مفاجأة صادمة بشأن سد النهضة والجفاف ينهي مستقبل الزراعة

اثنا عشر مليون إنسان يواجهون خطر الجوع وأربعة ملايين رأس من الماشية تحولت إلى تراب في إثيوبيا بينما يتحدث نظامها عن نهضة يحققها سده المائي. لكن يبدو أن لتلك النهضة حيزا من التنفيذ في الأحلام!!!

أصبحت الأهداف المعلنة بشأن سد النهضة الإثيوبي سطورا من الصياغات الإنشائية التي تروج سياسي لبيع الوهم على شعب مغلوب على أمره.

لم يكد مِداد أهداف إنشاء سد النهضة يجف حتى جف من قبله الشرق الإثيوبي ضمن موجات جفاف تضع ذلك البلد وشعبه في موقف صعب.

تتضمن الأهداف المعلنة لإنشاء سد النهضة الإثيوبي إنطلاق مشروعات التنمية المرتبطة بالمياه وتحديدا المشروعات الزراعية لكن الأحداث على الأرض الشرق الإثيوبي تجدد التأكيد على أن تلك الأهداف مادة للخطب الرنانة وعناوين الصحف الإثيوبية دون حقائق على الأرض.

بعد اثني عشر يوما من إعلان إثيوبيا اكتمال عمليات الملء الثالث لسد النهضة صدر تقرير صادم للنظام الإثيوبي في شهر أغسطس الماضي من هيئة الأرصاد الجوية العالمية مفاده، أن إثيوبيا تعاني أسوأ موجة جفاف منذ ما يربو عن أربعين عاما.

رجح التقرير أيضا احتمالات سيطرة الجفاف في الشرق الإثيوبي الأمر الذي صدقته تقارير مماثلة لاحقة بشأن الأوضاع الاقتصادية لمربي الماشية في المواقع التي تعرضت لموجات جفاف قاسية انتهت بنتائج صعبة.
ماتريال.

أصبح مربو الماشية في الشرق الإثيوبي رهن أحوال اقتصادية وإنسانية غاية في السوء على خلفية تخلي الحكومة عن دورها في تعويضهم بعد سوى الجفاف أعداد كبيرة من الماشية بالترب.

أمام تلك المعدلات يواجه اثنا عشر إنسان في إثيوبيا خطر النقص الشديد في الأمن الغذائي فضلا عن فقدان أربعة ملايين رأس من الماشية دون أي خطط حكومية لاحتواء الأزمة.

لم تعد المراعي الإثيوبية في تلك المناطق صالحة للرعي عقب جفف مخزون الآبار فضلا عن ترك عدد غير قليل من أبناء البدو مهنة الرعي ومحاولة البحث عن مصادر بديلة للرزق بعد قلة المراعي الصالحة.

«إثيوبيا وكينيا والصومال دول تواجه خطر الجفاف الأصعب في تاريخها».. تحليل أصدره مركز إيجاد للتنبؤات والتطبيقات المناخية، بالمركز الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في شرق إفريقيا، دون استيعاب لدى الحكومة الإثيوبية.

حتى الآن لم تصدر الحكومة الإثيوبية أي تقارير أو خطط أو بيانات طمأنة لمربي الماشية الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة اختبار مصيري انتهى بكثيرين إلى ترك مهنة الرعي نهائيا ولم يعد أمام سكان الشرق الإثيوبي سوى النزوح هربا من موجات الجفاف.

إعلاميا يتغنى الداخل الإثيوبي بما أسماه نظام «آبي أحمد» مشروع سد النهضة دون أن ينشر ذلك النظام أي نتائج لعملية البناء وفترات الملء التي ما تركت تأثيرا سوى على مستقبل سياسي غامض لعلاقة إثيوبيا بدولتي المصب مع احتمالات نفاد رصيد البلدين دبلوماسيا من الصبر على سياسة التجاهل التي تدير بها أديس أبابا علاقتها بدول المنطقة.

Exit mobile version