آخر الأخبارمنوعات

التاريخ المثير للبقسماط وكيف كان سببا في سقوط مصر؟

يتناوله بعضنا صباحا مع كوب من الشاي أو الحليب، ونوزعه أحيانا في الأفراح والمواسم العامة. لكن هل تعرف أن وراء قطعة البقسماط تلك تاريخ مثير! فقد ساهمت في كتابة التاريخ أكثر من مرة، وكانت طعاما مفضلا لمعظم الجيوش، حتى أنها تسببت بسقوط مصر في أيدي أعدائها عدة مرات على مر التاريخ، تعرف معنا اليوم على تاريخ “البقسماط” المثير.

طعام السفر والأزمات

في الأزمان القديمة كانت طرق حفظ الطعام والغذاء متواضعة في أحسن الظروف إذا ما قارناها بوقتنا الحالي، ومن هنا كان غذاء مثل “البقسماط” هو الخيار الأمثل للمرتحلين والمسافرين، والأولى من ذلك كله بالطبع “الجيوش”.
كان للبقسماط الأولوية حينما يتعلق الأمر بإمداد الجنود وتغذيتهم أثناء عبور الصحاري والقفار الموحشة، فهو لا يتحلل بسرعة، وقابل للتخزين في أي وقت، وقيمته الغذائية ممتازة، أي أنه بكل بساطة «غذاء الجيوش المفضل قديما».
ويتبين ذلك من سعره، والذي كان يصل عنان السماء إذا قل وندر، بل إنه وفي بعض الأحيان كانت قلته وندرته سببا في وقوع والمجاعات وفقدان الحياة لألاف البشر.
ولقد ورد في التاريخ عدة أمثلة لذلك، ففي مرة من المرات ارتفع سعر البقسماط لحد كبير، وعندما أتى موسم الحج، فارق العديد من الناس الحياة أثناء رحلة السفر الطويلة وتعسرت طرق الحج لانعدام الأمن الغذائي.

 غذاء الجيوش المفضل

يمكننا أن ندعي أن البقسماط تسبب في تغيير الخريطة العالمية لأكثر من مرة، في أكثر من حادث على مر العصور.
ففي مصر على سبيل المثال، قام غازي يدعى “أبو بكر بن أيوب” بعبور سيناء قادما من بلاد الشام لغزو مصر مُعتمِدا فقط على البقسماط كغذاء أساسي في تغذية جنوده وجيشه.
وفي فترة الحكم العثماني، كان للبقسماط مكانته المتقدمة في تغذية العساكر، حتى إن «مراد بِك»، وهو أحد أهم رجال الدولة في أواخر عصر الدولة العثمانية قبيل الغزو الفرنسي.
اعتمد مع قواته على البقسماط، في ردع الجيش الفرنسي، ولما دخل الفرنسيون فلسطين بقيادة نابليون بهدف إسقاط عكا في حدود عام 1799م، وجد في مدينة الرملة كميات لا حصر لها ومخازن ضخمة من البقسماط.

تجارة كبيرة

ويبدو أن تجارة البقسماط راجت في ذلك الوقت حتى صار لها تجارتها وتُجَّارها، بل رأينا خانا باسم «خان البُقسماط» في أحد أحياء دمشق.
ومن وصفه التاريخي يبدو لنا أن البُقسماط قديما لم يكن هو بالضبط ما نراه الآن في محلاتنا ومتاجرنا، فقد كان يشبه الكعك أو الخبز وكان على هيئة مربع أو هلال، وكان يترك لفترة كبيرة في الأفران حتى يتحمص.
وفي النهاية، هل كنتم تعلمون بالدور الذي لعبه “البقسماط” في تغيير شكل العالم الإسلامي والعربي بشكل عام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى