عامل مصري يخدع أقوى جهاز أمني بالعالم من أجل صدام حسين

 

يضم التاريخ الكثير والكثير من القصص التي لم تُروى ومن بينها قصة عامل مصري أنقذ حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في اللحظات الأخيرة قبل انقضاض عملاء جهاز الاستخبارات المركزية الامريكية عليه في مخدعه داخل قصره للتخلص منه وإسقاط نظامه .. فما الذي حدث؟

في منتصف التسعينات وفي عز الأزمة بين العراق والولايات المتحدة، شهدت العاصمة بغداد العديد من المحاولات الأمريكية للتخلص من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل بسبب عامل مصري يعمل في العراق.
القصة كما تناقلتها وسائل إعلامية، إنه في منتصف التسعينات، حاولت الاستخبارات المركزية الأمريكية تجنيد أحد العمال المصريين ممن كانو يتحركزن بحرية بين الحدود العراقية وخارجها.
وفي إحدى المرات وبعد خروجه من العراق إلى الأردن تتبعته عناصر من الاستخبارات المركزية الأمريكية، وطلبوا منه لقاء شخصية عراقية نافذة، عرف بعد ذلك أنه اللواء محمد عبد الله الشهواني رئيس جهاز المخابرات العراقية الأسبق، والذي كان قد غادر العراق قبل بدء الاحداث بين صدام حسين والولايات المتحدة.
وبالفعل التقي العامل المصري اللواء الشهواني، والذي قال له بكل وضوح: “نحن نعكف على تدبير محاولة للتخلص من صدام حسين، وبحكم حريتك في الدخول والخروج من الأراضي العراقية نحتاج مساعدتك في العملية، وستكون مهمتك هي نقل الأموال والأجهزة والمعدات بسيارتك الدبلوماسية إلى بغداد. وإذا خنتنا فستلاحَقك المخابرات الأمريكية وتنتهي حياتك ، أما إن تعاونتَ معنا فستحصل على مبلغ قدره مليون دولار”.
كان العقل المدبِّر لهذه المحاولة فريق رفيع المستوى من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، واشترك فيها فريق من الضباط العراقيين داخل العراق وخارجه، وعلى رأسهم اللواء “الشهواني”.
أوهم العامل المصري الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتعاون معهم، وعاد بالفعل إلى العراق ومعه حقيبة تحتوي على أجهزة فنية حديثة، وما أن وصل إلى بغداد حتى سلّمها للمخابرات العراقية وأفصح لها عن كل شيء. فأمرته بمسايرتهم والعمل معهم.
استمر العامل المصري في نقل الأموال والمعدات التي تضمّنت: أجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، وجهازين من نوع GPS أمريكي الصنع، وأجهزة تشويش ضد البث الإذاعي والتلفزيوني، وثلاثة أجهزة تشويش ضد الاتصالات اللاسلكية، وجهاز تصوير نقطوي.
كان رجال المخابرات العراقية يعكفون على تصوير الأجهزة وفحصها وتحديد نوعيتها ومواصفاتها، ثم إطلاقها والسماح بوصولها إلى العناصر التي تعتزم تنفيذ العملية، وبالفعل تم تحديد الأشخاص. كان معظمهم ضمن دائرة أبناء وأقارب وأصدقاء “الشهواني”، وقد تم وضعهم جميعًا تحت المراقبة السرية الدقيقة.
وكانت الخطة تتضمن كسب المزيد من الضباط والطيارين إلى صفوفهم، وجمع المعلومات عن القطعات العسكرية، ثم التأثير على الاتصالات الحكومية، وإفساد سكك الحديد، والتشويش على القصر الجمهوري، قبل الانقضاض على صدام حسين، حتى يستطيعوا دخول القصر الجهموري بمساعدة الحرس.
وبعد أن اكتملت الصورة لدى المخابرات العراقية، تحرَّكت وألقت القبض على أفراد الشبكة في وقتٍ واحد، بلغ عدد الموقوفين 61 شخصًا، بينهم ثلاثة من أولاد “الشهواني” و24 ضابطاً، بضمنهم خمسة طيارين، لتنتهي قصة واحدة من أخطر المحاولات للتخلص من صدام حسين.

Exit mobile version