
اندلعت أزمة كبرى داخل النادي الأهلي خلال الساعات الأخيرة، بسبب مصير لاعب خط الوسط المدافع عمر الساعي، الذي اقترب من الرحيل إلى المصري البورسعيدي على سبيل الإعارة لموسم واحد، ضمن صفقة تبادلية لضم أحمد عيد، ظهير أيمن المصري.
هذه الأزمة، التي أثارت جدلاً واسعاً بين جماهير الأهلي، كشفت عن توترات داخلية وانقسامات حول قرارات إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب.
إليكم التفاصيل الكاملة لهذه الأزمة المشتعلة في تقرير
كواليس الأزمة: عمر الساعي بين الإعارة والبقاء
وفقاً لتقارير من مصادر موثوقة مثل “الأسبوع” و”يلا كورة”، يواجه الأهلي أزمة حادة بسبب قرار إعارة عمر الساعي، اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً، الذي انضم إلى الفريق في يناير 2024 من الإسماعيلي مقابل 50 مليون جنيه.
الساعي، الذي كان يُنظر إليه كموهبة واعدة، فشل في فرض نفسه كأساسي تحت قيادة مارسيل كولر، ثم خوسيه ريبيرو، حيث شارك في 10 مباريات فقط خلال الموسم الماضي، صنع خلالها هدفاً واحداً، وغاب عن قائمة الأهلي في كأس العالم للأندية 2025.
الأزمة بدأت مع اقتراب الأهلي من إتمام صفقة تبادلية مع المصري البورسعيدي، تشمل انتقال أحمد عيد إلى الأهلي مقابل إعارة عمر الساعي للمصري لموسم واحد.
ميمي عبد الرازق، رئيس لجنة التخطيط بالمصري، أكد في تصريحات إذاعية عبر برنامج “لعبة والتانية” على راديو ميجا إف إم أن التعاقد مع الساعي تم بناءً على طلب إدارة المصري برئاسة كامل أبو علي، مشيراً إلى أن اللاعب سيمثل إضافة قوية لخط هجوم الفريق البورسعيدي.
لكن هذا القرار أثار موجة انتقادات حادة ضد إدارة الأهلي، خاصة أن الصفقة تأتي بعد أقل من عام على دفع 50 مليون جنيه لضم الساعي، الذي لم يحصل على فرصة كافية لإثبات نفسه.
الإعلامي مدحت شلبي علق عبر قناة إم بي سي مصر 2 قائلاً: “عمر الساعي لعب أقل من 4 ساعات مع الأهلي، ودفعوا فيه مليون دولار! إزاي يتم التفريط فيه كده؟”، مشيراً إلى أن هذا القرار يعكس سوء إدارة الصفقات.
ضغوط على محمود الخطيب: الإبقاء على الساعي أم الإعارة؟
محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، يواجه ضغوطاً كبيرة من مقربين وجماهير النادي للتراجع عن قرار إعارة عمر الساعي، حسب مصادر “الأسبوع”.
هذه الضغوط تأتي في ظل عدة عوامل:
الانتقادات الجماهيرية: صفقة ضم الساعي مقابل 50 مليون جنيه اعتُبرت من أغلى الصفقات المحلية في تاريخ الأهلي، والتفريط فيه بعد أقل من عام أثار غضب الجماهير، التي ترى أن اللاعب لم يحصل على فرصة عادلة.
منشور على إكس من حساب @KsaZamalek وصف الصفقة بأنها “كلفت الأهلي 2 مليون جنيه لكل دقيقة لعب!”، مما يعكس السخرية من القرار.
احتياجات الفريق الفنية: مع إصابة مروان عطية بالفتق، التي تستلزم جراحة عاجلة وغيابه لمدة شهر على الأقل، وتذبذب مستوى أليو ديانج، يرى البعض أن عمر الساعي يُمكن أن يكون بديلاً مثالياً في مركز الوسط المدافع.
مقربون من الخطيب طالبوه بإعادة النظر في القرار لتجنب أزمة في خط الوسط.
رحيل لاعبين آخرين: قرارات إعارة أحمد رضا إلى زد وبيع كريم نيدفيد إلى سيراميكا كليوباترا، ضمن صفقة محمد شكري، زادت من المخاوف بشأن إضعاف خط الوسط، خاصة مع احتمال رحيل محمد مجدي أفشة وحسين الشحات.
في المقابل، عمر الساعي نفسه مارس ضغوطاً على إدارة الأهلي لحسم مصيره، حيث أبدى رغبته في الانتقال إلى المصري، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، لضمان مشاركة أكبر، حسب مصدر لـ”كل الكورة”.
اللاعب، الذي قدم مستويات مميزة مع الإسماعيلي قبل انضمامه للأهلي، يرى أن المصري سيمنحه فرصة لاستعادة بريقه.
تفاصيل الصفقة التبادلية مع المصري: أحمد عيد مقابل الساعي
الصفقة التبادلية بين الأهلي والمصري البورسعيدي تركز على ضم أحمد عيد، ظهير أيمن المصري، الذي يُعتبر هدفاً رئيسياً لتدعيم الجبهة اليمنى بعد تراجع مستوى محمد هاني وإعارة عمر كمال عبد الواحد.
مصادر من “الدستور” و”القاهرة 24″ أكدت أن الأهلي اقترب من حسم الصفقة، مع موافقة مبدئية من المصري على إعارة الساعي مقابل انتقال عيد.
لكن مصدر في الأهلي كشف لـ”الأسبوع” عن عقبة في المفاوضات، حيث طالب المصري بشراء أحمد عيد نهائياً مقابل 20-25 مليون جنيه، بينما يفضل الأهلي إعارة الساعي فقط مع دفع مبلغ مالي إضافي.
المصري رفض هذا العرض مؤقتاً، لكن كامل أبو علي، رئيس النادي، أكد أن العلاقة الجيدة مع الأهلي ستسهل إتمام الصفقة.
أحمد عيد، البالغ من العمر 24 عاماً، شارك في 30 مباراة مع المصري الموسم الماضي، صنع خلالها هدفين، ويمتلك خبرة دولية مع المنتخب المصري، مما يجعله إضافة قوية للأهلي.
ردود الأفعال: جدل حول إدارة الصفقات
الأزمة أثارت جدلاً واسعاً حول سياسة الأهلي في إدارة الصفقات.
الإعلامي أبو المعاطي زكي، عبر برنامج “نجم الجماهير”، وصف الصفقة التبادلية بأنها “خطوة إيجابية” لضم أحمد عيد، لكنه انتقد إهدار 50 مليون جنيه على لاعب لم يشارك سوى في دقائق قليلة.
من ناحية أخرى، ميمي عبد الرازق أشاد بالساعي، مؤكداً أنه سيكون إضافة قوية للمصري، خاصة مع خطط الفريق لتدعيم صفوفه تحت قيادة المدرب التونسي نبيل الكوكي.
جماهير الأهلي، عبر منصة إكس، عبّرت عن انقسامها.
البعض، مثل حساب @mahmoud_elsmahy، أيد إعارة الساعي لمنحه فرصة للتألق، بينما حساب @amtyaz_ahmed وصف قرارات الأهلي بـ”المذبحة”، معتبراً أن إهدار 50 مليون جنيه دليل على سوء التخطيط.
موقف الجهاز الفني: ريبيرو يضغط من أجل التغيير
خوسيه ريبيرو، المدير الفني للأهلي، أعطى الضوء الأخضر لإعارة الساعي، معتبراً أن خط الوسط مزدحم بلاعبين مثل إمام عاشور، محمد علي بن رمضان، وأليو ديانج.
ريبيرو يركز على ضم لاعبين جدد مثل إياد العسقلاني ومحمد شكري، مع الإبقاء على أحمد نبيل كوكا كبديل للظهير الأيسر بدلاً من يحيى عطية الله.
لكن إصابة مروان عطية أثارت مخاوف داخل الجهاز الفني، حيث يرى البعض أن الاحتفاظ بالساعي قد يكون ضرورياً كبديل في مركز الارتكاز، خاصة مع احتمال رحيل كريم نيدفيد وأحمد رضا.
تداعيات الأزمة: ماذا سيحدث؟
الأزمة حول عمر الساعي تكشف عن تحديات كبيرة تواجه الأهلي في إدارة المواهب الشابة وسط ضغوط الميركاتو الصيفي.
إدارة الخطيب تواجه خيارين:
إتمام الإعارة: إعارة الساعي للمصري مقابل ضم أحمد عيد، مع احتمال دفع مبلغ مالي إضافي، مما يحل أزمة الظهير الأيمن لكنه يعرض النادي لانتقادات بسبب إهدار قيمة الصفقة الأصلية.
الإبقاء على الساعي: التراجع عن الإعارة والاحتفاظ باللاعب كبديل لمروان عطية وديانج، مما قد يعرقل صفقة أحمد عيد ويزيد الضغط على الميزانية.
مصادر “الدستور” أكدت أن الأهلي اقترب من حسم الصفقة التبادلية، مع توقعات بإعلان رسمي خلال أيام، لكن ضغوط الجماهير وانتقادات الإعلام قد تدفع الخطيب لإعادة تقييم القرار.
السؤال المحير: هل يستحق الساعي فرصة أخرى؟
مع تصاعد الأزمة، يبقى السؤال: هل قرار إعارة عمر الساعي يعكس فشلاً إدارياً في استغلال صفقة الـ50 مليون جنيه؟ أم أن اللاعب فعلاً بحاجة للإعارة لاستعادة مستواه؟ وهل ينجح الأهلي في ضم أحمد عيد دون التفريط بمواهب أخرى؟ شاركنا رأيك!