لا تزال المدينة العتيقة بالعاصمة تونس تحتفظ بعبق التاريخ، ففي كل شارع وكل زقاق وكل ركن قصص قديمة وأساطير مازالت تلقي بظلالها علي حاضر المدينة ويتناقلها الاشخاص، من بين هؤلاء سباط العروسة الذي يتجنبه المارة، حتى لا تنتقم منه روحها، فأين اختفت العروس ؟ وكيف تظهر للعابرين من السباط؟ وما سبب غضبها من الضحك ؟ كل ذلك في ملخص القصة
الزقاق المسقف بناء عثماني موجود في مدن عدة بتونس العاصمة أو بمحافظات أخرى مثل القيروان وسوسة وقابس وصفاقس، والزقاق المسقف يسمى “سباط” باللهجة التونسية.
من بين الحكايات الغريبة المتداولة في تونس حكاية تقول إن ثمة لعنة على زقاق يتوسط المدينة القديمة بالعاصمة تونس يعرف بـ”سباط العروسة”، وهو زقاق ضيق مظلم ومسقوف له مدخل في شكل قوس يتجنبه المارة خوفاً منه، فهو يبتلع كل من يمر عبره كما تقول الأسطورة القديمة.
وتعود تفاصيل الاسطورة الشعبية لسباط العروسة إلى العهد الحفصي (1228 – 1573م)، إذ تم إجبار فتاة على الزواج برجل لا تحبه، وفي يوم الزفاف ركبت العروس عربة يجرها حصان، وعند مرورها من تحت قبو مظلم انشقت الأرض وتحولت إلى بئر عميق ابتلعها هي وكل من كان معها، ولم يبق إلا لباس العروسة شاهداً على الواقعة.
ومنذ ذلك الوقت والحكايات تروى بحثا عن السر وراء اختفاء العروس بينما بعضهم يؤكد أن رواية ابتلاعها في الممر فقط لإلهاء الناس عن القصة الحقيقية وراء اختفائها من قبل زوجها أو والدها.
وباتت روح العروسة لا تفارق هذا الزقاق حتى إن المارة هناك إن أجبروا على المرور فإنهم يحبسون أنفاسهم، لأن الأسطورة تقول إن من يضحك فستنتقم منه العروس وتبتلعه الأرض في ظلام دامس ويختفي كما اختفت هي.
ولم تنته هذه الحكايات الشعبية بفقدان العروس فقط بل تناقل الناس منذ ذلك الزمن البعيد أن صراخ العروس المختفية يسمعه كل من يمر من هذا المكان.
الأم مريم وهي سيدة سبعينية تسكن إلى جوار هذا الزقاق تقول، “منذ كنت طفلة صغيرة وأنا أسمع هذه القصة وكانت أمي تخيفنا بها لتمنعنا من الخروج، وحتى اليوم تواصل خوفنا منه ولا أتذكر أني مررت منه طوال حياتي، فأنا أصدق ما يقوله أجدادنا.
ونظرة المارة إلى هذا الزقاق أصبحت تتغير شيئاً ما على رغم بعض التوجس، حتى إن أحدهم فتح مقهى قريباً من نهج سباط العروسة وسماه باسم النهج، ليبعث الروح في هذا المكان الهادئ والمخيف.