تصاعدت الأحداث داخل القارة العجوز إلى مستوى آخر بعد التلويح باستخدام النووى، من قبل القوى المتنافسة، فى خطوة هى الأصعب على الكوكب بأكمله، لتكون أسوأ مواجهة مع الغرب منذ حالة التنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات، والتى عرفت باسم “الملحمة الباردة”، فماذا حدث جعل بوتين ينشر القاذفات النووية؟
وصلت الأحداث فى شرق القارة العجوز إلى ذروتها، وتصاعدت اللهجة الحادة بين الكرملين والناتو إلى درجة كبيرة، فأصبح الوضع على شفا ملحمة نووية كما حدث فى أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.
فأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زاد عدد قاذفاته الاستراتيجية المتمركزة في قاعدة جوية بالقرب من الحدود الفنلندية والنرويجية.
وتأتي هذه الخطوة وسط توتر شديد بشأن ما إذا كان بوتين يخطط لتصعيد عمليته في أوكرانيا إلى مستوى آخر بعد خطوته الأخيرة الأسبوع الماضى.
وزاد الرئيس الروسي تدريجيا من عدد القاذفات الاستراتيجية في قاعدة أولينيا الجوية، حتى وصلت إلى 11 قاذفة تفوق سرعة الصوت من طراز توبوليف 160 الملقبة بالبجعة البيضاء.
كما أن هناك 7 قاذفات استراتيجية من طراز تو-160 والتى تستطيع حمل أسلحة نووية، وأربع طائرات من طراز تو-95 في المنشأة الواقعة في شبه جزيرة كولا، الموجودة في أقصى شمال غرب روسيا، وفي الدائرة القطبية الشمالية،
وتتمركز القاذفات على بعد حوالي 185 كم من حدود النرويج العضو في الناتو، وعلى بعد حوالي 152 كم من فنلندا التي ستصبح قريبا عضوا في الحلف.
ويستعد الجيش الروسى لإجراء مناوراتها النووية السنوية مع نهاية شهر أكتوبر، والتى يتم إطلاقها تحت اسم “جيروم”، وتختبر فيها موسكو قاذفاتها وغواصاتها وصواريخها ذات القدرة النووية، حيث ستشتمل على مناورات موسعة لقواتها النووية الاستراتيجية، بما في ذلك عمليات إطلاق صواريخ حية.
وفى إطار خطة الردع والردع المضاد، يجرى الناتو تدريبه النووي السنوي “ستيدفاست نون” بمشاركة نحو 60 طائرة، حتى يوم 30 أكتوبر الجارى.
وأكدت المتحدثة باسم حلف الناتو، أن “ستيدفاست نون” هو تدريبًا روتينيا، وليس مرتبطا بأي حدث من الأحداث العالمية الحالية”، مؤكدة أنه لن يتضمن استخدام أي أسلحة حية، حيث يساعد هذا التدريب في ضمان بقاء الردع النووي لحلف الأطلسي في أمن وأمان وفعالية”.
ومن جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج ” نحن نريد أن نُبعد أيّ تهديد عن أراضي دول “الناتو”، لكن لا نرغب في أن تُسيء روسيا فهم ذلك على نحو يدفعها إلى التصعيد.
فيما تحدث مسؤولون أمريكيون، إنه تم التخطيط للتدريب النووي السنوي الذي يجريه الناتو قبل الوقائع فى أوكرانيا وأنّ هذا التدريب يجري بشكل دوري في نفس الوقت تقريباً من كل عام منذ أكثر من عقد.
وكشف المسؤول الأمريكي، أن الجزء الأكبر من هذه التدريبات سوف يجري على مسافة أكثر من 1000 كيلو متر من روسيا، بمشاركة 14 دولة من دول الناتو.
ولفت إلى أن تدريبات الناتو ستشمل مقاتلات قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، ولكنها لا تشتمل على قنابل حية، وقاذفات عسكرية أمريكية “بي ـ 52”.
وفي إشارة إلى أن واشنطن تراقب عن كثب الترسانة النووية الروسية، أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية، أن الولايات المتحدة نشرت ما لا يقل عن طائرتي تجسس من طراز آر.إس-135 كوبرا بول تستخدمان لتتبع نشاط الصواريخ الباليستية، بالقرب من الحدود الروسية.
يذكر أن آخر تدريب أجرته روسيا لقواتها النووية كان في فبراير، قبيل دخول أوكرانيا، في خطوة اعتقد مسؤولون آنذاك أنّها كانت تهدف إلى “إثناء الغرب عن دعم كييف”.
ما يحدث فى شرق أوروبا من تصاعد للأحداث، يجر العالم إلى نقطة اللاعودة، لاسيما أن جذوة التهديدات بين المعسكر الروسى والناتو وصلت إلى مرحلة صعبة، فهل يكون هناك حل فى القريب العاجل لكتابة فصول نهاية المغامرات الروسية فى شرق أوروبا؟