هزيمة ريال مدريد المذلة أمام آرسنال بنتيجة إجمالية 5-1 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل زلزال هز أركان النادي الملكي.
هذا الخروج المفاجئ، الذي أعقب هزائم قاسية أخرى مثل الكلاسيكو (4-0 أمام برشلونة)، أثار موجة من الغضب داخل إدارة النادي، وعلى رأسها فلورنتينو بيريز.
وسط هذا العاصفة، برزت تقارير صادمة تشير إلى أن النجم البرازيلي رودريغو غوس، أحد أعمدة الفريق، قد يكون على وشك الرحيل في الصيف المقبل، في خطوة قد تُغير ملامح ريال مدريد لموسم 2025-2026.
كارثة آرسنال: القشة التي قصمت ظهر البعير
وفقًا لصحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية (ديفينسا سنترال)، أجرى المديرون الرياضيون في ريال مدريد تحليلًا معمقًا لأداء الفريق عقب الخسارة أمام آرسنال في 17 أبريل 2025.
النتائج كانت مخيبة للآمال، حيث كشفت عن تراجع واضح في الأداء الهجومي والروح التنافسية.
رودريغو غوس، البالغ من العمر 24 عامًا، كان أحد أبرز اللاعبين الذين لم يرتقوا للتوقعات، خاصة في مباراة الإياب على ملعب “سانتياغو برنابيو”، حيث فشل في تقديم أي مساهمة هجومية تُذكر.
تقرير من “هاي كورة” (هاي كورة) أشار إلى أن رودريغو حصل على تقييم منخفض (6.2/10) في تلك المباراة، مع إهدار فرصتين واضحتين وفقدان الكرة 12 مرة.
هذا الأداء الضعيف لم يكن حدثًا معزولًا.
طوال الموسم، عانى رودريغو من تقلبات في المستوى، حيث سجل 5 أهداف فقط وصنع 4 تمريرات حاسمة في 28 مباراة بالليجا، وفقًا لإحصاءات “Sofascore” (Sofascore).
هذه الأرقام، مقارنة بموسمه السابق (17 هدفًا و9 تمريرات حاسمة)، أثارت قلق الإدارة، التي كانت تعتبره “غير قابل للبيع” قبل أشهر.
تقرير “ديفينسا سنترال” (ديفينسا سنترال) أكد أن فلورنتينو بيريز ومدير النادي خوسيه أنخيل سانشيز يشعران بـ“انزعاج شديد” من الصورة الباهتة التي قدمها الفريق، خاصة في ظل توقعات كبيرة بعد ضم كيليان مبابي الصيف الماضي.
من “غير معروض للبيع” إلى “على طاولة المفاوضات”
خطط ريال مدريد الأصلية، كما أوردت “الجزيرة نت” (الجزيرة نت) في نوفمبر 2024، كانت ترفض بيع أي من مهاجميه الأساسيين، بما في ذلك رودريغو وفينيسيوس جونيور، نظرًا لشبابهم وإمكانياتهم.
لكن الأداء المخيب للآمال، خاصة في المباريات الكبرى مثل آرسنال وبرشلونة، دفع بيريز لإعادة تقييم هذا الموقف.
وفقًا لـ”ديفينسا سنترال” (ديفينسا سنترال)، تحول وضع رودريغو من “ركيزة لا تُمس” إلى “مرشح للبيع”، بشرط تلقي عرض لا يقل عن 80 مليون يورو.
هذا المبلغ، الذي يعكس القيمة السوقية للاعب (70 مليون يورو وفقًا لـ”ترانسفير ماركت” (ترانسفير ماركت))، سيُستخدم لتمويل صفقات جديدة لتجديد الفريق.
تقارير من “هاي كورة” (هاي كورة) ومنشورات على منصة “إكس”، مثل منشور @Goat_Er9، أشارت إلى اهتمام مانشستر سيتي برودريغو، مع تأكيدات بأن والد اللاعب يفضل هذا النادي.
التقارير ذكرت أن السيتي قد يكون الوجهة الأبرز، خاصة مع حاجة الفريق الإنجليزي لتعزيز خطه الهجومي بعد تراجع أداء لاعبين مثل جاك غريليش.
ومع ذلك، لم تُؤكد هذه المعلومات من مصادر رسمية، مما يجعلها غير نهائية.
بيريز يخطط لثورة صيفية
قرار بيع رودريغو، إذا تم، لن يكون مجرد رد فعل على أدائه الضعيف، بل جزء من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة الفريق.
تقرير “ديفينسا سنترال” (ديفينسا سنترال) أشار إلى أن بيريز يهدف إلى التعاقد مع لاعبين أساسيين لتعزيز خط الوسط والدفاع، مع أسماء مثل فيتينيا (باريس سان جيرمان) وترينت ألكسندر-أرنولد (ليفربول) كأولويات محتملة.
كما أن النادي يواجه ضغوطًا مالية غير رياضية، كما ذكرت “الجزيرة نت” (الجزيرة نت)، قد تدفعه لبيع نجوم آخرين مثل أوريلين تشواميني، الذي فشل في تلبية التوقعات منذ انضمامه في 2022.
هذا التحول في سياسة بيريز يعكس إدراكه لضرورة تغيير جذري.
الخسارة أمام آرسنال لم تكن مفاجئة فقط بسبب النتيجة، بل بسبب الأداء “المثير للشفقة”، كما وصفته تقارير إسبانية.
أنشيلوتي: تحت الضغط لكن بعيدًا عن الأضواء
كارلو أنشيلوتي، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة، اختار الابتعاد عن الجدل المحيط بمستقبله.
في تصريحات نقلتها “ماركا” (ماركا)، ركز المدرب الإيطالي على المباريات المتبقية، مثل مواجهة أتلتيك بلباو ونهائي كأس الملك ضد برشلونة في 26 أبريل 2025، قائلاً:
“أركز على ما يمكنني التحكم فيه. لا نزال ننافس على الليجا وكأس الملك، وكأس العالم للأندية هدف كبير.”
لكن تقرير “ديفينسا سنترال” (ديفينسا سنترال) أكد أن إقالة أنشيلوتي باتت وشيكة إذا خسر الفريق أمام بلباو، مع سانتياغو سولاري كمرشح لتولي المهمة مؤقتًا.
قرار بيع رودريغو، إذا تم، قد يكون أيضًا إشارة إلى بداية إعادة تقييم شاملة تشمل الجهاز الفني.
رودريغو: هل انتهت رحلته مع الميرينغي؟
رودريغو غوس، الذي انضم إلى ريال مدريد من سانتوس في 2019 مقابل 45 مليون يورو، كان يُنظر إليه كأحد الركائز المستقبلية للفريق.
مساهماته في موسم 2022-2023، حيث سجل 19 هدفًا وصنع 11 تمريرة حاسمة، جعلته عنصرًا لا غنى عنه.
لكن تراجعه هذا الموسم، إلى جانب وصول مبابي وزيادة المنافسة في خط الهجوم، قلص دوره.
تقرير من “هاي كورة” (هاي كورة) نقل عن فابريزيو رومانو أن ريال مدريد “ليس قلقًا” بشأن رودريغو، ويعتبر تراجعه “عاديًا” للاعب كبير، لكن هذا التصريح يتناقض مع نوايا البيع التي كشفتها “ديفينسا سنترال”.
مانشستر سيتي، وفقًا لمنشورات على “إكس”، يُعد الوجهة الأبرز لرودريغو، لكن أندية أخرى مثل ليفربول وباريس سان جيرمان قد تدخل السباق إذا تأكدت نوايا البيع.
السعر المطلوب (80 مليون يورو) يعكس رغبة ريال مدريد في تحقيق عائد مالي كبير، لكنه قد يُثني بعض الأندية في ظل الأداء الحالي للاعب.
تحليل نقدي: هل بيع رودريغو هو الحل؟
قرار بيع رودريغو يثير جدلًا.
من ناحية، تراجع مستواه واضح، خاصة في المباريات الكبرى، وهو ما يبرر انزعاج بيريز.
الخسارة أمام آرسنال كشفت عن افتقار الفريق للإبداع الهجومي، حيث لم يُظهر رودريغو القدرة على قيادة الفريق في غياب مبابي المصاب.
كما أن الأموال الناتجة عن بيعه قد تُمكن النادي من حسم صفقات استراتيجية، مثل ألكسندر-أرنولد أو فيتينيا، لمعالجة نقاط ضعف الفريق في الدفاع وخط الوسط.
من ناحية أخرى، رودريغو لا يزال شابًا (24 عامًا) ولديه إمكانيات كبيرة.
تراجعه قد يكون مؤقتًا، نتيجة ضغط المنافسة مع مبابي وفينيسيوس، أو بسبب إصابات طفيفة، كما أشارت “ريليفو” (ريليفو) إلى إشراكه المبكر ضد خيتافي رغم عدم جاهزيته الكاملة.
بيعه الآن قد يكرر أخطاء سابقة لبيريز، مثل التفريط في خاميس رودريغيز بشكل شبه مجاني إلى إيفرتون في 2020، كما ذكرت “الجزيرة نت” (الجزيرة نت).
إعطاءه فرصة تحت مدرب جديد، مثل تشابي ألونسو أو يورغن كلوب، قد يُعيد إحياء مستواه.