خطة سرية لأوكرانيا لإدخال بوتين قفص الاتهام

تسببت فيه روسيا وتم بآليات عسكرية أوكرانية.. إلى تلك النتيجة خلصت التقارير الاستخباراتية بحوزة حلف شمال الأطلسي «الناتو» بشأن حادث طال بولندا العضو في الحلف الذي وعد بسلسلة إجراءات وتدابير عسكرية لاحقة لمنع تكرار الحادث.

التقارير الاستخباراتية التي وضعت على طاولة القادة العسكريين لحلف الناتو، قامت على عمليات تتبع أمني شديدة الدقة لرسم تصور كامل عن أسباب وملابسات الحادث الذي لم يكن سهلا على حلف شمال الأطلسي أن يتركه يمر مرور الكرام؛ لأنه يمس سيادة الدول الأعضاء كافة وسمعتها العسكرية المتعلقة بمدى قدرتها على الردع.

الحلف سارع إلى عقد اجتماع بشأن سقوط المقذوفات في غضون 24 ساعة من الحادث، بل أعلن التعبئة العامة بشأن المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، وعزا وقوع الحادث إلى كثافة إطلاق المقذوفات الروسية ضد أوكرانيا.

الدبلوماسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، لم يستبعد أن تكون أوكرانيا هي التي قامت بحادث بولندا لجر الناتو إلى وضع الدب الروسي في قفص اتهام في مواجهة الناتو.

الناتو اعترف أيضًا بأن الوضع في الجبهات الشرقية لأوكرانيا بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم وتقدير الموقف العسكري واللوجستي، بحيث يضمن ذلك التقييم وضع تصور للوضع العسكري المرتقب خلال الفترة المقبلة، أمام احتمالات كبيرة لمفاجآت صعبة ربما يكون أعدها الدب الروسي لقلب الموازين على الأرض.

وبالعودة إلى حادث بولندا فقد أكد الحلف أنه تم من خلال آليات عسكرية أوكرانية، وكان مدفوعا بحالة الارتباك التي أحدثتها كثافة المقذوفات الروسية، في إشارة من الناتو إلى احتمالية واضحة لحدوث أخطاء على صعيد المواجهة بين الجانبين الأوكراني والروسي وهو ما يؤكد صدق رواية موسكو بشأن الحادث الذي رأت أن تحميلها مسؤوليته استفزاز متعمد دأب الغرب على ممارستها بحق روسيا.

تحريك المزيد من الدفاعات الجوية لحلف الناتو والدفع بالمنظومات المضادة للطائرات المسيرة باتجاه الجبهة الشرقية لأوكرانيا، مع الاستمرار في مراقبة الوضع وتقييم الموقف لمعرفة مدى المتطلبات المفترض تواجدها لدعم تمركز قوات الناتو، ستكون ضمن الإجراءات التي يباشرها حلف شمال الأطلسي خلال الفترة القادمة.

حتى الآن.. لا يبشر الوضع العسكري على الأراضي الأوكرانية التي تحولت إلى مسرح عمليات للمواجهة مع روسيا بتقارير مطمئنة، لكن يبقى الدعم الغربي المقدم إلى كييف هو المحرك الأساسي للوضع العسكري الراهن، فيما يحاول الجيش الروسي الحفاظ على تمركزات قواته في المناطق الأوكرانية التي حقق فيها تقدما سيصعب على قواته استيعاب أي صدمة معنوية حال فقدان أي منها مع إدراك الروس أن أي تقدم مفاجئ لهم في مواقع أوكرانية يجب أن يكون مدروسا بعناية فائقة، لأنه ربما يفاجأ بمقاومة شرسة وعمليات مجهولة المصدر.

لا زالت الضمانة الوحيدة التي تأمنها روسيا في سجال أزمتها مع أوكرانيا هي سريان عدم فرض حظر جوي في سماء أوكرانيا وهي الرؤية التي تبنتها الولايات المتحدة منذ بدء الصراع أواخر فبراير الماضي؛ حيث عزت واشنطن تأييدها لعدم فرض حظر جوي في سماء أوكرانيا إلى محاذير مشروعة لديها حول عدم الرغبة في خوض مواجهة شاملة مع روسيا.

بين دعم غربي لأوكرانيا وتحركات الناتو والقوة النووية التي تضمن لموسكو قوة موقفها على صعيد الردع والتهديدات المتصاعدة، لا زال الخوف يقض مضجع أوروبا التي لن يكون التهام الدب الروسي لأوكرانيا وتفوقه في صالحها بعد أن باتت القارة العجوز محسوبة أمام تقييمات الروس في صف الولايات المتحدة دون قدرة على العدول عن موقفها أو مراجعته للعودة إلى الحياد.

Exit mobile version