لا تكتمل جلسات المقاهي والسهرات الليلية لدى البعض دون صوت قرقعات الأرجيلة المميز، والتي تهون على البعض مشقة يوم العمل الطويل.
لكن ومع ارتفاع أسعار معظم السلع في سوريا مؤخرا، فإن أسعار الأرجيلة سجلت أرقاما غير مسبوقة لدرجة جعلت بعضها يصل إلى مليون ليرة سورية مؤخرا. ترى ما السبب في هذا الارتفاع الجنوني؟ وهل ستنخفض أسعار الأرجيلة مستقبلا أم ستزيد ارتفاعا؟
الأرجيلة ومشروب المتة، هما أحد أكثر المنتجات الترفيهية استهلاكا في سوريا وعموم الوطن العربي، هي جزء أساسي من الحياة اليومية في أغلب المناطق السورية، لكن على ما يبدو قريبا فإن المواطن السوري سيلجأ إلى التقنين والحد من استهلاكها قريبا.
ويعد السوريون من أكثر الشعوب إقبالا على التدخين في العالم، حيث تؤكد إحصائية أجرتها المؤسسة العامة للتبغ في سوريا، ازدياد نسبة المدخنين إلى 15% من عدد السكان، بينما تشير دراسات غير رسمية إلى أن النسبة الحقيقية أكثر بـ20 بالمائة.
وإذا نظرنا لبعض محال بيع الأراجيل سنجد أن أدنى سعر لها وصل إلى 35 ألف ليرة سورية، ويزيد السعر باختلاف نوع المعدن الداخل في التصنيع.
فعلى سبيل المثال تكلفة الأرجيلة من نوع النحاس تتراوح بين 150- 400 ألف ليرة سورية، بينما إذا كانت من الزنك ستدخل في الفئة السعرية الأعلى من 350- إلى 600 ألف ليرة.
أما بالنسبة لمكونات الأرجيلة فرأسها الفخاري فقط يبدأ من الألف ليرة حتى ألفين، أما الخرطوم فيبلغ سعره 12 ألف ليرة، وحامل الفحم بين 12 – 37 ألف ليرة، أما بالنسبة لأسعار المعسل فهي متغيرة دائما لا تثبت على حال، ولكن في المتوسط تبدأ من 3800 ليرة للعلبة.
وعلى الرغم من زيادة سعر الأرجيلة، فإن شرائها مرة واحدة أوفر وأفضل بكثير من النزول على المقهى أو المطعم ودفع ثمنها بشكل متكرر، حتى أن بعض أسعار الأراجيل في بعض المطاعم والمقاهي وصل إلى 10 آلاف ليرة سورية.
أسباب الغلاء
لماذا إذا كل هذا الارتفاع في الأسعار؟ يعزو البعض هذا إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، فتكاليف إنتاج المواد الداخلة في صناعة الأراجيل وصل إلى 600% في الآونة الأخيرة.
موجة غلاء العام التي تضرب البلاد تأتي تزامنا مع انخفاض القدرة الشرائية، حتى أن تجار الجملة غيروا عاداتهم برفع أسعار السلع من مبلغ كبير دفعة واحدة، وأخذوا يلعبون على حاجة السوق وخاصة بالنسبة للمواد المطلوبة بكثرة.
بينما متوسط الدخول في سوريا الآن لا تتجاوز الـ150 ألف ليرة سورية، مما دفع معظم الأسر المتوسطة السورية إلى التقنين على نفسها بالكم والكيف بشكل كبير.
حتى صار الحصول على الحصة الغذائية الشهرية، يحتاج إلى أكثر مليون ونصف المليون ليرة سورية شهريا لإعاشة أسرة مكونة من أربعة أفراد. أما إذا أضيف لها النقل والدراسة واللباس والترفيه، فإنه يمكن أن يتجاوز الـ2 مليون ليرة.