بين هزة أرضية ضخمة وأصوات الصراخ وانهيارات بالمبانى وهروب إلى الشوراع، عاش سكان تركيا وسوريا أوقاتا صعبة فقدوا فيها أحبائهم تحت الأنقاض، زلزال ضخم أكدت صحيفة نيويورك تايمز أنه كان قويا مثل زلزال 1939، الذى يعد الأقوى على الإطلاق فى تاريخ تركيا، إلا أن يتنبأ به أحد قبل حدوثه بثلاثة أيام كاملة، كيف نجح العالم الهولندي في توقع مكان وموعد الزلزال؟
استيقظ العالم في الساعات المبكرة، على حادثة زلزال ضرب بقوة جنوب تركيا وشمال سوريا، بمقياس 7.8 درجة ريختر، مما أدى إلى ضحايا بالمئات وانهيار مبان والمئات تحت الأنقاض مازلوا يبحثون عن حبل للنجاة.
قبل ثلاثة أيام فقط، توقع الباحث الهولندي فرانك هوجربيتس، أحد العاملين في منظمة مسح هندسة النظام الشمسي الواقعة في هولندا، وقوع ذلك الزلزال الضخم، وغرّد عبر حسابه بموقع تويتر: عاجلًا أم آجلًا سيقع هناك زلزال بقوة 7.5 أمتار في هذه المنطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان.
فرانك هوجربيتس هو باحث من هولندا، والملقب بخبير الزلازل العالمي، وحصدت تغريدته قرابة 4 ملايين مشاهدة حتى الآن.
وكان هوجربيتس نال شهرة واسعة عبر السنوات الماضية مع توقعاته العديدة بخصوص الهزات الأرضية والزلازل، التي صحت بنسبة لا بأس بها، وسط تأكيد المتخصصين الجيولوجيين وعلماء أنه لا توجد طريقة للتنبؤ بوقت وتاريخ وقوع زلزال.
وفقاً للموقع الإلكتروني التابع للهولندي، إن الزلازل تميل للحدوث عندما تصل كواكب إلى مواقع محددة في النظام الشمسي، لكن بالوقت عينه قال هوجربيتس في تغريدة عام 2019: “من فضلكم، لا تأخذوا انطباعاً بأنه يمكننا التنبؤ بمواقع الزلازل، لا يمكننا ذلك! نركز على هندسة كوكبية محددة في محاولة لعزل المناطق الزمنية الحرجة المطبقة على الكوكب بشكل عام”.
وغالباً ما تأتي تنبؤات هوجربيتس من برنامج تم إنشاؤه من ولعه بالنظام الشمسي وحركة الكواكب، بالإضافة إلى مهارة والده في هندسة الكمبيوتر وتقنيات المعلوماتية، وبفضل البرنامج الذي طوره بمساعدة والده، يمكنه رؤية حركات الأجسام والكواكب في الفضاء واستخراج بعض التنبؤات.
ووقع بالفعل فجر الإثنين زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر أنهى بحياة نحو 2000 شخص شخص في حصيلة قابلة للارتفاع نظرا لوجود أعداد من الناس تحت الأنقاض.
وشرح الخبير الهولندي سبب توقعه بعد حدوث الزلزال قائلا: “قلبي مع كل من تضرر من الزلزال الكبير في وسط تركيا، كما ذكرت سابقًا، سيحدث هذا عاجلاً أم آجلاً في هذه المنطقة، على غرار عامي 115 و 526، هذه الزلازل تسبقها دائمًا هندسة حرجة للكوكب، كما حدث في 4-5 فبراير”، حسب قوله.
وحذر هونجربيتس من الهزات الارتدادية قائلا الإثنين: ” راقبوا النشاط الزلزالي القوي الإضافي في وسط تركيا والمناطق المجاورة، عادة ما تستمر الهزات الارتدادية لفترة من الوقت بعد وقوع زلزال كبير”، حسب قوله.
وكشفت السلطات التركية، أن توابع الزال لم تنتهي بعد، بل تخلف عنه أيضاً انهيار عدد كبير من المباني، ومازال رجال الإنقاذ يساعدون في انتشال عشرات المتواجدين تحت الأنقاض، موضحة أن الدولة التركية تطالب الدول بتقديم المساعدات الدولية.
وأعلن المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، أن الزلزال الذي شهدته تركيا كان على عمق 10 كيلومترات بالقرب من مدينة “كهرمان مرعش” بجنوب تركيا.