مع اقتراب الكلاسيكو الحاسم أمام ريال مدريد يوم الأحد 11 مايو 2025، يواجه برشلونة ضغوطًا كبيرة للحفاظ على صدارته في الدوري الإسباني بعد خيبة الخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان (4-3).
الفوز في هذه المباراة سيضع برشلونة على بعد نقطتين من حسم اللقب، بينما التعادل سيبقيه في موقف مريح، لكن الخسارة قد تفتح الباب لريال مدريد لقلب الطاولة في الجولات الثلاث المتبقية.
أجواء غرفة الملابس: حماس وانقسام
وفقًا لصحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، تُظهر منشورات لاعبي برشلونة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تصريح رونالد أراوخو: “لم أكن يومًا ممن يختبئون، وسنقاتل حتى النهاية”، أن الفريق متحمس لاستعادة توازنه في الكلاسيكو.
لكن ليس الجميع على نفس الدرجة من الالتزام.
بعض اللاعبين، مثل أنسو فاتي وبابلو توري، يعانون من إحباط عميق بسبب دورهم المحدود تحت قيادة هانسي فليك، مما يؤثر على تركيزهم وروحهم المعنوية.
بابلو توري: قرار الرحيل
في تطور صادم، أبلغ بابلو توري (22 عامًا)، لاعب خط الوسط الشاب، زملاءه في غرفة الملابس أن الكلاسيكو قد يكون آخر مباراة له بقميص برشلونة.
توري، الذي انضم إلى الفريق في 2022، لم يحصل على فرص كافية هذا الموسم، حيث لم يشارك في أي دقيقة خلال أبريل 2025، وكانت آخر مشاركة له بدقائق معدودة أمام جيرونا في 30 مارس.
اللاعب، الذي يُعد موهبة واعدة، يشعر أن طموحاته أكبر من دور الاحتياطي، وقد أوضح أنه إذا لم يحصل على دور أكبر الموسم المقبل، فسيبحث عن فرصة خارج النادي.
توري يفضل الإعارة مع شرط العودة إلى برشلونة، لكنه لا يمانع البيع النهائي إذا لم يكن هناك بديل.
هذا القرار جاء بعد شعوره بالإحباط من تجاهل فليك له، حيث أصبح اللاعب الوحيد المتاح (باستثناء الحارس الثاني إيناكي بينيا) الذي لم يُستخدم في المباريات الحاسمة.
تقارير تشير إلى اهتمام أندية مثل ريال بيتيس وجيرونا بالتعاقد معه، سواء على سبيل الإعارة أو بشكل دائم.
أنسو فاتي: التمسك بالعقد
على النقيض، يتخذ أنسو فاتي موقفًا مختلفًا.
المهاجم الشاب، الذي عانى من إصابات متكررة وتراجع مستواه، خارج حسابات فليك تمامًا، لكنه يتمسك بعقده المربح الذي يمتد حتى 2027، رافضًا الرحيل رغم ضغوط إدارة النادي.
فاتي، الذي كان يُنظر إليه كـ”ميسي الجديد”، لم يقدم الإضافة المطلوبة هذا الموسم، مما يجعل استمراره عبئًا ماليًا على النادي.
تحديات فليك والكلاسيكو
رغم الأجواء الإيجابية لدى معظم اللاعبين، فإن انقسام غرفة الملابس قد يؤثر على أداء برشلونة في الكلاسيكو.
فليك يواجه تحديًا كبيرًا في إدارة هذه الأزمة، خاصة مع تهديد أربعة لاعبين (رافينيا، إنييجو مارتينيز، كوندي، وجافي) بالإيقاف إذا حصلوا على بطاقة صفراء في مباراة بلد الوليد قبل الكلاسيكو.
إضافة إلى ذلك، يعتمد الفريق بشكل كبير على نجوم مثل روبرت ليفاندوفسكي (25 هدفًا) وبيدري، بينما يحتاج لامين يامال إلى تقديم أداء استثنائي لمواجهة كيليان مبابي، الذي سجل 24 هدفًا في الدوري.
مستقبل برشلونة: لحظة الحسم
الكلاسيكو لن يكون مجرد مباراة لتحديد مصير الدوري، بل قد يكون نقطة تحول للاعبين مثل بابلو توري، الذي يرى فيه البعض موهبة تستحق فرصة أكبر.
قرار توري بالرحيل قد يدفع إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا، إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في التعامل مع المواهب الشابة.
في الوقت نفسه، يبقى تمسك فاتي بعقده تحديًا ماليًا وفنيًا.
الجماهير تنتظر الآن الكلاسيكو، ليس فقط لمشاهدة الصراع على اللقب، بل لمعرفة ما إذا كان سيشهد فعلاً وداع توري، النجم الذي قد يتألق بعيدًا عن الكامب نو.
