“كأن الوالي نزع منه ملك أبيه” موقف صادم وطريقة غريبة في التعبير عن الاحتجاج، حقا هذا ما حدث من مسؤول جزائري قام بخلع ملابسه وصعد فوق بناية البلدية. ما أثار غضب واستياء من تابعوا الواقعة.. هل انتزع منه شخص ملكا قد توارثه عبر أجيال؟ أم أن هناك أسبابا أخرى وراء هذا الفعل الصادم؟ ما الذي حدث ، ما الذي دفع الرجل لفعل ذلك ؟سأحكي لكم في التالي:
أقدم مسؤول محلي جزائري على خلع ملابسه والصعود إلى سطح مقر البلدية التي يعمل فيها، برفقة عدد من مساعديه. هذه هي الطريقة التي اختارها للاحتجاج على توقيفه عن العمل.
كان الرجل ثائرا للغاية في الفيديو ، وحاول من حوله تهدئته لكنه كان شديد الانفعال، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رئيس بلدية “مزاورو” الواقعة بجنوب ولاية “سيدي بلعباس” في الجزائر، وهو يتجرد من ملابسه.
جاءت الواقعة احتجاجا على قرار التوقيف الصادر بحق المسؤول، بسبب متابعته قضائيا، وسبق ذلك تعرض مدير التقنين والشؤون العامة لاعتداء خطير على يد عدد من المواطنين، اقتحموا مقر البلدية، بعد أن تم إبلاغهم بأن الضحية هو ممثل لوالي الولاية.
وكادت الأمور أن تشهد تداعيات خطيرة، لولا تدخل قوات الدرك الوطني التي عملت على احتواء الوضع، فقد أجبرت القوات العمال على إخلاء مقر البلدية خوفا من تعرضهم للأذى.
وكان رئيس البلدية قدم استقالته بتاريخ الرابع من الشهر الجاري، بداعي عدم حصوله على الكثير من الملفات الخاصة بإبرام الصفقات وتسيير شؤون البلدية حسب تصريحه، ليتم بعدها اتخاذ قرار توقيفه وإعفائه من مهامه، ما يجرده من صفة العضوية.
وأثارت الحادثة جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبر بعض الجزائريين أن قرار التوقيف في محله خاصة بعدما أقدم عليه رئيس البلدية.
وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الواقعة، وسط استياء واستنكار شديدين من هذا التصرف المسيء لممثلي الشعب والذي يؤكد المستوى “المتدني ” لبعض المسؤولين.
شارك متابع جزائري مقطع فيديو رئيس البلدية، وعلّق: “الجزائر التي نطمح لبنائها لا تبنى بهكذا مسؤولين، رئيس بلدية بعد توقيفه من طرف والي الولاية لأسباب معينة، قام بنزع ثيابه والتهديد وكأن الوالي نزع منه ملك أبيه”.
فيما أكد العديد من المتابعين أن مكان هذا المسؤول وأمثاله المصحات العقلية وليس تمثيل الشعب، داعيا الدولة إلى إلغاء قانون الانتخابات المحلية وأن يصبح رئيس البلدية وباقي أعضاء المجلس البلدي يعينون مثل رئيس الدائرة والوالي.
بينما تعاطف آخرون مع المسؤول، فعلق أحد المتابعين بأنّ قرار توقيف رئيس البلدية أثار موجة غضب لدى سكان بلدية مزاورو لأن القرار غير قانوني ويخرج عن صلاحيات الوالي لأنه يعتبر وقوف ضد حق الاختيار المكفول دستوريا.
وأضاف أن “من يعيّن هو الذي يتم توقيفه وليس من ينتخب” وما بين مؤيد ومعارض يظل الموقف غريبا ومثيرا للجدل والتعليقات بين رواد السوشيال ميديا، فما رأيك أنت .. هل تراها طريقة مناسبة للاحتجاج ؟
