سندباد السودان من تقشير البطاطس إلى حكم تشيلي..قصة مثيرة للجدل

هو أحد الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الشخصيات السودانية التي مرت على موسوعة التداول والشهرة بل العمل العام في أي مجال كان. فيكفي أنه ظل ومنذ أول رحلة قام بها خارج السودان وهو في العشرينيات من عمره وحتى فترة بقائه كمقيم بعد تقاعده عن العمل، مثار ضجة سياسية وأمنية وبل دبلوماسية، فما حكايته ؟ وما الذي فعله ليثير كل هذا الجدل ؟ سأحكي لكم

تقول الوثائق إن ميلاده كان ببلدة بأم درمان في منطقة حرس الخليفة في السودان في عام 1886م
درس أحمد الوسطى بالسودان، وفور تخرجه أُلحق بمدرسة البوستة والتلغراف، وهي التي تؤرخ لأولى مغامراته في عالم السفر والترحال نحو مصر التي وصلها في بدايات عام 1921م.

علَّم نفسه الإيطالية عن طريق بحار إيطالي التقاه في الاسكندرية، ومن ثم تعلم الفرنسية بإحدى المدارس بالقاهرة، ثم انطلق في عالم الترحال والأسفار.

وعمل أولاً بعد سفره من السودان في باخرة راسية على البحر الأحمر ببورتسودان صبي مطبخ في مهمة تقشير البطاطس، وهي المهنة التي امتهنها مرة أخرى من باريس حتى البرازيل في عام 1924م.

وفي نوفمبر 1924م انهت حياة السير لي استاك سردار الجيش المصري وحاكم عام السودان بأحد شوارع القاهرة، فأشارت أصابع الاتهام إليه، فكان أن قضى شهراً كاملاً في السجن في وضع استجواب من المخابرات البريطانية.

وبعد الإفراج عنه ذهب إلى البرازيل للابتعاد عن جو السياسة

وفي البرازيل طاب له المقام فعمل أولاً صحافياً متفرغاً ثم مترجماً لجميع من يود قضاء غرض بالبرازيل لأي من الجنسيات الزائرة لها.

ساعده نشاطه الصحافي واللغوي بوصفه مترجماً في معرفة العديد من الشخصيات المؤثرة في عالمي السياسة والدبلوماسية. فكانت لقاءاته معهم تتم بصورة يومية ، وهو ما جعلهم يثقون في شخصه بصورة أوصلته لمنصب سفير البرازيل في شيلي في منتصف الثلاثينيات

وتعتبر زيارته للسودان في أكتوبر 1951م هي الزيارة التي جعلته في مأمن من الملاحقات البوليسية بعد أن شطب اسمه من قائمة الشخصيات المراقبة أمنيا

ففي أثناء فترة بقائه بالسعودية تمكن من توطيد علاقته بالملك عبد العزيز آل سعود، فكان حلقة الوصل بينه وبين عدد من السياسيين في عدد من بلدان الشام والخليج العربي، وفي هذا فقد كان المرحوم أحمد حسن مطر هو أول من كتب للصحافة الأوروبية وتحديداً في فرنسا التي كان يكتب في إحدى صحفها، بشأن تولي الملك عبد العزيز حكم السعودية.

وربطته كذلك علاقة ممتدة مع كل من الشريف حسين شريف مكة، زائداً علاقته بهتلر الذي بقي معه بألمانيا فترة ستة أشهر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

كما أنه رافق المناضل تشي جيفارا اثناء نضاله و التقي بالثوار الجزائيريين ضد المستعمرين الفرنسيين

ومن غرائب حياته أنه حين بقائه بشيلي عمل رئيساً لها بعد فراغ دستوري دام لمدة أسبوع ، فتمّ ترشيحه للمنصب فأصبح رئيساً لها لمدة تسعة أيام في سابقة لم تحدث لأي أجنبي بأية دولة من دول العالم خلال القرن الماضي . وتوفي في ديسمبر عام 1985 ، ليظل سندباد السودان أسطورة سياسية كبيرة.

Exit mobile version