منوعات

قصة الفتاة المعجزة والأسطورة الباقية التي ضربت الأرض بقدميها فانهمر المصر

إذا ذهبت يوما إلى الجزائر فبالتأكيد سوف تسمع قصة غريبة وعجيبة عن امرأة جميلة تسمى غنجة، قصة محفوظة في التراث الجزائري.

جعلتنا نحاول أن نبحث عن قصتها الحقيقة وسر تعلق الجزائريين بهذه الأسطورة ، فيقولون عنها إنها الفتاة التي استطاعت إنقاذ شعبها، وأنها توسلت للسماء من أجلهم، فما هي قصتها وما سر تقديسهم لها ؟

حكاية غنجة

يحكي قديما أنه كان هناك فتاة جزائرية تدعى غنجة ، كانت تعيش وسط عائلة ثرية للغاية ، وكانت تتمتع بجمال خلاب، وكانت لا تعرف في الدنيا إلا أهلها وعائلتها .

كانت تعيش حياتها بأمان تام لا تخاف من شئ، أحيانا كانت تخرج مع أخواتها ويسمع الناس صوتها العذب الجميل . ولكنها في الغالب كانت موجودة في منزلها لا تخرج إلا نادرا.

وزادت الأسطورة الشعبية في تخيل غنجة فكان البعض يقول سمراء جميلة والبعض الآخر يقول بيضاء والبعض يقول إن لديها أعذب صوت يمكن أن يسمعه أحد .

كان كل شئ جميلا بالنسبة لحياة غنجة ، حتى حلت على البلاد رياح قوية حارة للغاية ، قضت على الأخضر واليابس وأصبح عام جفاف على البلاد كلها.

عانى الناس وبال موات الزرع وعانوا من العطش ونفقت الحيوانات وكان عاما من القحط لم يرى مثله أبدا .وعانت غنجة وعائلتها فحتى نافورات المياه التي كانت في بيتها جفت تماما .

ومن شدة اليأس ، لجأ الناس إلى الشعوذة و الممارسات السفلية ولكن بلا جدوى، وهنا اقترح أحد أهل المدينة أن يتم اختيار فتاة عذراء جميلة وتقدم كقربان للسماء ، تخرج حافية القدمين وتتضرع إلى السماء في وسط المدينة حتى تهدأ اللعنة ويهدأ القحط ، وتعود المياه مرة أخرى إلى المدينة . ووقع الاختيار على غنجة .

خروج غنجة كقربان

بعد ما ذهبوا إلى والد غنجة لم يجد حلا إلا أن يخرج ابنته كما طلبوا منه ، ويخرجها جهارا نهارا أمام الناس جميعا وبعد أن خلعت نعليها وفردت شعرها.
وأخبرها والدها أن كل ذلك لابد منه حتى تعود المياه إلى المدينة مرة أخرى وينتهي هذا العذاب،والجميع يتساءل هل ستكون غنجة السبب في نزول المطر وانتهاء القحط ؟!

المعجزة تتحقق

وما أن وطأت قدم غنجة الأرض خارج منزلها حتى أتت ريح قوية وامتلأت السماء بالغيوم وحدثت المعجزة ونزل المطر ليس ليوم واحد بل لمدة ثلاث أيام وأربع وليالي كاملة.
فرح الناس بشدة وظلوا يهللون وأخذوا يجتمعون عند بيت غنجة يرقصون ويهللون فرحين بما حدث،واعتبروا أن غنجة هي سبب الخير وأن ما فعلته هو معجزة إلهية.

خوف أبيها

ظل الناس يترددون على بيت غنجة وأهلها ، حتى شعر والدها بالخوف الشديد عليها،فأخذها إلى بيت في الغابة وعين عليه حراسا، وأخفاها عن أعين الجميع، حتى لا يصل إليها أحد.

عند هذا الجزء توقفت قصة غنجة فلا أحد يعرف ما الذي حدث لها بعد ذلك وهل ظلت وحيدة في هذا البيت وهل تزوجت وأنجبت؟لم تذكر الحكاية أي شئ عنها بعد ذلك

تراث القصة

ظهرت قصائد وقصص وحكايات وأغاني عن غنجة بل إنه حتى الآن عندما يحدث جفاف أو أيام تشتد فيها الحرارة يخرج الصغار والكبار ويغنون باسم غنجة.
ويقال إن لها تمثالا صنعه الأهالي قديما لفتاة جميلة تطلب من الله هطول المطر، وتبقى حكاية غنجة الجميلة أسطورة حفرت في وجدان الشعب الجزائري.
ويرمز إلى قوة المرأة وخصوبتها التي تشبه خصوبة الأرض ، فكانت الأرض تعبد قديما بوصفها أما، وفقا للمعتقدات القديمة
وتبقى واحدة من أكثر القصص الشعبية الجميلة في الجزائر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى