يصلون الجمعة يوم الأربعاء..تعرف على غرائب الحماصنة

حمص مدينة الشعراء التي شهدت لها عبقرية نزار قباني عندما قال في إحدى الأمسيات في حمص “لكم أنا نادم لأني لم أضع هذه المدينة على خارطة تجوالي”.وهي مدينة الضحك والنكتة وخفة الظل ،لكن ما حكاية صلاة الجمعة التي يصلونها يوم الاربعاء وما حكاية جنون الحماصنة ، سأحكي لكم في ملخص القصة

عندما اجتاح تيمورلنك بلاد الشام، كانت المدينة الوحيدة التي سَلِمت من أذاه هي حمص، لأن سكانها تظاهروا بالجنون في الشوارع وعلّقوا على رؤوسهم القباقيب وأخذوا يقرعون على الصحون النحاسية”.

عندما اقترب منهم خطر جيش تيمورلنك، أشاعوا أن مياه نهر العاصي تصيب كل مَن يشربها بالجنون. ويخبرنا أن هذه الأسباب هي ما دفعت بالجيش للمرور سريعاً بحمص دون غزوها، إذ هرب منها.

يُقال إن ذلك الحدث كان يوم أربعاء، وللأربعاء خصوصيته في حمص، لكثرة ما يُروى عن حصول مفارقات وطرائف فيه، وَسَمت المدينة وأهلها، حتى يومنا الحاضر.

قصة أربعاء حمص

تسود رواية أن “أصل قصة يوم الأربعاء أنه وخلال حرب علي (بن أبي طالب) ومعاوية (بن أبي سفيان)، كان قد أرسل عليٌّ رجلاً إلى بلاد الشام ليستطلع الأخبار، وحدث أن سُرِقَ جمله… ودخل إلى المدينة باحثاً عن الجمل، وإذ بالمؤذن يؤذن لصلاة الجمعة، وكان ذلك يوم أربعاء. وصل هذا الرجل إلى معاوية وسأله عن الأمر، فقال له: اذهب إلى مولاك وقل له سوف أحارب بقوم لا يفرّقون بين الناقة والبعير، ويصلّون الجمعة في أي يوم يريده الأمير”.

خميسات حمص

رغم أن اسمها خميسات، وتشير إلى يوم الخميس، إلا أنها أعياد كان يُحتفل بها يوم الأربعاء، وهذه الخميسات هي أعياد الربيع التي لا زال أهل المدينة يحتفلون بواحد منها على الأقل:

 

 خميس الضايع أو خميس التايه

كان هذا الخميس يشير سابقاً إلى وجه الفجر المظلم، ويعني لدى أهل المدينة القلق وسوء الطالع والحيرة، ويعني أيضاً الضياع العقلي، فكانوا لا يخرجون من منازلهم في هذا اليوم لإيمانهم بأنه ثمة قوة شيطانية شريرة تسكن الهواء في تلك الليلة.

خميس الشعنونة

والشعنونة هنا هي رمز لجنّية يُعتقَد أن قوتها الخفية تسيطر في هذا اليوم وتلعن أهل المدينة الذين يخرجون من منازلهم.

أما خميس المجنونة فتلاشى الاحتفال بهذا العيد مع تقدم الزمن. كان أهل المدينة يعتقدون أنه إذا أتت سنة لا يمر فيها هذا اليوم، ستحلّ مصائب على المدينة. لذا فهو بعكس الخميسات السابقة، كان يشهد احتفالات عارمة حين حلوله
العوامل التي أدّت إلى استمرار التندر على أهل حمص هو مساندة الأدب لذلك، بعد أن قام العديد من الأدباء والرحالة بجمع طرائفهم

ويذكر أن تصنيف ابن الجوزي للحمصيين بـ”أكثر المغفلين والحمقى على الإطلاق”، في كتابه “أخبار الحمقى والمغفلين”، كان له دور واضح في لصق هذه السمات بأهل المدينة، وكذلك ما أورده ابن بطوطة وياقوت الحموي وابن العبري في كتابه “نوادر مضحكة” والأشبهيني في كتابه “المستطرف في كل فن مستظرف” عن غرائب أهل المدينة.
ولكن كل ذلك يعد قصص من كتب التراث ولا احد يستطيع أن ينكر كرم أهل الشام ودمشق وحمص وتراثهم الثقافي والأثري الممتد عبر قرون
تحياتنا من منصة القصة لكل أهالي مدينة حمص.

Exit mobile version