أسرار لا تعرفها عن صالح سليم.. معركة بينه وبين مُبارك في الإستاد وعمله في البنك

يُعد النجم الراحل صالح سليم، أحد أبرز الشخصيات في الكرة المصرية بل والرياضة بشكل عام فقد ارتبط اسمه باسم النادي الأهلي، فقد وضع المايسترو نفسه في مكانة لا تقبل الخلاف أو التشكيك، الرجل الذي رسّخ مبادئ النادي الأهلي، وسطّر تاريخًا لنفسه في كل موقع خدم فيه ناديه.

وبالرغم من هدوئه، كان صالح سليم يعشق الصدامات، ولا يخشى أحدًا طالما أنه مقتنع بما يقوم به واستنادًا لما تعلّمه داخل أروقة النادي الأهلي، ولكن كيف ستكون نتيجة المواجهة إذا وصلت لرأس الدولة وأقوى رجالها؟

ونستعرض في التقرير التالي أبرز الأسرار عن صالح سليم:

تحدي مبارك

صالح سليم

كانت أزمة الراحل صالح سليم مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إحدى أبرز المحطات في حياته، وذلك عندما رفض المايسترو الرضوخ لأمر الرئيس أيوب خلال أزمة المباراة التي أُعلن عنها بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا قطار الصعيد في العام 2002.

وقال صالح سليم آنذاك: «لو حسني مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك».

صدام في الاستاد

صالح سليم

لم يكن موقف المباراة هو الوحيد، ففي موقف آخر تحدى فيه صالح سليم البروتوكولات الرسمية، عندما قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك حضور نهائي البطولة العربية التي استضافها الأهلي في مارس 1995، وكان النهائي بين الأهلي والشباب السعودي.

صالح سليم

قبل المباراة تسلّم رجال الرئاسة المقصورة الرئيسية، وقاموا بترتيب الكراسي وفقًا للحضور، فكان كرسي رئيس النادي الأهلي في آخر مقاعد الصف الأول.

اعترض صالح سليم على هذا الترتيب، معتبرًا ذلك إهانة كبيرة للأهلي ولرئيسه، لم يكن راغبًا في الجلوس بجوار الرئيس مبارك لإخباره بشكوى أو طلب خاص، بحسب ما ذكره ياسر أيوب، ولكنها مكانة النادي الأهلي الذي بذل كل شيء للحفاظ عليها.

وبعد اعتراض رجال الرئاسة للحفاظ على البروتوكول الرسمي، قرر «سليم» ألا يحضر المباراة، ولكن حدثت مفاوضات سريعة وتمت إعادة ترتيب المقاعد بحيث يجلس رئيس النادي الأهلي بجوار رئيس الجمهورية.

المشير والمعسكرات

صالح سليم

صدام آخر مع رجال الدولة في حياة المايسترو صالح سليم، حيث بدأت أول صدامات المايسترو عندما كان لاعبًا في صفوف النادي الأهلي ومنتخب مصر، وكان الجيش يقيم معسكرات للمنتخب يشرف بنفسه عليها.

كان صالح سليم يكره هذا النوع من المعسكرات، ويراه يحول اللاعبين لعساكر أو أسرى حرب ينفذون الأوامر وحسب، وكان ذلك ما لا يطيقه.

أقيم أحد هذه المعسكرات في ليمان طره، ولم يتحمل «سليم» أن يُقام معسكر للمنتخب في أحد السجون، تحدى الجميع ولملم أغراضه وغادر دون أن يخشى سطوة الرجل الثاني في دولة عبدالناصر.

موظف في بنك

صالح سليم

في إحدى المرات حاول المشير عبدالحكيم عامر إقناع صالح سليم بالاستغناء عن وظيفته والالتفات للكرة والاهتمام بالمنتخب، وطالبه بأن يؤدي دوره تجاه المنتخب القومي.

قال له «سليم» إنه لا يقصّر تجاه المنتخب ويلعب جميع مبارياته، ولكنه يلعب للأهلي ولجامعة القاهرة، كما أنه موظف ببنك الإسكندرية ولديه أسرة عليه أن يقوم تجاهها بواجبه.

طلب المشير من المايسترو أن يترك وظيفته، فرفض لأنها تدر عليه دخلًا شهريًا 23 جنيهًا، فعرض عليه أن يعينه ضابطًا في القوات المسلحة، فقوبل العرض بالرفض.

علّل «سليم» رفضه بأنه لا يحب الأوامر، ولا يقبل بأن يأمره ضابط أقدم منه بساعة، فعرض عليه المشير التعيين في الشؤون المعنوية وهيئة قناة السويس براتب 25 جنيهًا شهريًا دون أن يتحمل أعباء وظيفية، على أن يعتبر هذا الراتب مقابلًا للعب لمنتخب مصر والانتظام في معسكرات الجيش.

 

السادات سببٌ في استقالته

صالح سليم

كان صالح سليم عضوًا بمجلس إدارة النادي الأهلي تحت رئاسة الفريق عبدالمحسن مرتجي، وفي عام 1974 وبسبب أزمة مالية، اقترح مجلس الإدارة أن يضغط على الحكومة برفضه إذاعة مباراة الفريق أمام الزمالك حتى تدفع الدولة مستحقات النادي المتأخرة.

رغم معارضة «سليم» للقرار، إلا أن المجلس وافق عليه بالإجماع، ولكن ممدوح سالم، رئيس الوزراء آنذاك، اتصل بالفريق مرتجي ليبلغه أن الرئيس أنور السادات يطلب منه إذاعة المباراة، فوافق مرتجي دون الرجوع إلى مجلس الإدارة، ثار غضب صالح سليم على ما فعله الفريق مرتجي، حيث أحسّ بالإهانة الشديدة لتراجع مجلس إدارة الأهلي عن قرار اتخذه، وقرر الاستقالة من مجلس الإدارة احتجاجًا على ما حدث.

 

ذكريات مع العائلة

روى الفنان هشام سليم ذكرياته مع أفلام والده خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي، حيث قال إنه لم يكن من هواة متابعة أغلبها، خاصة فيلم الشموع السوداء، بسبب موقف تعرض له من قبل والده صالح سليم أثناء تصوير العمل، جعله يتذكره كلما شاهد الفيلم.

وقال «سليم»: «مع السن تحولت إنسان عاطفي وبقيت أحب له دلوقتي كل أعماله، كان أبويا بيعملي على رقبتي نفس حركته مع فؤاد المهندس، ويحب يسمع صوتها ويقولي شوفت طرقعت إزاي».

Exit mobile version