منوعات

طلاب دمشق يتغلبون على أزمة استمرار انقطاع التيار الكهربائي بحيلة غير متوقعة

في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة دمشق، بسبب تهاوي القدرة الاقتصادية للبلاد، لم يجد الطلاب والعاملون أمامهم خيارا سوى أن يسلكوا هذا المسار الإجباري.. فماذا فعلوا ؟

شح الوقود

على وقع أزمة الكهرباء وشحّ الوقود، وجد الطلاب أنفسهم في مأزق حقيقي ربما يكلفهم الكثير ويؤثر على مستقبلهم خاصة في أيام الامتحانات.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وشحّاً في الوقود والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد والمستخدمين في النقل والتدفئة.

منذ ثلاثة أعوام تقريبا زعمت حكومة النظام أن خسائر قطاعي الطاقة والمحروقات تجاوزت مئة مليار دولار، من جراء المعارك وفقدان النظام السيطرة على حقول كبرى فضلاً عن العقوبات الاقتصادية المشدّدة عليها.

تضرر المحطات

ومع بدء المواجهات في البلاد قبل نحو 13 عاماً، جرى استنزاف قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن السيطرة، وتضرّر محطات توليد وأنابيب في القصف من جهة أخرى.

في منطقة باب توما المعروفة بحاناتها ومقاهيها في شرقي دمشق، تحوّل الأمر إلى قاعة دراسة يسودها الهدوء والسكينة، حيث تواجد الطلاب والعاملين داخل المقاهي لأداء عملهم بانتظام دون انقطاع التيار الكهربائي.

كافة الشباب يعانون من مشكلات في الكهرباء والمواصلات والتنقل، فانتهجوا هذا النهج بل وفي في كثير من الأيام يفضل بعضهم النوم داخل المقهى بدلاً من التوجه إلى المنزل.أصبحت المقاهي في دمشق هذه الأيام تختصر ثلاث أزمات على الأقل، الكهرباء والإنترنت والدفء.

العمل والدراسة

مع الإقبال المتزايد من رواد يرغبون في العمل أو الدراسة، اضطر أصحاب المقاهي إلى إعادة ترتيبها وتوفير مساحات أكبر، فأصبحت الطاولات أشبه بمقاعد دراسية، وضاعفوا عدد مقابس الكهرباء لشحن الهواتف والحواسيب وكذلك البطاريات التي يستخدمها الرواد لتوليد الطاقة.

تسود حالة من الهدوء داخل المقهى الذي يدخله كثير من الضوء بينما بعض الرواد غارقون بين كتبهم وأوراقهم، وآخرون يتسمّرون أمام شاشات الحواسيب أو يتصفحون هواتفهم.

أحد الطلاب يقول إن ارتياد المقهى ليس خياراً بالنسبة إليّ بل ضرورة هنا يتوفر الإنترنت والكهرباء، فور وصولي، أخرج الأجهزة كافة لأعيد شحنها، وأحضر أحياناً أجهزة شقيقتي وهي تقوم بالمثل حين تخرج إلى أي مقهى، لتبقى جميع البطاريات لدينا مشحونة.

الفتيات السوريات

وتقول إحدى الفتيات السوريات أنه تتردد بانتظام منذ عام إلى مقهى في وسط دمشق بات أشبه بمكتبها حيث تنجز عملها وتعقد اجتماعاتها وتستوحي أفكارها في مجال تصميم الإعلانات، مستفيدة من توفر الكهرباء بشكل متواصل.

فهي تحتاج للكهرباء طيلة الوقت وتستوحي أفكاراً كثيرة من الناس الحاضرين هناك. ولولا وجود المقاهي لتوقفت الفتاة عن العمل، على وقع انقطاع الكهرباء في المنزل لساعات طويلة.

إنها واحدة من سوريين كثر يجدون في المقاهي مساحة لإنجاز أعمالهم، خصوصاً الطلاب والعاملين بدوام حرّ، على وقع تقنين طويل في ساعات التغذية بالتيار يصل إلى عشرين ساعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى