دقت ساعة الحسم..شبح العزل يهدد رئيس أمريكا والجمهوريين يتساءلون عن أموال الدعم

يبدو أن مقذوف بولندا عكر المياه الصافية بين الغرب وأوكرانيا لاسيما بعد أن كاد يشعل المواجهة العالمية الثالثة، فما بين تجاهل بايدن لمكالمات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ودعوة الرئيس الفرنسى كييف للجلوس على طاولة المفاوضات.. هل فقدت أوكرانيا حلفاؤها؟

تعيش أوكرانيا خلال الساعات الأخيرة أصعب لحظاتها.. فما بين عاصمة أظلمتها المقذوفات الروسية، وعلاقات مع حلفاء يبدو أن برودة طقس كييف قد أصابتها بفعل المقذوف الأوكرانى الذي وقع فى حدود الناتو في بولندا، يحاول الرئيس الأوكراني أن يعبر ببلاده إلى بر الأمان.

فأكدت تقارير صحفية أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، طلب بعد حادث سقوط المقذوف الأوكراني في بولندا تنظيم مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنه لم يتم ترتيب المكالمة وفشل فى التواصل مع الرئيس الأمريكى.

ومساء الـ15 من نوفمبر، سقط مقذوف على أراضي بولندا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وسارعت أوكرانيا وبولندا باتهام موسكو بالحادث واستجداء تدخل الناتو.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها لم توجه أي ضربات ضد أهداف بالقرب من الحدود الأوكرانية البولندية.

لتعلن أمريكا لحلفاؤها فى حلف الناتو الذين كانوا على وشكل تفعيل المادة الرابعة لحلف الناتو أن المقذوفات على الحدود البولندية أوكرانية وليست روسية.

وفي المقابل، رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي التفسيرات التي تحمل بلاده مسؤولية المقذوف، ملقيا بالمسئولية على روسيا، مطالبا بضرورة إشراك أوكرانيا في التحقيقات، قبل أن يتراجع عن تلك الراوية قائلا إنه “لا يعرف ماذا حدث في بولندا”.

ويبدو أن المقذوف فى الأراضي البولندية كان كالحجارة التى عكرت المياه الصافية بين كييف وحلفاؤها فى الناتو، حيث تعمدت كييف إظهار مسئولية روسيا عن الأمر فيما المسئولية الحقيقية تقع عليها كأنها تريد جر الناتو معها إلى الصراع فى أوكرانيا بدعوى استهداف روسيا لأراضي الناتو.

ويرى مراقبون أنه أزمة التوقيت هي أصعب ما حدث فى أزمة سقوط المقذوف الأوكرانى فى بولندا، حيث سقط فى وقت دقيق فقدت فيه الإدارة الأمريكية الأغلبية فى مجلس النواب الأمريكى فيما موقفها صعب بمجلس الشيوخ فى ظل رغبة الجمهوريين فى تحجيم التدخل الأمريكى بالأزمة الأوكرانية.

فقدم الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي مشروع قانون بشأن مراجعة الأموال المقدّمة لدعم أوكرانيا.

وسألت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، مارجوري تايلور غرين، عما إذا أصبحت أوكرانيا هي الولاية الأمريكية الـ51، وعن مكانة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في الحكومة الأمريكية.

وأعلنت فى مؤتمر صحفي، عن تقديمها مشروع قانون بدعم من مجموعة من المشرعين من الحزب الجمهوري، يهدف إلى التدقيق في أموال المساعدات التي تقدم إلى أوكرانيا،

وقالت غرين: “نحن نمول ميزانية أوكرانيا بمبلغ 11.8 مليار دولار تذهب على شكل مساعدة مباشرة لدعم ميزانية الحكومة الأوكرانية”.

وسألت: “هل أوكرانيا الولاية الأمريكية رقم 51 وما هو موقع زيلينسكي في حكومتنا؟”، مشددة على أن “هذا شائن والشعب الأمريكي يستحق إجابات”.

كما يضغط الجمهوريون في مجلس النواب والذين حصلوا على الأغلبية لإجراء تحقيق رسمي في أنشطة هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكى، وهي التى فشل الرئيس السابق ترامب في نهاية مدة حكمه فى كشفها وعلاقة الرئيس الأمريكى بعد طلبه من الرئيس الأوكراني زيلينسكي التحقيق فيها إلا أنه لم يتم الأمر.

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن تحدث عن مخاوف بشأن اتخاذ الحزب الجمهوري خطوات لعزله من منصبه مع نجاحهم فى انتخابات الكونجرس.. فهل تكون هذه التحقيقات أولى خطوات عزله؟

هذا وقدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى كييف، بالإضافة إلى حوالي 10 مليار دولار من “المساعدات الإنسانية” وحوالي 13 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.

ويبدو أنه بالإضافة إلى الدعم الأمريكى فقدت كييف أيضًا الدعم الغربى فبعد أن رفضت إيطاليا مد كييف بالمزيد من المعدات العسكرية، وإعلان وزير الدفاع الإيطالى جويدو كروسيتو أن المفاوضات هي الحل الصحيح الوحيد لتسوية المواجهة في أوكرانيا، أعرب أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في عودة كييف إلى طاولة الحوار مع موسكو، وأن يشارك الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن الدولي والأوروبيون في المفاوضات بين البلدين.

كما أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في إجراء محادثات سلام “ذات مغزى” بشأن أوكرانيا بعد قمة مجموعة العشرين.

مع كل هذا يبدو أن أوكرانيا ستتجه للمفاوضات مع الجانب الروسى على الرغم من الانتصارات المتتالية على الأرض والتراجع الروسى خلال المرحلة الأخيرة من المواجهة ولاسيما على جبهة خيرسون، بسبب غياب الدعم من الناتو، واتجاه حلفاؤها جميعا إلى دفعها إلى طاولة المفاوضات ولكن التحدى الأكبر على ماذا تتفاوض أوكرانيا وهل ستقبل تنازلات؟

Exit mobile version