“صاحب الفضيحة”.. ريال مدريد يصعّد هجومه على حكم مباراة سيلتا فيغو ويثير الجدل قبل موقعة حاسمة

أشعل ريال مدريد موجة جدل واسعة قبل مواجهته المرتقبة أمام سيلتا فيغو، المقررة يوم الأحد، 4 مايو 2025، ضمن الجولة 34 من الدوري الإسباني، بعد هجوم إعلامي شرس استهدف الحكم خيسوس جيل مانزانو، الذي وُصف بـ“صاحب الفضيحة”، وحكم الفيديو هيرنانديز مايسو.

حملة إعلامية مكثفة من قناة ريال مدريد

نشرت قناة ريال مدريد الرسمية مقطع فيديو مثير للجدل، ركز على تعيين مانزانو كحكم رئيسي ومايسو كمسؤول عن تقنية الفيديو (VAR) لمباراة سيلتا فيغو.

الفيديو، الذي أثار ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وصف مانزانو بأنه مسؤول عن “أكبر فضيحة تحكيمية مؤخراً”، مستشهداً بحادثة إلغاء هدف جود بيلينغهام في مباراة فالنسيا بالموسم الماضي (2-2)، عندما أطلق مانزانو صافرة النهاية أثناء تمريرة حاسمة، مما أدى إلى إلغاء هدف كان سيمنح ريال مدريد الفوز.

لم يكتفِ الفيديو بانتقاد مانزانو، بل استعرض قرارات سابقة لهيرنانديز مايسو، متهماً إياه بالتسبب في أضرار متكررة لريال مدريد، مثل عدم احتساب ركلات جزاء واضحة، إلغاء أهداف مشروعة، وتجاهل حالات تستحق طرد لاعبي الفرق المنافسة.

وأشار الفيديو إلى أن هذه القرارات تشكل نمطاً من “الانحياز” ضد النادي الملكي.

سجل ريال مدريد مع التحكيم

هذه الحملة ليست الأولى من نوعها، إذ أصبحت قناة ريال مدريد منصة معروفة لمهاجمة الحكام قبل المباريات الحساسة.

قبل نهائي كأس ملك إسبانيا ضد برشلونة في يناير 2025، تعرض الحكم خوان مارتينيز دي بورغوس لهجوم مماثل، مما تسبب في أزمة شخصية لعائلته، حيث واجه ابنه تنمراً في المدرسة، ما أثار تعاطفاً واسعاً.

تصاعد التوتر حينها إلى حد مقاطعة ريال مدريد فعالية رسمية نظمها الاتحاد الإسباني لكرة القدم، مما أثار تكهنات حول إمكانية اتخاذ النادي خطوات تصعيدية، مثل التهديد بالانسحاب من المباراة.

رغم الضغوط من الاتحاد الإسباني ورابطة الحكام، لم تتوقف هذه الحملات، بل زاد زخمها مع اقتراب كل مباراة مفصلية.

وتأتي مباراة سيلتا فيغو في سياق حاسم، حيث يحتل ريال مدريد المركز الثاني في الدوري الإسباني بفارق 4 نقاط خلف المتصدر برشلونة، مما يجعل أي نقطة مفقودة قد تكون مكلفة في سباق اللقب.

سياق مباراة سيلتا فيغو والتحكيم

تكتسب مباراة سيلتا فيغو، التي ستقام على ملعب “سانتياغو برنابيو”، أهمية خاصة بعد موسم متذبذب لريال مدريد، شهد خسارته نهائي كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة (5-2) وتعثره في بعض مباريات الدوري.

يمتلك ريال مدريد سجلاً قوياً أمام سيلتا فيغو، حيث فاز في آخر 9 مواجهات بين الفريقين، بما في ذلك انتصار مثير بنتيجة 2-1 في أكتوبر 2024، بفضل أهداف كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.

ومع ذلك، يثير تعيين مانزانو ومايسو قلقاً لدى النادي، خاصة بعد تجارب سابقة مثيرة للجدل.

في مباراة كأس الملك ضد سيلتا فيغو في يناير 2025، احتجت جماهير سيلتا على الحكم خوسيه مونويرا مونتيرو، متهمة إياه بمحاباة ريال مدريد، خاصة بعد تجاهل ركلة جزاء محتملة لصالح سيلتا قبل هدف مبابي الحاسم.

هذه الحادثة، إلى جانب سجل مانزانو المثير للجدل مع ريال مدريد، غذت التوترات قبل المباراة القادمة.

ردود فعل وتأثير الحملة

أثارت الحملة الإعلامية لريال مدريد ردود فعل متباينة.

عبرت منشورات على منصة X عن تأييد جماهير ريال مدريد لموقف النادي، حيث وصف مشجعون مانزانو بـ“الحكم الأكثر إثارة للجدل”، مستشهدين بحادثة فالنسيا ومباريات أخرى.

في المقابل، انتقدت جماهير أندية منافسة، مثل برشلونة، هذا الأسلوب، معتبرة أنه محاولة للضغط على الحكام قبل المباراة.

أحد المشجعين كتب: “ريال مدريد يحاول تخويف الحكام بدلاً من التركيز على أدائه”، مشيراً إلى أن مثل هذه الحملات أصبحت “روتينية”.

من الناحية القانونية، تواجه قناة ريال مدريد مخاطر محتملة، حيث سبق أن حذر الاتحاد الإسباني النادي من مغبة التصعيد ضد الحكام، مشيراً إلى أن مثل هذه الفيديوهات قد تنتهك لوائح الاتحاد.

في فبراير 2024، فرضت اللجنة الفنية للحكام غرامة على النادي بسبب انتقادات مماثلة، لكن ذلك لم يردع ريال مدريد عن مواصلة نهجه.

أهمية المباراة والتحديات القادمة

تمثل مباراة سيلتا فيغو فرصة حاسمة لريال مدريد لتقليص الفارق مع برشلونة، خاصة بعد تعادل الأخير المثير أمام إنتر ميلان (3-3) في نصف نهائي دوري الأبطال.

يعاني ريال مدريد من ضغوط متزايدة بعد موسم لم يحقق فيه أي لقب حتى الآن، مع اقتراب موعد كأس العالم للأندية في يونيو 2025، حيث يتوقع أن يكون تشابي ألونسو المدرب الجديد خلفاً لكارلو أنشيلوتي.

من جهة أخرى، يسعى سيلتا فيغو، الذي يحتل المركز 12 في الدوري برصيد 16 نقطة، إلى تحقيق مفاجأة على ملعب “برنابيو”.

الفريق، بقيادة إياغو أسباس وويليوت سويدبيرغ، أظهر قدرة على تشكيل خطر في الهجمات المرتدة، كما حدث في مباراة الكأس التي خسرها بنتيجة 5-2.

نظرة إلى المستقبل

تثير حملة ريال مدريد تساؤلات حول العلاقة بين النادي والمؤسسة التحكيمية في إسبانيا.

بينما يرى البعض أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى حماية مصالح النادي في ظل منافسة شرسة مع برشلونة، يحذر آخرون من أنها قد تؤدي إلى عزلة النادي أو فرض عقوبات أكثر صرامة من الاتحاد الإسباني.

في الوقت نفسه، يبقى أداء ريال مدريد على أرض الملعب هو العامل الحاسم في حسم اللقب، حيث ستكون مباراة سيلتا فيغو اختباراً لقدرة الفريق على تجاوز الضغوط الخارجية والداخلية.

هل سينجح ريال مدريد في تحويل هذا الجدل إلى دافع للفوز؟

أم أن حساسية التحكيم ستظل نقطة نزاع في سباق الدوري؟

الإجابة ستتضح على أرض “سانتياغو برنابيو” يوم الأحد.

Exit mobile version