
في خضم الأزمة المالية التي تعصف بنادي برشلونة، يواصل المدرب الألماني هانز فليك فرض رؤيته الحاسمة، رافضًا التفريط بأحد أبرز مواهب الفريق الشابة.
صفقة كادت أن تُبرم مع بوروسيا دورتموند لضم لاعب الوسط الواعد جيلي فيرنانديز، لكن تدخل فليك في اللحظات الأخيرة أوقفها، مؤكدًا تمسكه باللاعب كجزء من مشروعه الطموح.
أزمة مالية وتحديات التسجيل
يعاني برشلونة من ضغوط مالية خانقة تعيق تسجيل لاعبين مثل فويتشيك تشيزني، جيرارد مارتن، مارك بيرنال، وروني باردجي في رابطة الليغا، حتى بعد انطلاق الموسم بجولتين.
هذه الأزمة دفعت النادي للتفكير في بيع بعض اللاعبين لتحسين وضعه وفق قواعد اللعب المالي النظيف.
ومع ذلك، يبدو أن فليك يضع رؤيته الفنية فوق الاعتبارات المالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواهب “لاماسيا”.
جيلي فيرنانديز: موهبة تحت المجهر
جيلي فيرنانديز، البالغ من العمر 17 عامًا، يُعد واحدًا من أبرز جواهر أكاديمية برشلونة.
اللاعب، الذي تألق الموسم الماضي بتسجيله 7 أهداف في 32 مباراة مع الفريق الرديف، جذب أنظار أندية أوروبية كبرى، بما في ذلك بوروسيا دورتموند.
المفاوضات بين النادي الألماني وبرشلونة، بوساطة وكيل اللاعب خورخي مينديز، كانت تقترب من إتمام صفقة بقيمة 6 ملايين يورو، لكن فليك أصر على إبقاء اللاعب في “كامب نو”.
رؤية فليك: الشباب وقود المستقبل
اشتهر فليك بقدرته على صقل المواهب الشابة ودمجها مع الخبرة، كما أظهر ذلك مع لامين يامال، باو كوبارسي، مارك كاسادو، ومارك بيرنال.
استراتيجيته القائمة على مزج الشباب بالقوة الهجومية أثمرت عن موسم استثنائي 2024-2025، حيث قاد برشلونة لتحقيق الثلاثية المحلية (الدوري، كأس الملك، والسوبر).
رغم اكتظاظ خط الوسط بأسماء مثل بيدري، جافي، فيرمين لوبيز، وداني أولمو، يؤمن فليك بقدرته على منح فيرنانديز دقائق لعب تدريجية، مما يعزز ثقته بمستقبل اللاعب مع الفريق.
دورتموند يتربص.. لكن فليك يقاوم
كان بوروسيا دورتموند يرى في فيرنانديز استثمارًا مثاليًا، خاصة مع سجله المميز ومرونته في مركز الوسط.
لكن رفض فليك للصفقة، حتى لو كانت على سبيل الإعارة، يعكس إيمانه بأن اللاعب يمكن أن يكون جزءًا من مستقبل برشلونة.
التقارير تشير إلى أن النادي الكتالوني قد يوافق فقط على إعارة بدون خيار شراء، لضمان عودة اللاعب لاحقًا.
ماذا ينتظر جيلي فيرنانديز؟
مع اقتراب نهاية الميركاتو الصيفي في 31 أغسطس 2025، يبقى مصير فيرنانديز معلقًا بين طموح فليك لتطويره وإغراءات الأندية الأوروبية.
هل ينجح المدرب الألماني في إيجاد مساحة للاعب الشاب وسط منافسة شرسة في خط الوسط؟
أم ستدفع الضغوط المالية برشلونة لإعادة النظر في موقفه؟
الجماهير تنتظر بفارغ الصبر لترى كيف ستتكشف هذه القصة المثيرة.