الغضب ينصب على الولايات المتحدة الأمريكية، الأعاصير والعواصف المدمرة تضرب كل مكان هناك، تاركتي ورائها الكثير من الضحايا ودمار يقدر بمليارات الدولارات، فهل تكتب الطبيعة السطور الأخيرة ل أمريكا، ولماذا هي دون غيرها الأكثر عرضة لتلك الأعاصير المدمرة، إليكم التفاصيل.
ضربت عواصف شديدة مناطق الجنوب والغرب الأوسط الأميركي، ما أدى إلى حدوث أعاصير قمعية “تورنادو” مميتة أطاحت بالبيوت، حيث اجتاحت خلال الثلاث الأيام الماضية الأعاصير العنيفة العديد من الولايات الأمريكية خاصة الواقعة في الأجزاء الجنوبية الغربية، حيث تعرضت كل من الولايات الست “أركنسو، وميسيسبي وتينيسي، وإيلينوي، وإنديانا، وألاباما” للأعاصير المدمرة التي أحدثت دمارا كبيرا.
وقال موقع “باور أوتدج” الأميركي، إن الأعاصير تسببت في قطع التيار الكهربائي عن نحو 650 ألف منزل على الأقل في كل من بنسلفانيا وأوهايو وكنتاكي وفرجينيا الغربية وتينيسي.
وأوضحت السلطات في ولايات أركنسو وميسيسبي وألاباما بجنوب البلاد، أن الأعاصير تسببت في أن يقلي 17 شخصا حتفهم، بجانب الدمار الكبير في البنية التحتية والمنازل، موضحة أن أزالت الأنقاض التي خلفتها الأعاصير تحتاج إلى شهور.
ومن جانبها حذرت إدارة الأرصاد الجوية الأمريكية ولايتي بنسلفانيا ونيويورك من الرياح العاتية، مشيرة إلى احتمالية أن تضرب الأعاصير القوية الولايتين خلال الأيام القادمة.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول التي تتعرض للأعاصير في العالم، حيث يبلغ متوسط الأعاصير التي تتعرض لها أكثر من 1150 سنويا، حيث يفوق الأعاصير التي تضرب أميركا سنويا كلا من أستراليا وكندا وجميع الدول الأوروبية مجتمعة.
وتتعرض جميع الولايات في أميركا لإعصار واحد على الأقل وبعضها يعاني العشرات منها كل عام، وتعد ولاية تكساس هي الولاية الأكثر عرضة لهذه الكارثة الجوية حيث يبلغ متوسط الأعاصير التي تتعرض لها ل 140 إعصارا سنويا.
وهنا قد يتساءل البعض لماذا الولايات المتحدة الأكثر عرضة للأعاصير عن غيرها من دول العالم، وفي هذا الشأن قال الدكتور هارولد بروكس، كبير العلماء في مختبر NOAA الوطني للعواصف
أن المكونات الأساسية التي تحتاجها الأعاصير لكي تتشكل هي الرياح الأفقية والهواء الدافئ والرطب بالقرب من الأرض، بالإضافة إلى الهواء البارد والجاف نسبيا
مشيرا إلى أن أنظمة الضغط المنخفض في الولايات المتحدة تقوم بسحب الهواء البارد الجاف عاليا من الصحراء في الجنوب الغربي أو جبال روكي، والهواء الدافئ الرطب من خليج المكسيك، منوها إلى أن الولايات التي تقع بين هاتين المنطقتين تكون معرضة أكثر من غيرها للأعاصير القوية
وأوضح “بروكس” أنه لا يوجد مكان آخر على سطح كوكب الأرض يحتوي على المياه الدافئة الكبيرة على جانبه الاستوائي مع مجموعة كبيرة من الجبال الممتدة من الشمال إلى الجنوب وإلى الغرب.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، هل يلعب التغير المناخي دورا كبيرا في أن يجعل الأعاصير القادمة أكثر قوة وعددا؟