قوانين صارمة وعادات غريبة تحدث في قرية خصصت للنساء فقط على أرض المحروسة، الرجال محرم عليهم دخولها، من تفكر من سكانها في الحب والارتباط، لا يتوقع أحد ماذا يحدث معها، فما هي قصة قرية السماحة بمصر؟
هل سمعت عن مكان يعيش فيه النساء فقط، حتى أبنائهم بعد وصولهم لسن البلوغ يفارقون أحضان أمهاتهم، ويرحلون عن هذا المكان بسبب إقبالهم على الزواج؟
ليس هذا هو الأمر الأكثر غرابة في هذا المكان، لكن القوانين الموضوعة للإقامة به وضعتها الحكومة بنفسها، بل الأمر المدهش أن التي تخالف قوانين الزراعة والإقامة تطرد على الفور منه.
هناك على أرض المحروسة، وتحديدًا على بعد حوالي 120 كيلومترًا عن محافظة أسوان في مصر تقع قرية تسمى السماحة، التي يفعل بها ما لا يتخيله عقل.
فرغم أن تلك الأفعال قد تكون مخالفة لعادات وتقاليد بعض الشعوب والدول، وحتى معظم مدن المحروسة، إلا أن أفعال السيدات بتلك القرية مقننة من قبل الحكومة المصرية.
لا يستطيع أي رجل أن يدخل تلك القرية، لا سيما أن هذا المشروع خصص فقط للسيدات، فكل من هن بداخل القرية من السيدات المنفصلات، أو التي رحل عنها زوجها أو حتى أبنائهن أو بناتهن.
لكن الأغرب أن الحكومة نفسها هي من ألزمت النساء اللاتي يقمن فيها بعدم دخول الرجال، فلا يزورها رجل ولا يدخلها رجل لإجراء أي أعمال أو حتى توصيل طلب من المطالب.
سيدات يمارسن كل الأعمال الممكنة لهن وحتى الأعمال الشاقة هن من يمارسنها على أرض القرية، فهن من يزرعن ويحرثن الأرض، ويربين الماشية.
ويبدعن بأيديهن صناعات وأعمال يدوية يتم توريدها إلى المحافظة أو إلى الخارج لكي تأتي بعائد مادي كبير يكفي لاحتياجاتهن،فمنذ عام 1998 عندما اتخذت وزارة الزراعة قرارا بتخصيص قريتين جديدتين للسيدات المطلقات والأرامل فقط، فكانت السماحة إحداهن لتعيش فيها 303 أسر من النساء وأولادهن فقط.
ما يكفي السيدة وأولادها للعيش والإقامة يتم توفيره من قبل الحكومة، فتأخذ كل سيدة منهن بمجرد دخولها القرية منزلًا وقطعة أرض مساحتها 6 أفدنة.
بل إنه يتم تقديم الكثير من المساعدات لسيدات القرية من خلال القائمين على المشروع أو المنظمات الدولية، حيث يتم توفير أثاث ومفروشات وأدوات زراعية ومستلزمات الزراعة لهن،فضلًا عن منحهن قروضا قصيرة الأجل يتم تسديدها بعد مرور عام واحد، وأيضاً قروض لتربية الحيوانات يتم تسديد قيمتها خلال 3 سنوات.
لكن بالنظر إلى منازل القرية فهي مكونة من طابق واحد، وقامت الحكومة بدعم هذه المنازل ماليا، حيث تسدد السيدة الأقساط مقابل الانتفاع بها.
ليس هذا هو المدهش في الأمر، بل المفاجأة تكون حينما تبدأ إحدى السيدات في القرية أو حتى بناتهن في التعلق بشاب أو الرغبة في الارتباط،فقد انقطعت إقامتها مع نظيراتها، ويتم على الفور سحب الأرض التي تحت حيازتها، والمنزل وتطرد خارج القرية، لا سيما أنها أخلت بشروط الانتفاع والإقامة.
ليس هذا فحسب، لكن ابن أي سيدة منهن حينما يبلغ السن القانوني للزواج ويبدأ في الارتباط ولو حتى عاطفيًا بيافعة من بنات القرية، أو حتى الزواج من خارجها، فعليه أن يودع والدته ويترك القرية ويرحل، لا سيما أن الرجال ممنوعون من الإقامة على هذه الأرض، فهذا الشاب أصبح يمثل خطرًا على سيدات القرية ولا بد من خروجه منها.
بل إن الزراعة الوحيدة المحرمة على أرض هذه القرية هي قصب السكر، فمن تثبت أنها زرعتها لا تتلقى السماد من الوحدة الزراعية،فبرأيكم كيف رأيتم هذه القرية العجيبة على أرض مصر؟