
في مباراة مليئة بالإثارة، خطف برشلونة تعادلًا مثيرًا بنتيجة 3-3 أمام إنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء 7 مايو 2025، بفضل تألق لامين يامال اللافت.
لكن خلف الأضواء، برزت لحظة أقل شهرة أثارت جدلًا داخل الفريق الكتالوني: غضب داني أولمو من قرار المدرب هانزي فليك باستبداله.
هذه الواقعة، التي رصدها تقرير لصحيفة “سبورت“، كشفت عن توتر خفي قد يؤثر على الفريق قبيل الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد يوم 11 مايو.
في هذا المقال الحصري، نستعرض تفاصيل هذه الأزمة وانعكاساتها على برشلونة، بأسلوب خبري درامي وحماسي يجذب عشاق الكرة.
غضب أولمو: لحظة أثارت الجدل
في الدقيقة 68 من مباراة إنتر ميلان، قرر هانزي فليك استبدال داني أولمو، الذي بدأ اللقاء في مركز خط الوسط الهجومي إلى جانب فرينكي دي يونغ وبيدري، لصالح فيرمين لوبيز.
على الورق، بدا القرار عاديًا في إطار التغييرات التكتيكية لتجديد طاقة الفريق.
لكن رد فعل أولمو كشف عن قصة مختلفة.
وفقًا لتقرير “سبورت“، قام النجم الإسباني بمصافحة فيرمين وفليك بعد خروجه، لكنه سرعان ما أظهر إحباطه برفع يده في إشارة واضحة لعدم رضاه.
هذه اللحظة، التي رصدتها عدسات الكاميرات، أثارت تساؤلات حول ما إذا كان غضبه موجهًا لقرار التبديل أم لأدائه الشخصي.
لم يكن أداء أولمو في المباراة سيئًا بالمعايير الإحصائية.
سجل تمريرتين رئيسيتين، وحقق نسبة تمرير دقيقة بلغت 88%، وحاول تسديدتين على المرمى، وأكمل مراوغة ناجحة من محاولتين، كما تسبب في ارتكاب ثلاث مخالفات لصالحه.
ومع ذلك، خسر الكرة ثماني مرات، وتأثر أداؤه بشكل واضح بسبب الدفاع المحكم والجسدي لـإنتر ميلان، الذي أغلق المساحات المركزية وحد من تأثيره.
هذا الأداء، رغم أنه ليس استثنائيًا، لا يبرر بالضرورة استبداله مبكرًا، مما يعزز فرضية أن أولمو يشعر بالإحباط من دوره تحت قيادة فليك.
نمط مقلق: أولمو دائمًا أول الضحايا
هذه ليست المرة الأولى التي يُستبدل فيها داني أولمو مبكرًا هذا الموسم.
في مباراة مايوركا بالدوري، أخرجه فليك في الدقيقة 62، وفي كأس الملك كان التبديل في الدقيقة 65.
هذا النمط المتكرر أثار انتباه اللاعب نفسه، الذي يبدو أنه يشعر بأنه أول من يُضحى به في المباريات الحاسمة أو المتقاربة.
أولمو، الذي عاد إلى برشلونة الصيف الماضي مقابل 60 مليون يورو بعد تألقه مع لايبزيغ ومنتخب إسبانيا، كان يُتوقع أن يكون ركيزة أساسية في مشروع فليك.
لكن قرارات التبديل المتكررة تثير تساؤلات حول مكانته في الفريق، خاصة مع اقتراب الكلاسيكو الذي يُعد اختبارًا حاسمًا للفريق.
التقارير تشير إلى أن أولمو يشعر بالإحباط لأنه يُعامل كخيار ثانوي رغم إمكانياته الكبيرة.
اللاعب، الذي سجل خمسة أهداف وقدم سبع تمريرات حاسمة في 28 مباراة هذا الموسم، يملك القدرة على حسم المباريات الكبرى، كما أظهر في مواجهات سابقة أمام ريال مدريد.
هذا الشعور قد يؤثر على معنوياته، خاصة وأن برشلونة يعتمد على إبداعه في مواجهة خط وسط ريال مدريد القوي، بقيادة جود بيلينغهام وأوريلين تشواميني.
برشلونة في مفترق طرق: التوتر قبل الكلاسيكو
التعادل المثير أمام إنتر ميلان، الذي شهد تألق لامين يامال بتسجيله هدفًا وصناعته آخر، عزز ثقة برشلونة قبل مباراة الإياب على ملعب كامب نو.
لكن حادثة أولمو تسلط الضوء على تحديات إدارية تواجه فليك.
الفريق الكتالوني، الذي يتصدر الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط عن ريال مدريد، يستعد لـلكلاسيكو في مونتجويك يوم 11 مايو، وهي مباراة قد تحسم اللقب مبكرًا.
أي توتر داخلي، مثل إحباط أولمو، قد يؤثر على تماسك الفريق في هذه المرحلة الحرجة.
في المقابل، يعاني ريال مدريد من أزماته الخاصة، حيث يواجه خطر غياب تشواميني عن الكلاسيكو بسبب تراكم البطاقات الصفراء، إلى جانب إصابات مدافعيه الأساسيين.
هذه الظروف تجعل برشلونة في موقف قوي، لكن نجاحهم يعتمد على قدرة فليك على احتواء أي توترات داخلية والحفاظ على تركيز اللاعبين، بما في ذلك أولمو، الذي قد يكون مفتاح الفوز في المباراة المرتقبة.
هل يتجاوز أولمو إحباطه؟
حادثة استبدال أولمو ليست مجرد لحظة عابرة، بل قد تكون إشارة إلى ضرورة إعادة تقييم دوره في خطة فليك.
اللاعب، الذي يُعرف بشخصيته الهادئة، نادرًا ما يُظهر انفعالات علنية، مما يجعل رد فعله أمام إنتر ميلان أكثر دلالة.
برشلونة بحاجة إلى أولمو في أفضل حالاته، سواء في مباراة الإياب أمام إنتر أو في الكلاسيكو، حيث يُتوقع أن يواجه تحديًا كبيرًا من خط وسط ريال مدريد، حتى مع غياب محتمل لـتشواميني.