ثقافة ومعلومات

المتقولون على رسول الله وكيف رد عليهم الإمام أحمد بن حنبل

تكلموا بما لم يعلموا و استهدفوا الدين في أقدس مصادره جهارا نهارا حتى أنهم صنعوا لأنفسهم أتباعا ومريدين، فبدا منهجهم أمام الناس نشازا من الفكر ونموذجا لغرائب المذاهب.. فما حقيقة هؤلاء القوم ومن الذي قدم لهم الدعم والمساعدة حتى وصلوا إلى مرحلة أصبحوا فيها خطرا حقيقيا على الدين وأهله.

لم يجدوا أمامهم هدفا إلا أحاديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – وأرادوا مواجهات كان عتادهم فيها الكذب والافتراءات والادعاءات حتى إنهم تقولوا على النبي عليه الصلاة والسلام بما لم يقله..

منهج الأعاجيب

منهجهم في ذلك كان الكذب عامدين متعمدين.. واحد من هؤلاء كان الشاعر «كلثوم بن عمرو العتابي» الذي عاتبه الناس حيث كان يأكل على قارعة الطريق وكانوا يعدون ذلك نقصا للمروءة والأخلاق فرد على من عاتبوه مبررا ذلك بأنه يعتبر الناس الذي يأكل أمامهم بقرا لا حرج من تناول الطعام أمامهم..

ولما أن همَّ أحدهم بنهره وزجره على قوله هذا تحدى معاتبه وقال له:
سأثبت لك أنهم بقر!!!

تحدي اللسان الطويل

وقف كلثوم في جمع من الناس وأخذ يعظهم وينصحهم وفجأة قال لهم:
أيها الناس؛ روى لنا غير واحد؛ أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة.
وما أن فرغ من وعظه حتى حاول المستمعون أن يلمس كل منهم طرف أنفه بلسانه
هذا الشاعر وإن كان قد نجح في ذلك التحدي الغريب إلا أن أسلوب وعظه كان يوحي بأنه من صلب النصوص المعتمدة بالمخالفة للحقيقة.

وصل الأمر في التقول على رسول الله عليه الصلاة والسلام بهؤلاء أن أحدهم دخل مسجدا من المساجد وأخذ يعلم الناس ويستعرض بضاعته من الفقه أمامهم ولم يكن يدرك أن في نفس المسجد الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

أحدهم تحدى أحمد بن حنبل

أخذ الرجل يروي الأسانيد والأحاديث بأسلوب الإسناد والعنعنة لكنه لم ينسب معلومة لصاحبها ولم يوثق خبرا مما أتى به حتى أنه قال للناس أثناء وعظه: حدثني أحمد ابن حنبل ويحي بن معين أن رسول الله قال :
«من قال لا إله إلا الله خلق الله له بكل كلمة طائرا» … إلى آخر الحديث الذي اخترعه ذلك الرجل.

على الفور أسرع يحيى بن معين في صلاته وأسرع إلى الرجل في حالة استنكار وأخذ يعاتبه : من أين جاء بهذا الكلام..
فقال الرجل: حدثني بذلك أحمد بن حنبل ويحيى بن معين

وهنا قال له يحيى: أنا يحي بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بذلك إلا الساعة، وتعجب أحمد بن حنبل من الرجل غاية العجب.

وكانت الغرابة أن الرجل أصرَّ على موقفه وقال:
أو تظنان أن ليس في الدنيا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين غيركما لقد حدثت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل وسبعة عشر يحيى بن معين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى