منوعات

طرائف الرئيس مبارك عندما هرب من الحراسة مع عمرو موسى في أمريكا

البروتوكول والأعراف الرئاسية والملابس والحراسة، تظل مسلمات ملازمة لمنصب رئيس الجمهورية بوصفه واجهة الدولة وعنوانها. لكن التعقيدات المتعلقة بالبروتوكول وأطقم الحراسة ربما تصطدم أحيانا بالرغبات الشخصية للبشر.

الرئيس الراحل محمد حسني مبارك طالما خلف وراءه حالة جدل بشأن الأداء السياسي في عهده بين مؤيد له تأييد مطلق ومعارض له رآى أن خروجه من الحكم كان الحل الوحيد لتجاوز أخطاء عهده السياسية.

وبين هذا وذاك يجمع كثيرون أن شخصية مبارك كان لها أسرارها التي لم يصل إليها سوى عدد قليل ممن كانوا مقربين منه من كبار الشخصيات من الوزراء الذين اقتضت طبيعة عملهم الاحتكاك المباشر واللقاءات الكثيرة مع الرئيس الراحل.

وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى كان واحدًا من تلك الشخصيات المؤثرة وتولى العديد من الملفات الهامة بعد أن نال ثقة مبارك عن جدارة.

لم تكن ثقة مبارة في عمرو موسى من فراغ، فقد كان الرجل سياسي محنك في إدارة الملفات التي أسندت إليه، وهو في الأصل ينتمي إلى عائلة سياسية فوالده محمود أبو زيد موسى الذي كان نائباً في مجلس الأمة عن حزب الوفد.

لذلك دخل عمرو موسى مجال السياسة الذي بدأه بالدراسة بكلية الحقوق ثم التحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية وظل يتدرج حتى وصل إلى منصب وزير خارجية، ومن بعدها عمل أمينا عاما لجامعة الدول العربية.

ظل عمرو موسى بالنسبة للرئيس مبارك رجل دولة من الطراز الأول، وكان يتولى مهام نوعية خلال الزيارات التي كان يجريها مبارك إلى الخارج فما أن يتوجه مبارك إلى دولة حتى يكون موسى قد سبقه إليها لترتيب الملفات المقرر طرحها خلال تلك الزيارة خصوصا وأن مبارك كان يركز جيدا في إدارة الملفات الخارجية على العلاقات الشخصية مع قادة الدول.

تطلبت إحدى مهمات عمرو موسى إجراء زيارة استباقية إلى الولايات المتحدة للتمهيد لزيارة مبارك التي كان مقررا خلالها بحث العديد من الملفات الهامة مع الجانب الأمريكي.

وصل عمرو موسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبدء الإجراءات التحضيرية لزيارة مبارك الذي لم يكن يسمح بخطأ بروتوكولي واحد أو حتى مجرد ملحوظة تؤثر على سير المهام.

أتم عمرو موسى – وفق روايته – اللقاءات التحضيرية لزيارة مبارك إلى الولايات المتحدة بلقاء مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس وتم الاتفاق على جميع الملفات المقرر طرحها خلال الزيارة.

اقتضت طبيعة المهام الصعبة حصول عمرو موسى على إجازة أثناء تواجده في الولايات المتحدة على أن يستأنف العمل في اليوم التالي. ولكن حدث أمر لم يكن في الحسبان بسؤال مفاجئ وجهه مبارك إلى عمرو موسى.

كان عمرو موسى يعتاد في إجازته الرسمية التي يحصل عليها أثناء أداء مهامه خارج البلاد وتحديدا في الولايات المتحدة الذهاب إلى التسوق والاستمتاع بالعروض المقدمة شأنه في ذلك شأن أي مسؤول يريد كسر روتين العمل اليومي.

«ما وجهتك المفضلة في الإجازة».. كان ذلك السؤال المباغت من مبارك غريبا أن يتلقاه عمرو موسى من رئيس البلاد.. لكن مقربين من مبارك يرون الأمر معتادًا بالنسبة لشخصية مبارك الذي كان يحمل بعدًا إنسانيًّا في تعاملاته مع المقربين في الطاقم الرئاسي.

على الفور ردًّ عمرو موسي مصارحًا مبارك بوجهته المفضلة في يوم إجازته وهنا كانت المفاجأة الأشد غرابة حيث أصدر مبارك تعليمات مشددة بتخفيض مستوى الحراسة ورفقة عمرو موسى أثناء إجازته والتسوق.

وفي أحد أماكن التسوق تخلى مبارك عن معطفه وحذائه وبدأ يقيس الملابس المناسبة له حيث كان الرئيس الراحل صاحب ذوق رفيع وفق رواية وزير الخارجية الأسبق.

وحينها طلب عمرو موسى من صاحب متجر الملابس أن الذي يشتري منه هو رئيس الجمهورية المصري وأنه حتما سيحصل على خصم، كي لا يستغل صاحب المتجر الموقف ويضاعف قيمة المشتريات.

هكذا كان مبارك يريد أن يعيش حياة عادية ويكسر ولو لمرات عديدة في حياته البروتوكول الرئاسي وضوابط الحراسة.. هكذا رآه عمرو موسى برغم الجدل الدائر حول شخصية الرئيس الراحل بين مؤيد ومعارك. بينما يبقى الحكم للتاريخ وحده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى