
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال يتكرر كثيرًا مع دخول شهر ذي الحجة، وهو: “ما حكم قص الشعر أو الأظافر لمن نوى الأضحية؟.. وهل يُعد ذلك من البدع أو يُؤثم عليه المضحي؟”.
أوضحت الإفتاء أن الأضحية هي ما يُذبح من الأنعام تقربًا إلى الله- تعالى- في أيام النحر، وهي سنة مؤكدة على القادر عليها، استنادًا إلى ما رواه مسلم عن أنس- رضي الله عنه-، أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما.
كما ورد في سنن ابن ماجه عن أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «من كان له سعة، ولم يُضحِّ، فلا يقربنّ مصلانا».
ونُقل عن الصحابة كأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- أنهما لم يضحيا عن أهلهما، خشية أن يُعتقد أن الأضحية واجبة.
أما ما يخص عدم أخذ شيء من الشعر أو الأظافر، فذكرت دار الإفتاء أنه يُسن للمضحي، أو لمن يعلم أن غيره سيضحي عنه، أن لا يزيل شيئًا من شعره أو أظافره، بدءًا من ليلة أول أيام ذي الحجة وحتى ذبح الأضحية.
واستدلّت بحديث أم سلمة- رضي الله عنها-، الذي رواه مسلم، أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يُضحي، فلا يمسّ من شعره وبشره شيئًا». وفي رواية أخرى: «فليمسك عن شعره وأظفاره».
وأشارت الدار إلى أن هذا الأمر لا يبلغ حد التحريم، بل يُكره فقط، بدليل ما رواه البخاري عن السيدة عائشة- رضي الله عنها-، أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- كان يبعث بهديه إلى الكعبة، ولا يُحرم عليه ما يحرم على المحرم من أهله، حتى يرجع الناس.
ونقل الإمام النووي في كتاب “المجموع” عن الشافعي أن إرسال الهدي أعظم من نية الأضحية، ومع ذلك لم يُحرّم أخذ الشعر أو تقليم الأظافر، ما يدل على الجواز.
وبناءً على ما سبق، خلصت دار الإفتاء إلى أن الإمساك عن الشعر والأظافر عند دخول ذي الحجة سنة مستحبة لمن ينوي الأضحية، ولا إثم في فعلها، لكن تركها أولى خروجًا من خلاف المذهب الحنبلي