تصرف غريب من بوتين وسر زيارته للجبهة بسيارته الخاصة

كأنه يخرج للغرب ومخابرات حلف الناتو التي تستهدفه “لسانه” فهو بلا شكل أقوى رجل على الأرض في الوقت الحالي، تحركاته دائما مدروسة، نجا من آلاف العقوبات ومحاولات الحصار المفروضة على بلاده منذ نحو عام.. نشرت الرئاسة الروسية تسجيل فيديو للرئيس الروسي يقود سيارته بنفسه أعلى جسر القرم دون أن يأبه لأي خطر قد يواجهه في ظل المعارك العسكرية مع أوكرانيا والتي سبق وأن استهدفت الجسر.. ماذا يفعل بوتين في الخطوط الخلفية لجيشه؟

زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جسر القرم وتفقد أعمال الترميم في المنطقة التي تعرضت لعمل عسكري، وعبر الجسر على متن سيارته.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زار جسر القرم، صباح اليوم الإثنين، وأكد على أهمية الطريق البري الذي يربط شبه جزيرة القرم ببقية أنحاء روسيا الاتحادية وسط التهديدات المستمرة من كييف.

وقاد بوتين سيارة عبر جسر القرم، برفقة نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين، سالكا الطريق الذي تم إصلاحه بعد الاستهداف العسكري الذي نفذته أوكرانيا.

وتعد زيارة الرئيس الروسي للخطط الخلفية للجبهة وموقع تم استهدافه من قبل بعمليات عسكرية تحدى كبير للمخابرات الأوكرانية، ومخابرات حلف الناتو التي ترصد كل شيء متعلق بروسيا في ظل الأزمة المستمرة منذ فبراير الماضي بعد دخول القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

وكان تم استهداف جسر القرم لقطع خطوط مواصلات روسيا وإعاقة الحركة عليها، عن طريق استهداف السكك الحديدية، وتعطيل مسارات إمداد الجيش الروسي.

وجسر القرم عبارة عن طريق مزدوج، الأول للمركبات والشاحنات بأنواعها المختلفة، والثاني عبارة عن خط سكة حديد استراتيجي بطول 19 كيلو متر، يمكنه نقل الأفراد والمهمات والبضائع والمعدات العسكرية، وتكلفته بلغت 3.6 مليار دولار، ويربط بحر آزوف بالبحر الأسود، وأي تهديد أو انهيار لهذا الجسر يعني انقطاع الصلة بين روسيا وقواتها المقاتلة في الأراضي الأوكرانية، التي قد تتحول في أي وقت إلى غنيمة للوحدات الأوكرانية ومن يعاونها من مرتزقة.

كما أن الجسر يربط غرب روسيا بشبه جزيرة القرم، ويعتبر خط الإمداد الرئيسي للوحدات الروسية الموجودة في مقاطعة خيرسون، ومنها إلى جمهوريات دونتسك ولوهانسك وشرق أوكرانيا، الذي تسيطر عليه القوات الروسية، بالإضافة إلى أن الجسر ذاته يربط القرم مع مقاطعة كرسنودار كراى، واحدة من أهم المراكز التجارية الروسية، خاصة في مجال الصناعات الغذائية، ومركز مهماً لأنشطة الطاقة.

وبعيداً عن كل ما سبق يظل الجسر له دلالة رمزية لسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014، وطريق السيطرة على بحر آزوف شرقاً والأسود غرباً، وفقدانه يعنى خلل في السيادة على هذه المنطقة، التي مازالت أوكرانيا تطمح لاستعادتها حتى الآن.

زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأحد أهم النقاط الاستراتيجية في المعارك الروسية الأوكرانية، والتي تمثل دلالة كبيرة للدولة الروسية وتوسعها وسيطرتها على جزيرة القرم الأوكرانية منذ 2014، خطوة هامة تحمل العديد من الرسائل، والتي من أهمها أنه لا توجد نهاية قريبة للأحداث في الأراضي الأوكرانية حيث يتابع “بوتين” بنفسه خطوط الإمداد.. ما رأيك في خطوة بوتين ورسائله الغامضة؟

Exit mobile version