شركات تمنحك الخلود الأبدي فهل هو حقيقة أم خدعة لجني الأموال؟

“أعطونا أجسادكم ورؤوسكم وسنعيدكم للحياة مرة أخرى بعد أن تفارقوها”، كان هذا هو الشعار الذي رفعته ما يسمى بـ”شركات إطالة الحياة”، والتي تعتبر من أكثر الشركات إثارة للجدل في العالم كله، تروج هذه الشركات لهوس بشري لطالما راود العقل البشري على مدى القرون الماضية، الخلود.
فهو مبتغى ينشده كل إنسان يعلم أن حياته ستنتهي في يوم ما، لكن كيف تحقق تلك الشركات مثل هذا الخلود المزعوم، وهل صار الخلود حقيقة فعلا أم مجرد خدعة لجني الأموال؟
تتسابق المؤسسات البحثية العلمية في الولايات المتحدة الامريكية لدراسة الموت بوصفه حالة مرضية يمكن علاجها والتغلب عليها، وليس بوصفه قدرا محتوما على الإنسان لا يمكن الإفلات منه، ولكن من أين أتت تلك الفكرة الجامحة الغريبة؟
يقول مؤسسو الشركة أن فكرة إنشاءها كانت بسبب حادثة جرت في ستينات القرن الفائت، حيث وجد جسد صبي مجمداً بالكامل تحت الجليد بعد أن سقط في بحيرة متجمدة وبقي هناك لثلاثة أيام متتالية.
بعد استخراج جسده، ظنت الشرطة الصبي قد فارق الحياة، لكنه وبعد ساعات قليلة بدأ قلبه بالنبض مجدداً وتحركت يداه وقدماه لُيعْرَفَ بعدها أنه ما زال على قيد الحياة، وأن الجليد قد أوقف قلبه وأعضائه عن العمل فقط.
ومن هنا نشأت الفكرة، التجميد باستطاعته أن يُطيل عمر الإنسان من دون يقضي على حياته، بدأت أول التجارب على الحيوانات، وقد أثبت نجاحات نسبية بحسب المسؤولين داخل الشركة.
كان أولها تجربة على جُمد تماما لمدة 16 ساعة إلى أن توقف قلبه وأعضاؤه بشكل كامل، وأصبح مثله كمثل أي كلب نافق.
ثم بدأ الجزء التالي من التجربة بمحاولة إعادته للحياة، وبالفعل عاد الكلب إلى الحياة مرة ثانية من ولم ينسى حتى صاحبه. وكان فعالاً حيوياً يلعب ويركض كما لو لم يحدث شيء، لكن كانت هذه هي التجربة الوحيدة التي صاحبها نجاح بهذا الشكل، فالتجربة الثانية لم تنجح، وقد أقيمت على فأر حيث جُمّد لساعتين فقط، ثم اُعيد للحياة بشكل طبيعي بعدها، لكنه لم يعش سوى ٢٤ ساعةً فقط من عودته.
أرادت الشركات بعدها أن توسع نطاق تجاربها وتنتقل إلى التجربة على الإنسان مباشرةً، لكنها اصطدمت بالقانون، فمثل تلك التجارب مجرمة قانونا وتعتبر كنوع من أنواع المساعدة على إنهاء الحياة.
لم أمام الشركة سوى التجربة على أشخاص قد فارقوا الحياة، وبالفعل تبرع العديد من ممن توفوا بأجسادهم قبل الوفاة، وكان معظم هؤلاء من المشاهير والرياضيين والمسؤولين الكبار داخل الدولة.
هدف العملية بسيط، يوضع الجسد في حوض من الثلج، وتبدأ عملية تبريد تصاعدية حتى تصل إلى درجة يكون الجسد فيها عبارة عن قطعة جليد لا تتحلل ولا تتفسخ، وتتم العملية برمتها في التسع الساعات الأولى من الوفاة كي لا تموت خلاياه واعضاؤه.
وتقول الشركة، أنها راقبت من خلال أجهزتها المتطورة أدمغة المتوفين، ووجدتها بالفعل تعمل بكامل حيويتها ونشاطها، وأن كل ما عليها هو حفظها والانتظار إلى تأتي تكنولوجيا في المستقبل تعيد هؤلاء الأشخاص إلى الحياة مرة أخرى.
وإلى الآن، لم تثبت التجارب أي نجاح فعلي على الإنسان، ويأمل الباحثون إجراء تلك التجارب على متطوعين جدد لكن أحياء هذه المرة، فهل تود خوض تلك التجربة قريبا؟

Exit mobile version