هو أكبر وأقدم وريث شرعي في تاريخ بريطانيا، وهو أيضًا أطول من تولى منصب أمير ويلز. ولد تشارلز في الرابع عشر من نوفمبر عام 1948، أي أنه يبلغ من العمر الآن 74 عامًا.
طوال هذه المدة وهو ينتظر أن يُصبح ملكًا لبريطانيا، في صراع غريب بين حبه لبقاء والدته وبين غريزة الملوك التي تدفعهم لأن يستلموا السلطة.
ولد تشارلز في قصر باكنجهام عندما كانت أمه لا تزال أميرة في الثانية والعشرين من عمرها، وهو الحفيد البكر للملك جورج السادس والملكة إليزابيث الأم.
وبعد ولادته مباشرة تم نقله بعيدًا عن أمه، ليرعاه رجال الحاشية الملكية، الذين كانوا آنذاك محيطين بالملك. حيث أن الطفل حديث الولادة لم يكن مجرد طفل عادي، ولكنه كان ملك بريطانيا القادم.
كانت اهتمامات تشارلز مختلفة عن الكثير من الأمراء أمثاله، فقد فضل دراسة الفنون عن السياسة أو الكليات العسكرية، حيث حصل على بكالوريوس الفنون من جامعة كامبريدج.
كما قام بتأدية خدمته العسكرية في ضمن صفوف القوات الجوية الملكية كباقي الملوك ، أما عن حياته الزوجية، فقد كانت مصدر قلق كبير بالنسبة له، خاصة قصته مع الأميرة الراحلة ديانا، أولى زوجاته، والتي كادت أن تؤثر على مكانته في قلوب البريطانيين.
وتزوج ولي العهد البريطاني من الليدي ديانا في التاسع والعشرين من شهر يوليو عام 1981 م، بعد عدة لقاءات جمعتهما في منزل العائلة وله من منها ولدان هما الأمير ويليام والأمير هنري.
وكان زواجهما ناجحاً، حتى عام 1992 م عندما قررا الانفصال، ثم أعلن طلاقهما بشكل رسمي في عام 1996م، قبل أن ترحل الأميرة ديانا في حادث سير عام 1997 م.
وتزوج الأمير تشارلز من الأميرة كاميلا دوقة ويلز، في العاشر من شهر فبراير عام 2005 م، ولم ينجبا أولاداً. وتعتبر الأميرة كاميلا من الشخصيات الملكية والسياسية التي لا تملك شعبية كبيرة في البلاد، وذلك بسبب تعاطف الشعب البريطاني مع الأميرة ديانا التي كانت تحظى بشعبية كبيرة في البلاد.
منذ صغره أراد تشارلز أن يُحدث تغييرًا في البيئة والتغيير المناخي، فهو لديه أرائه الخاصة في الطب البديل والتعليم، فقد عمل بشدة في تلك القضايا.
لكن الوريث الوحيد لعرش الملكة البريطانية الراحلة، قد صرح في وقت سابق، أنه دوره كملك سيختلف تمامًا عن وضعه الحالي كأمير ويلز.
وسيكف عن التدخل في تلك القضايا عندما يُصبح ملكًا. فالالتزام بالحياد في القضايا السياسية جزءًا من الدستور البريطاني غير المكتوب. فالملك في بريطانيا، واقعيًا لا يتمتع بسلطة عملية، حيث أن الملكة إليزابيث خلال سنواتها الـ70 لم تعلن أرائها الخاصة.
وعلى الرغم من تقلده رسميًا منصب ملك بريطانيا بعد إعلان رحيل والدته الملك إليزابيث عن عمر ناهز الـ96، إلا أن الملك تشارلز يواجه العديد من الانتقادات بسبب أسلوب حياته وأفكاره المناهضة لبعض التقاليد الملكية.
فبرأيك هل سيتمكن الملك الجديد لبريطانيا العظمى من التخلي عن معتقداته وتقلد شخصية وأسلوب ملك البلاد أم لا؟.