أثارت تصريحات محمد شيحة، وكيل اللاعبين السابق، جدلًا واسعًا حول مصير صفقة انتقال أحمد سيد “زيزو“، نجم الزمالك، إلى النادي الأهلي في صفقة انتقال حر لمدة أربعة مواسم بداية من الموسم المقبل 2025-2026.
التقارير التي أكدت توقيع زيزو مع الأهلي أثارت ضجة كبيرة، لكن شيحة يرى أن هذه الصفقة قد تكون مهددة بالفشل لأسباب فنية وإدارية ومالية.
فيما يلي تحليل مفصل للوضع:
تصريحات محمد شيحة: لماذا الصفقة مهددة؟
في تصريحات صحفية، أشار شيحة إلى ثلاثة تحديات رئيسية تواجه صفقة زيزو:
- دور شركة الكرة في الصفقات:شيحة انتقد دخول شركة الكرة التابعة للأهلي في مفاوضات التعاقد مع اللاعبين، معتبرًا أن هذا النهج “خاطئ”.هذا التحول في طريقة إدارة الصفقات قد يؤدي إلى تعقيدات إدارية، خاصة مع وجود أطراف متعددة (شركة الكرة، مجلس الإدارة، والجهاز الفني)، مما قد يؤثر على سلاسة إتمام الصفقة.
- الأعباء المالية واللعب النظيف:وفقًا لتقارير، زيزو وقّع عقدًا بقيمة 30 مليون جنيه سنويًا، بالإضافة إلى 20 مليون جنيه من عقود إعلانية و10 ملايين جنيه كمبلغ إضافي من أفراد داخل شركة الكرة، بإجمالي يصل إلى 240 مليون جنيه على مدار أربع سنوات.شيحة حذر من أن هذه الأرقام “الخرافية” قد تعرض الأهلي لانتهاك قواعد اللعب المالي النظيف (Financial Fair Play) التي تفرضها الفيفا، مما قد يؤدي إلى عقوبات مالية أو إدارية.
كما أن هذه الأرقام قد تضع النادي تحت ضغط مالي، خاصة مع التزامات أخرى مثل تغطية 25 مليون جنيه من خزينة النادي والباقي من رجال أعمال وشركة الكرة.
- توترات غرفة الملابس:شيحة أشار إلى أن انضمام زيزو قد يُسبب أزمة داخل غرفة ملابس الأهلي، حيث يضم الفريق نجومًا كبارًا مثل محمد الشناوي، بيرسي تاو، وإمام عاشور.هؤلاء اللاعبون قد يطالبون برواتب مماثلة، مما يهدد التوازن الداخلي للفريق.
هذا التحدي قد يؤثر على أداء الفريق في بطولات مهمة مثل دوري أبطال أفريقيا، حيث يستعد الأهلي لمواجهة صن داونز في إياب نصف النهائي يوم 25 أبريل 2025.
خلفية الصفقة: لماذا زيزو؟
أحمد سيد زيزو، البالغ من العمر 29 عامًا، يُعد أحد أبرز نجوم الزمالك والمنتخب المصري، بفضل مهاراته الهجومية وقدرته على صناعة الفارق.
عقده مع الزمالك ينتهي بنهاية الموسم الجاري، مما منحه الحق في التوقيع لأي نادٍ منذ يناير 2025.
الأهلي يرى في زيزو إضافة نوعية لتعزيز الفريق في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث سيواجه أندية مثل إنتر ميامي وبورتو.
الصفقة تُعتبر “ضربة الموسم” من الناحية الفنية والتسويقية، مع توقعات بمكاسب تصل إلى 60 مليون جنيه من بيع القمصان والإعلانات.
ردود فعل وتوترات مع الزمالك
الصفقة أثارت غضب جماهير الزمالك، خاصة بعد استبعاد زيزو من مباراة ستيلينبوش في الكونفدرالية، على خلفية توقيعه المزعوم مع الأهلي.
زيزو نفى توقيعه لأي نادٍ في بيان رسمي، مشيرًا إلى أنه يحترم جماهير الزمالك وينتظر عروض تجديد من النادي.
لكن تقارير متعددة، مثل تصريحات الإعلامي أمير هشام، أكدت أن الصفقة اكتملت بنسبة 99.9%، مع توقيع عقود في منزل محمود الخطيب، رئيس الأهلي.
في المقابل، إدارة الزمالك تحاول إقناع زيزو بالتجديد، وسط تفاؤل بحسم العرض خلال أيام.
لكن توتر العلاقة بين والد زيزو ومسؤولي الزمالك، خاصة بعد خلاف علني مع ممدوح عباس، رئيس النادي الأسبق، قد يُعقد المفاوضات.
تحليل نقدي: هل ستفشل الصفقة؟
رغم التحذيرات التي أطلقها شيحة، فإن فشل الصفقة ليس مؤكدًا.
الأهلي أظهر جدية في حسم التعاقد، مع إتمام الاتفاق مع والد زيزو ووضع شروط جزائية صارمة لمنع التراجع.
كما أن تأخير الإعلان الرسمي يعود إلى التزام الأهلي بقوانين الفيفا، التي تتطلب إخطار الزمالك مرتين خلال 15 يومًا قبل التوقيع.
ومع ذلك، هناك مخاطر حقيقية:
الجانب المالي: الأرقام الكبيرة قد تثير تدقيقًا من الفيفا، خاصة مع مشاركة رجال أعمال في تمويل الصفقة، مما قد يُعتبر خرقًا لقواعد الشفافية.
الجانب الاجتماعي: انتقال زيزو، أحد رموز الزمالك، إلى الغريم التقليدي قد يُشعل غضب الجماهير، كما حدث سابقًا مع إمام عاشور.
غرفة الملابس: إذا لم يتم التعامل بحساسية مع رواتب اللاعبين الكبار، فقد تنشأ توترات داخلية، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة مثل صن داونز.
من ناحية أخرى، الأهلي لديه خبرة في إدارة صفقات مماثلة، مثل أشرف بن شرقي وإمام عاشور، ويمتلك هيكلية مالية قوية بفضل شركة الكرة.
كما أن نفي مصدر رسمي داخل الأهلي لفكرة فسخ العقد، كما حدث مع حسني عبد ربه سابقًا، يعزز احتمالية إتمام الصفقة.
السيناريوهات المحتملة
- إتمام الصفقة: الأهلي يحسم الصفقة في يونيو 2025، مع إعلان رسمي بعد انتهاء عقد زيزو مع الزمالك.
- التجديد مع الزمالك: إذا نجحت إدارة الزمالك في تقديم عرض مغرٍ، قد يتراجع زيزو عن الاتفاق مع الأهلي، مستفيدًا من الشروط الجزائية.
- فشل الصفقة: إذا تصاعدت التوترات أو فشل الأهلي في الالتزام بقواعد الفيفا، قد يتم إلغاء التعاقد، لكن هذا الخيار يبدو الأقل احتمالًا.
