حقيقة مدينة النحاس التي بناها الجان وحيرت العالم

مدينة حيرت العالم بحث عنها الكثير من المستكشفين وظلت تلوح في خيال المغامرين والباحثين عن العجائب إنها المدينة الغامضة العجيبة التي ظلت لقرون طويلة مادة خصبة للحكايات الأسطورية بل وكان وجودها نفسه غامضا فلا أحد يعرف إن كانت موجودة في الحقيقة أم أنها مجرد مدينة من صنع الخيال .

رحلة البحث عن المدينة الأسطورية

عرفت مدينة النحاس بين المؤرخين والمستكشفين القدماء بأنها مدينة عجيبة بناها الجان في عهد سيدنا سليمان وأخفوها عن الأعين .

وبحث عنها الكثير من الملوك والرحالة ، وأرادوا أن يعرفوا أين مكانها بالتحديد ، حتى أن مؤرخين كبارا ومشهورين مثل ابن خلدون في تاريخه وياقوت الحموي في معجم البلدان ذكروا القصة العجيبة لموسى بن نصير أثناء بحثه عن المدينة بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان . وإن كانوا شككوا فيها واعتبروها خيالية ومفارقة للمنطق ومنافية للطبيعة .

كيف وجدها حاكم المغرب ؟

حين أمر عبد الملك بن مروان حاكم المغرب موسى بن نصير بالبحث ععن مدينة النحاس ، وفق ما ذكره العديد من المؤرخين مثل المقريزي وابن كثير، فقد توجه موسى بن نصير مع جيشه إلى منطقة قرب مضيق يفصل بين بلاد المغرب ودولة الإفرنج ، عرف بعد ذلك بمضيق جبل طارق قرب مدينة طنجة ، وقيل بالقرب من صحراء تطوان ، وجد موسى مدينة صفراء بأسوار عالية لا يمكن الوصول إلى نهايتها ، وتبدو من الداخل مزينة بالقصور والأماكن الغريبة والعجيبة، فقرر موسى دخولها وعرف أنها هي نفسها مدينة النحاس .

المدينة المحصنة

وأمر رجاله أن يبحثوا عن أبواب المدينة فلمك يجدوا لها بابا، فأمرهم بالحفر تحت الأسوار النحاسية الصفراء فحفروا حتى وصلوا إلى المياه، ووجدوا الأسوار غائرة في الأرض ومؤسسة بطريقة لا يمكن الوصول إلى أغوارها، فقرر بناء أبراج ضخمة للصعود فوق الأسوار ، وأمر أكثر من رجل بالصعود ووعده بمكافاة وصلت ألف دينار ، وكان كل رجل شجاع يصعد فوق الأبراج ينظر إلى داخل المدينة ويصفق ويرمي نفسه إلى الداخل.

ويسمع القوم خارج الأسوار أصوات صياح وغناء وصخب كبير بالداخل يستمر لمدة ثلاثة أيام ثم يختفي ، وحين قرر رجل الصعود والعودة طلب من الجنود أن يربطوه بحبل حتى لو حاول القفز داخل المدينة يجذبوه إلى الخلف ويعيدوه إلى خارج السور ، وبالفعل حين سعد إلى الأعلي صفق بيديه ورمى نفسهبالدخل فجذبوه بالحبل ، وكانت المدينة تجذبه للداخل ، وبين الشد والجذب انقسم الرجل إلى نصفين نصف داخل المدينة والنصف الآخر خارج أسوار المدينة .

اليأس من الدخول

يبدو أن القائد يئس من دخول المدينة وقرر العودة إلى الخلف واعتبرها مدينة خطيرة ، وفي طريق العودة وجد أقبية وغابة حاول دخولها ولكنه وجد تحذيرات مكتوبة فوق قطعة من نحاس ، وخرج على بعض جنوده نوعا من النمل الضخم قضوا على الجنود وعلى خيولهم أيضا.

واعتبر الكثيرون تلك الحكاية من الحكايات الأسطورية التي أشيعت عن تلك المدينة العجيبة ، وقد ورد ذكرها في الكثير من قصص الحكايات العجيبة مثل ألف ليلة وليلة ، وحتى الآن لا أحد يعرف حقيقة هذه المدينة وما إن كان لها وجود أم لا .

Exit mobile version