هل ينهار السد التركي بعد حدوث 684 هزة أرضية؟

لم تنتهي آثار الزلزال الضخم الذى ضرب تركيا خلال الساعات الماضية، فما بين مئات الأرواح العالقة حتى الأنقاض والمنازل المهدمة، والبنية التحتية المنهارة بالنسبة للوضع الاقتصادي.. وسط كل ذلك فرضت الزلازل والهزات الارتدادية على تركيا اتخاذ القرار الصعب بعد تصدع سدودها؟

كشفت تقارير صحفية، أن السلطات التركية اضطرت لاتخاذ إجراءات قاسية بالنسبة لسد إليسو، فيما يسابق رجال الإنقاذ الزمن لانتشال الناجين من تحت الأنقاض قبل أن يستسلموا أمام الطقس البارد، بعد يومين من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا.

سد إليسو هو سد اصطناعي تركي ضخم افتتح في فبراير 2018 و بُدِأَ في ملء خزانه المائي في 1 يونيو 2018، أقيم السد على نهر دجلة بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا، وهو واحد من 22 سد ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه، وعند اكتماله، سيوفر السد طاقة مقدارها 1.200 متر مكعب وستكون سعته 10.4 بليون متر مكعب، وكجزء من المشروع، تم إنشاء سد جزرة على مجرى النهر بقصد الري والطاقة، وللسد آثار لأنه سيغرق حصن كيفا القديم وسيتطلب إخلاء السكان المقمين في المنطقة، ولهذه الأسباب، فقد السد التمويل الدولي في 2008.

واضطرت تركيا لفتح بوابات سد إليسو تجاه العراق للتخفيف عن الضغط المتزايد على السد تحسبا لحدوث انهيار بسبب الزلازل المستمرة، لاسيما مع ظهور تقارير تتحدث عن أضرار جانبية تعرض لها السد بسبب الزلزال الضخم، والذي كان يمنع المياه عن العراق.

وأعلن وزير البيئة التركي، مراد قوروم، أن 684 هزة ارتدادية، وقعت حتى الآن في جنوبي البلاد.

وضرب زلزال بلغت قوته 7.9 درجة جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف الآلاف من الضحايا في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.

وتسبب السد، الذي قررت الحكومة التركية إنشاؤه في عام 1997 من أجل توليد الكهرباء، في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، وأثر بشكل سلبى على الزراعة العراقية، وكذلك التسبب بالعطش لملايين السكان.

ويعد نهر دجلة، إلى جانب نهر الفرات، شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما.

ويعاني العراق، منذ سنوات، من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، من جراء قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء.

ويعد سد إليسو من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، بطول 1820 مترا وارتفاع 135 مترا وعرض كيلومترين، وتقدر مساحة حوضه بـ300 كيلومتر مربع.

ويستوعب سد إليسو في حالة امتلائه كليا بالمياه ما يقرب من 20.93 بليون متر مكعب، وسيولد 1200 ميغاوات من الكهرباء، ليصبح رابع أكبر سد في تركيا من حيث الطاقة الإنتاجية.

Exit mobile version