
يستعد برشلونة لمواجهة حاسمة أمام إنتر ميلان يوم الثلاثاء 6 مايو 2025 على ملعب جوزيبي مياتزا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024/2025، بعد تعادل مثير 3-3 في مباراة الذهاب على ملعب مونتجويك.
وسط تركيز هانسي فليك على استعادة لاعبين رئيسيين مثل أليخاندرو بالدي وروبرت ليفاندوفسكي، برز قرار غير متوقع من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد يؤثر على مجرى المباراة: ترشيح الحكم البولندي سيمون مارسينياك لإدارة اللقاء، وفقًا لصحيفة “Meczyki” البولندية.
مارسينياك: حكم مثير للجدل
سيمون مارسينياك، أحد أبرز الحكام في أوروبا، يُعتبر اسمًا لامعًا لدى يويفا، حيث أدار نهائي دوري أبطال أوروبا 2023 بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان.
لكنه اكتسب سمعة مثيرة للجدل بسبب قراراته في مباريات حساسة، خاصة تلك التي تتعلق بريال مدريد:
- موسم 2023/2024: ألغى هدفًا لماتياس دي ليخت لبايرن ميونخ في إياب نصف النهائي أمام ريال مدريد، بدعوى التسلل، رغم أن القرار أثار جدلًا واسعًا لأنه كان من شأنه إعادة بايرن للمباراة.
- ربع نهائي 2024/2025: ألغى هدف جوليان ألفاريز في ركلات الترجيح لمانشستر سيتي أمام ريال مدريد بسبب لمسة مزدوجة، ما أدى إلى إقصاء السيتي وتأهل ريال مدريد. هذا القرار أثار انتقادات حادة من الجماهير ووسائل الإعلام.
صورة مثيرة للجدل لمارسينياك قبل مباراة لريال مدريد في دوري الأبطال زادت من شكوك جماهير برشلونة حول حياديته، حسب تقرير “سبورت”.
سجل مارسينياك مع برشلونة
سجل مارسينياك مع برشلونة متواضع، مما يزيد من قلق الجماهير:
أدار 5 مباريات لبرشلونة، حقق فيها الفريق فوزًا واحدًا، تعادلين، وهزيمتين ثقيلتين:
- 2017: خسارة 3-0 أمام يوفنتوس في ربع نهائي دوري الأبطال.
- 2017: خسارة 4-0 أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16.
- 2022: تعادل 3-3 مع إنتر ميلان في دور المجموعات، وهي المباراة التي ساهمت في خروج برشلونة إلى الدوري الأوروبي.
في مباراة 2022 ضد إنتر، اتُهم مارسينياك بتجاهل ركلة جزاء محتملة لبرشلونة، مما أثار غضب تشافي هيرنانديز، الذي وصف القرارات بـ”الظلم الحقيقي”.
لماذا يُعتبر القرار غير متوقع؟
- توقعات بحكم آخر: بعد اختيار الحكم الفرنسي كليمنت توربين، أحد أفضل الحكام الأوروبيين، لإدارة مباراة الذهاب (التي انتهت 3-3)، توقعت جماهير برشلونة حكمًا آخر للإياب، مثل دانييلي أورساتو أو أنتوني تايلور، خاصة بعد تعيين توربين في مباراة الذهاب.
- عدم تأكيد رسمي: صحيفة “سبورت” أكدت أن يويفا لم يُصدر تأكيدًا رسميًا حتى 3 مايو 2025، مع توقعات بإعلان الحكم يوم الأحد 4 مايو. هذا التأخير زاد من التوتر داخل أروقة برشلونة.
- تاريخ مارسينياك المثير للجدل: اختيار حكم ارتبط بقرارات مثيرة للجدل في مباريات ريال مدريد، الغريم التقليدي لبرشلونة، يُعتبر مفاجأة، خاصة في مباراة حاسمة مثل نصف نهائي دوري الأبطال.
وضع برشلونة قبل المباراة
التعادل في الذهاب: مباراة الذهاب انتهت بتعادل 3-3، حيث سجل إنتر أهدافًا عبر ماركوس تورام (1′) ودينزيل دامفرايز (21′ و63′)، بينما سجل برشلونة عبر لامين يمال (24′)، فيران توريس (38′)، وهدف عكسي من يان سومير (65′).
هذا التعادل يجعل مباراة الإياب مفتوحة، مع أفضلية طفيفة لإنتر بسبب اللعب على أرضه.
عودة اللاعبين: هانسي فليك يعول على عودة أليخاندرو بالدي (بعد إصابة طفيفة) وروبرت ليفاندوفسكي (الذي غاب عن الذهاب لإدارة الحمل البدني) لتعزيز التشكيلة.
ليفاندوفسكي، بـ17 هدفًا في الدوري الإسباني هذا الموسم، يُعتبر عنصرًا حاسمًا.
مباراة بلد الوليد: برشلونة سيواجه بلد الوليد يوم السبت 3 مايو في الجولة 34 من الدوري الإسباني، ومن المتوقع أن يدير فليك التشكيلة للحفاظ على طاقة اللاعبين الأساسيين لموقعة ميلانو.
وضع إنتر ميلان
إنتر ميلان، بقيادة سيموني إنزاجي، يدخل المباراة بمعنويات متذبذبة بعد خسارة صدارة الدوري الإيطالي لنابولي وخروجه من نصف نهائي كأس إيطاليا أمام ميلان.
لكن الفريق أظهر قوة في ربع النهائي بإقصاء بايرن ميونخ (4-3 بمجموع المباراتين).
إنزاجي يعتمد على لاعبين مثل لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام لاستغلال دعم جماهير سان سيرو.
تحليل: هل يؤثر مارسينياك على المباراة؟
نقاط القلق لبرشلونة:
- سجل مارسينياك الضعيف مع برشلونة (فوز واحد في 5 مباريات) وتاريخه المثير للجدل في مباريات ريال مدريد يعززان مخاوف الجماهير من قرارات قد تكون حاسمة، مثل ركلات الجزاء أو البطاقات.
- أسلوبه في إدارة المباريات، الذي يتسم بترك اللعب يستمر وإشهار البطاقات بسهولة عند الاعتراض، قد يتعارض مع أسلوب برشلونة الذي يعتمد على الاحتكاك والضغط العالي.
فرص برشلونة:
- عودة ليفاندوفسكي وبادي قد تعزز الفعالية الهجومية والتوازن الدفاعي، خاصة بعد أخطاء دفاعية في الذهاب (مثل هدف تورام المبكر).
- خبرة هانسي فليك في المباريات الكبرى، بعد قيادته بايرن ميونخ للثلاثية في 2020، قد تساعد الفريق على تجاوز أي تحديات تحكيمية.
تأثير القرار:
- إذا أُكد تعيين مارسينياك، قد يضع ضغطًا نفسيًا إضافيًا على برشلونة، خاصة إذا ارتكب قرارًا مثيرًا للجدل مبكرًا. لكن يويفا عادةً ما تختار حكامًا ذوي خبرة مثل مارسينياك لمباريات بهذا الحجم، مما يعني أن القرار قد يكون إجرائيًا وليس موجهًا ضد برشلونة.
وأكدت شبكة بي ان سبورت أن يويفا رفض طلبات تأجيل المباراة من إنتر، مما يظهر التزامًا بجدول البطولة، وربما يعكس حيادية في القرارات التحكيمية.
توقعات المباراة
السيناريو المتوقع: مباراة الإياب ستكون متقاربة، مع أفضلية طفيفة لإنتر بسبب اللعب على أرضه.
برشلونة يحتاج لتسجيل هدف على الأقل لتجنب ركلات الترجيح، معتمدًا على سرعة لامين يمال وخبرة ليفاندوفسكي.
تأثير مارسينياك: إذا أدار المباراة بنفس أسلوبه الصارم، قد يؤثر على إيقاع برشلونة، خاصة إذا احتسب أخطاء ضد لاعبين مثل جافي أو فرينكي دي يونج في وسط الملعب.
لكن خبرته قد تضمن استقرار المباراة إذا تجنب الأخطاء الكبيرة.
تأثير على الأهلي: بالنسبة للأهلي، الذي يستعد لمونديال الأندية، نتيجة هذه المباراة قد تحدد منافسه المحتمل في البطولة، حيث إنتر ميلان وبرشلونة من المرشحين للوصول إلى النهائي.
فوز برشلونة قد يعني مواجهة فريق يعاني من إرهاق المباريات الكبرى، بينما إنتر قد يكون أكثر صلابة دفاعيًا.
الخلاصة
قرار يويفا المحتمل بتعيين سيمون مارسينياك لإدارة مباراة إياب نصف نهائي دوري الأبطال بين إنتر ميلان وبرشلونة أثار قلق جماهير البلاوجرانا، بسبب سجله المثير للجدل وقراراته السابقة ضد برشلونة وفي مباريات ريال مدريد.
رغم عدم وجود تأكيد رسمي حتى الآن، فإن هذا الترشيح يُعتبر مفاجئًا بعد اختيار كليمنت توربين للذهاب.
على برشلونة، بقيادة هانسي فليك، التركيز على الأداء داخل الملعب واستغلال عودة نجومه لتخطي عقبة إنتر في ميلانو، بعيدًا عن أي ضغوط تحكيمية.
السؤال الآن: هل يستطيع برشلونة تجاوز شبح مارسينياك وخطف بطاقة النهائي، أم أن إنتر سيستغل أرضه لتكرار إنجاز 2010؟