
يعيش ريال مدريد فترة من التوتر والتغييرات المرتقبة بعد خروجه المفاجئ من دوري أبطال أوروبا في موسم 2024-2025، مما ترك أثراً نفسياً كبيراً على الفريق والجماهير.
وسط هذه الأجواء المشحونة، تتصاعد التكهنات حول مستقبل النادي الملكي، خاصة مع اقتراب تولي تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، قيادة الفريق خلفاً لكارلو أنشيلوتي بداية من موسم 2025-2026.
وفي خطوة مفاجئة، أبلغ ألونسو فلورنتينو بيريز برفضه القاطع لبيع النجم التركي الشاب أردا غولر، مهما بلغت قيمة العروض المقدمة.
أردا غولر: الجوهرة المنسية تحت مجهر ألونسو
أردا غولر، البالغ من العمر 20 عاماً، انضم إلى ريال مدريد من فنربخشة صيف 2023 مقابل 20 مليون يورو، وسط آمال كبيرة بأن يصبح أحد نجوم المستقبل.
لكن الإصابات المتكررة ومحدودية دقائق اللعب تحت قيادة أنشيلوتي جعلته “منبوذاً” في تشكيلة الفريق، حيث شارك في 12 مباراة فقط هذا الموسم، مسجلاً هدفين وصانعاً تمريرة حاسمة.
هذا الوضع أثار استياء اللاعب وفتح الباب أمام شائعات حول إمكانية رحيله على سبيل الإعارة أو البيع النهائي إلى أندية مثل أرسنال أو ريال سوسيداد.
لكن تشابي ألونسو، الذي اشتهر بقدرته على صقل المواهب الشابة في باير ليفركوزن، مثل فلوريان فيرتز وجيريمي فريمبونغ، يرى في غولر “جوهرة خام” لم تُستغل بعد.
بحسب تقارير من “ماركا” و”ديفينسا سنترال”، أخبر ألونسو بيريز أن غولر سيكون ركيزة أساسية في مشروعه المستقبلي مع ريال مدريد، مشدداً على ضرورة منحه الثقة والفرصة لإظهار قدراته.
ألونسو يؤمن بأن مهارات غولر الفنية، رؤيته للملعب، وتسديداته القوية تجعله مرشحاً لقيادة خط الوسط الهجومي في المستقبل، خاصة مع اقتراب اعتزال لوكا مودريتش وتقدم توني كروس في السن.
تصريحات غولر تعزز موقفه
في تصريحات لصحيفة “ماركا”، أعرب أردا غولر عن التزامه الكامل بريال مدريد، قائلاً: “حلمي هو النجاح هنا، وأنا مستعد للعمل بجد لتحقيق ذلك.
اشتريت منزلاً في مدريد، وأثق بالخطة التي وضعها النادي لي.
أريد اللعب في كل مباراة والمساهمة في تحقيق الألقاب.”
هذه التصريحات، التي جاءت بعد محادثات مع إدارة النادي، عكست رغبة غولر في البقاء ورفضه لأي فكرة للرحيل، مما يتماشى مع رؤية ألونسو له كجزء من المستقبل.
وضع أنشيلوتي وتحديات الموسم
يعاني ريال مدريد من موسم مخيب، حيث خرج من دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي أمام مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 في مجموع المباراتين، وخسر نهائي كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة (5-2).
في الدوري الإسباني، يحتل الفريق المركز الثاني بفارق 4 نقاط عن برشلونة، مما يضع ضغوطاً هائلة على أنشيلوتي.
في مؤتمره الصحفي الأخير، تجنب المدرب الإيطالي الحديث عن مستقبله، مكتفياً بالقول: “تركيزي الآن على مباراة سيلتا فيغو والمباريات المتبقية.
لا أفكر في أي شيء آخر.”
ورغم هذا التصريح، تشير تقارير من “ريليفو” إلى أن إدارة ريال مدريد قررت إنهاء تعاقدها مع أنشيلوتي بنهاية الموسم، مع الإعلان الوشيك عن تعيين ألونسو، الذي وقّع على اتفاق مبدئي لتولي المهمة.
ألونسو، الذي قاد ليفركوزن للفوز بالدوري الألماني وكأس ألمانيا، يُنظر إليه كمرشح مثالي بفضل خبرته كلاعب سابق في ريال مدريد ونجاحه التدريبي المذهل.
موقف بيريز ورؤية ألونسو
يعكس قرار ألونسو بالاحتفاظ بغولر دعماً قوياً من فلورنتينو بيريز، الذي يثق بقدرات المدرب الإسباني على بناء جيل جديد يعيد ريال مدريد إلى منصات التتويج الأوروبية.
بحسب منشورات على منصة X، أشاد مشجعو ريال مدريد بموقف ألونسو، معتبرين أن غولر “يستحق فرصة عادلة” بعد تجاهله من أنشيلوتي.
أحد المشجعين كتب: “ألونسو يرى في غولر ما لم يره أنشيلوتي.
هذا الشاب سيكون نجماً إذا أُعطي الثقة.”
في الوقت نفسه، يواجه ألونسو تحديات كبيرة في إعادة هيكلة الفريق، حيث يخطط لضم لاعبين مثل مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد وفلوريان فيرتز من ليفركوزن، مع الاحتفاظ بالنواة الشابة مثل فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي، وغولر.
رفضه لبيع غولر يعكس رؤية طويلة الأمد تركز على الاستثمار في المواهب الشابة بدلاً من التفريط بها.
مستقبل ريال مدريد ودور غولر
مع اقتراب نهاية موسم 2024-2025، يقف ريال مدريد عند مفترق طرق.
الفريق، الذي اعتاد على الهيمنة الأوروبية، بحاجة إلى إعادة بناء لاستعادة مجده، ويبدو أن تشابي ألونسو هو الرجل المناسب لهذه المهمة.
قرار الاحتفاظ بأردا غولر، رغم العروض المغرية من أندية أوروبية، يُظهر التزاماً بتطوير اللاعبين الشباب كجزء من استراتيجية شاملة.
غولر نفسه يبدو عازماً على إثبات نفسه، حيث أظهر في التدريبات تصميماً كبيراً، وفقاً لتقارير “AS”.
إذا نجح ألونسو في منحه الفرصة والثقة، فقد يصبح النجم التركي رمزاً للمرحلة الجديدة في ريال مدريد، خاصة مع دعمه من الجماهير التي بدأت ترى فيه “مودريتش المستقبل”.
نظرة إلى الأمام
مباراة سيلتا فيغو القادمة ستكون اختباراً جديداً لريال مدريد تحت قيادة أنشيلوتي، لكن الأنظار تتجه بالفعل إلى الموسم المقبل، حيث سيبدأ مشروع ألونسو.
قرار الاحتفاظ بغولر، رغم الضغوط المالية والعروض المغرية، يبعث برسالة واضحة: ريال مدريد يراهن على شبابه لبناء مستقبل مشرق.
هل سيكون غولر نجم هذا المستقبل؟
الإجابة ستتضح مع بداية عهد ألونسو في “سانتياغو برنابيو”.