يبدو أن الجيوش والطائرات ووسائل الدفاع الجوي لـ 30 دولةً، أعضاء فى أهم تحالف عسكري غير كافية لتأمين الحدود والأعماق، ففى خطوة مفاجئة أعلن حلف الناتو تكوين جيوش جديدة تحت الماء، فى إطار التنافس القوى مع روسيا والعمليات العسكرية على الجبهات بشرق أوروبا والذي يمثل خطورة كبيرة على موارد الحلف فى المنطقة.. فهل تقف روسيا ساكنة أمام التحرك المفاجئ للناتو؟
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى “ناتو”، ينس شتولتنبرج، إنشاء خلية تنسيق البنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر فى مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بقيادة الفريق هانز فيرنر ويرمان، وهو ضابط عسكرى ألمانى سابق بارز الذى كان يشغل منصب المدير العام لهيئة الأركان العسكرية الدولية لحلف الناتو.
وقال شتولتنبرج، إن الخلية من شأنها تسهيل التعامل فيما يختص بصناعة البنية التحتية الحيوية، مع جمع أصحاب المصلحة العسكريين والمدنيين الرئيسيين معًا، لتبادل أفضل الممارسات والاستفادة من التقنيات المبتكرة وتعزيز أمن البنية التحتية البحرية لدول الحلفاء.
من جانبه، أعرب الفريق ويرمان عن شكره للأمين العام على ثقته فيه، وكذلك عن سعادته لتولى قيادة خلية حماية البنية التحتية الحرجة تحت سطح البحر، مشيرًا إلى أنها ستتيح تنسيقًا أفضل بين أصحاب المصلحة العسكريين والمدنيين الرئيسيين ومع مسئولى الصناعة بشأن قضية حيوية لأمن الحلفاء.
تجدر الإشارة إلى أن التخريب الذى حدث فى خطى أنابيب نورد ستريم 1 و2 فى سبتمبر الماضى سلط الضوء على ضعف خطوط أنابيب الطاقة وكابلات الاتصالات، حيث استجاب حلفاء الناتو على هذا الهجوم بزيادة وجودهم العسكرى بشكل كبير حول البنية التحتية الرئيسية، بما يتضمن السفن وطائرات الدوريات، كما شكل الناتو والاتحاد الأوروبى أيضًا فريق عمل مشترك فى يناير الماضى لحماية البنية التحتية الحيوية.
وكانتا برلين وأوسلو طلبتا مساعدة “الناتو” لحماية البنية التحتية تحت الماء، وذلك لمنع التخريب في المستقبل، بدعم من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لتعزيز حماية الجرف النرويجي بعد الحادث الذي وقع على خطوط أنابيب الغاز “السيل الشمالي” نورد ستريم 1 و2.
وكثّف أعضاء الناتو منذ استهداف نورد ستريم المراقبة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات والسفن والغواصات وأنشأوا ما يشبه درعاً مضاداً للطائرات المسيّرة فوق بحري الشمال والبلطيق
. كما أعلنت المملكة المتحدة عن استثمارها في سفن خاصة تساعد في تأمين خطوط الأنابيب وكابلات البيانات التي فوق قاع البحر.
وتشمل البنية التحتية الحيوية تحت الماء خطوط أنابيب الغاز والكابلات، إلا أن أهم مكونات البنية التحتية التي تحاول أوروبا الحفاظ عليها خط أنابيب البلطيق ويمكن لهذا الخط نقل ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً من النرويج إلى بولندا مروراً بالدنمارك، كابلات إيست لينك ونورد بالت التي تنقل الكهرباء ما بين السويد وليتوانيا وإستونيا وفنلندا، وخطا أنابيب يوروبايب الثاني ولانجليد، تتعرض خطوط الأنابيب التي تحمل الغاز الطبيعي النرويجي إلى ألمانيا وبريطانيا بشكل خاص للخطر لأن أغلب مسارها الذي يمتد لأكثر من 1609 كيلومترات يمر عبر مياه قاسية جداً.