حافظ الأسد في إحدى المناسبات، فما الذي دار بينهما ؟ ولماذا ينتقد الأعمال الدرامية السورية ويتهم باب الحارة بتزوير التاريخ ؟ كل هذا سنعرفه في التقرير التالي:

 تجربة مرايا

الفنان السوري ياسر العظمة بدأ التألق في ثمانينيات القرن الماضي يوم أن أن انتهى قلمه من كتابة مسلسل «مرايا» ذلك العمل الفني الذي كان نقطة مضيئة في تاريخ الدراما السورية.

كانت تجربة «مرايا» بالنسبة لياسر العظمة مرحلة فارقة في حياته الفنية فقد جمع الرجل في ذلك العمل بين التمثيل والتأليف ولم يقتصر ذلك المسلسل على جزء واحد، وظل «العظمة» يجمع بين التمثيل والتأليف في أكثر من عمل.
سترابة : ثنائيات العظمة
ثنائيات العظمة في الأعمال التي أداها لم تقتصر على الجمع بين التأليف والتمثيل فحسب فقد جمع أيضا في أعمال عديدة بين الإنتاج والإخراج.

في مسلسل مرايا أراد ياسر العظمة أن يرسل برسالة مبطنة إلى الشباب الذين كانوا طرفا فيما نالهم من أضرار جرَّاء الهجرة غير الشرعية وتصدى لموجة الانبهار بالحلم الأوروبي والغربي الذي سيطرة على فكرة الوطنية.

في مشهد تاريخي في «المرايا» جسد ياسر العظمة حوارا بين والد ارتبط بفكرة الأرض والوطن وظل فيه بينما هاجر الابن ليعود إلى وطنه غير مستوعب لأي شيئ بل كان ذلك الشاب في حالة نقمة على أوضاع البلد.وكان المشهد رسالة مؤثرة بحق الأوطان والحياة فيها والعمل على إصلاحها.

هذا البلد بلدك

ردود الفعل المتصاعدة على ياسر العظمة لم تكن سهلة فمجرد أن نشر الفنان ذلك المذهب الذي عنونه بعبارة «هذا البلد بلدك» حتى انهالت الانتقادات ضده تتهمه بما أثار غضبه مما دفع الفنان السوري إلى الرد على تلك الانتقادات التي اعتبرها سبا بناه أشخاص على آراء غير موضوعية لا علاقة له بالوطنية وعشق تراب الأرض التي لم تكن يوما حكاما وأنظمة بقدر ما هو عشق للأرض ومسقط الرأس.

في مواجهة الأسد

لم يخلو مشوار ياسر العظمة الفني من التلامس مع السياسة والمجال العام فما أن تصاعدت وتيرة الجرأة في أعماله حتى أصبح هدفا معلنا لأصوات وصمته بأن في أعماله مسحة من المعارضة لكنه واصل العمل.

وذات مرة وقف ياسر العظمة أمام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وبدا في حالة ذهول بين خوف من انتقاد رئاسي يطاله وأمل في أن يتجاوز الموقف وهنا تدخل الأسد لتهدئته وقال له بلغة مطمئنة «قل ما تريد ولا تخف من أحد وإذا كنت بحاجة للأفكار فأنا جاهز لأعطيك أفكارا جديدة.”

سيطر ياسر العظمة على الجمهور السوري بأسلوبه الساخر وحسه الفني وملامسة قضايا المجتمع، وامتد عطاؤه إلى العديد من النجوم الموهوبين فكان صاحب يد عليهم بأن اكتشفهم وفتح لهم أبواب الفرص للتمثيل.

كانت مسرحية «غربة» بداية اغتراب ياسر العظمة عن عدم الاستقرار، حيث تعرف خلال تصوير تلك المسرحية على زميلته الفنانة السورية الكبيرة فاديا خطاب بعد أن لفتت شخصياتها انتباهه واعتزم الزواج منها لينجب منها ولدين هما يزن وأنور.

الهجوم على باب الحارة

حاليا يمارس ياسر العظمة انتقاد الأعمال الفنية وردود أفعال الجمهور على السواء، ويخاطب جمهوره ببرنامج أسبوعي يقدمه عبر السوشيال ميديا، ونالت الدراما السورية منه نصيبا كبيرا من النقد القاسي.

«باب الحارة تاريخ مزور».. هكذا انتقد ياسر العظمة مسلسل باب الحارة واعتبره تشويها لصورة الشام القديمة.. وتساءل ياسر العظمة: هل العنتريات والنسوان وقصص قطع النفس في تاريخ الشام القديم؟؟ واعتبر ذلك العمل أيضا تشويها لصورة المرأة الشامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى